×
محافظة المنطقة الشرقية

5.3 مليون كيلو جرام “تمر” بمهرجان الأحساء للنخيل

صورة الخبر

أخذت العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ،رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أبعاداً جديدة في الفترة الأخيرة تعكس التطورات الميدانية التي تشهدها المنطقة الخليجية والعربية والعالمية، ظهر خلالها التعاون بين البلدين الشقيقين في أعلى صوره، وبرز في أنقى وأرقى أشكاله مع التضحيات التي قدمها شهداء البلدين فوق أرض اليمن بهدف إعادة الشرعية والأمن والاستقرار إلى هذا البلد الشقيق. فقد جاء التحالف العربي بقيادة السعودية والذراع الإماراتية القوية مدعوماً من دول المنطقة، ليسطر بداية تاريخ جديد للمنطقة يكتبه أبناؤها بأنفسهم، ويبدأ بعودة الشرعية إلى اليمن، وهزيمة المخطط الخارجي الذي يهدف للسيطرة على اليمن والذهاب به إلى أتون الخلافات الطائفية والمذهبية، لخدمة أهداف خارجية مازال أصحابها يراودهم حلم السيطرة والهيمنة. وكان هذا التحالف والتنسيق والتعاون الإماراتي السعودي امتداداً للتعاون في البحرين في إطار قوة درع الجزيرة لمساعدة مملكة البحرين الشقيقة في فرض الأمن والاستقرار في ربوعها التي تحاول بعض الفئات بدافع من الخارج هز الأمن فيها، ومن ثم تعريض المنطقة بمجملها إلى حالة من عدم الاستقرار والتوازن، وحرفها عن الأبعاد التنموية التي تتطلع إليها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لصالح شعوبها وبناء علاقات إيجابية، ومتوازنة بين جميع دول المنطقة. وذهب التنسيق الإماراتي السعودي في هذه الفترة إلى دعم مصر والشعب المصري الشقيق بكل الطاقات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية، لكي يحقق الشعب المصري أهداف ثورتي 25 يناير/ كانون الثاني و30 يونيو/حزيران، ومكافحة الإرهاب، ولكي تأخذ مصر دورها العروبي وفق ثقلها على الساحتين العربية والإقليمية. ومن هذه الرؤية ومن هذا التطور وعبر كثير من المحطات، يأخذ الاحتفال باليوم الوطني للسعودية في هذا العام بعداً جديداً يتجسد بشكل واضح في الاحتفال بالانتصار الذي يحققه التحالف العربي في إبراز موقف عربي تمسك فيه المنطقة بقرارها وإرادتها في نصرة الحق والشرعية، ووأد الفتنة والتطرف والإرهاب الذي يهدد المنطقة. وهو بالتالي احتفال إماراتي وخليجي وعربي وحتى إنساني. فأبناء الإمارات قيادة وشعباً يشاركون إخوانهم السعوديين احتفالهم بهذا اليوم الذي يشكل بفعل الخطوات والإنجازات التي تحققت في المملكة على مدى السنوات الماضية من عمرها الحديث إلى جانب التطور الذي تشهده المنطقة يوماً وطنياً خليجياً وعربياً بامتياز. لم يكن التحالف العربي وخصوصاً في وجهه الإماراتي السعودي، وليد لحظة عابرة في العلاقات بين البلدين الشقيقين وإنما جاء استمراراً وتتويجاً لعلاقات امتدت جذورها في التاريخ، وأخذ بعده الحاضر والمستقبلي من الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والراحل الكبير الملك عبد الله بن عبد العزيز، في بناء علاقات أخوية متميزة بين البلدين الشقيقين ترقى إلى حجم الآمال والتطلعات لشعبي البلدين في بناء صرح خليجي قوي قادر على مواجهة التحديات وتحقيق طموحاتهما في عيش آمن ومستقر ومزدهر يمتد إلى دول المنطقة كافة بعيداً عن أية تهديدات خارجية. فقد ارتبطت دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والمملكة العربية السعودية بقيادة المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز بعلاقات تاريخية استمرت وثيقة وقوية وهي علاقات أخوية ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا وتعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك أسس دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع أخيه عاهل المملكة العربية السعودية آنذاك الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراهما. وقد حرصت قيادتا البلدين على توثيقها باستمرار، وتشريبها بذاكرة الأجيال المتعاقبة حتى تستمر هذه العلاقة على ذات النهج والمضمون مما يوفر المزيد من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة التي تستصحب إرثاً من التقاليد السياسية والدبلوماسية التي أرسيت على مدى عقود طويلة في سياق تاريخي رهنها دائماً لمبادئ التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية، لذا تحقق الانسجام التام والكامل لكافة القرارات المتخذة من الدولتين الشقيقتين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. كما أن العلاقات القوية والاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تستند إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، إضافة إلى أنها تمثل ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأمن القومي العربي. وتؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة بأن الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز قيادي حكيم، له مواقف مشهودة في دعم القضايا الإسلامية والإنسانية، وأن العلاقات بين الإمارات والسعودية متميزة، وخطت خطوات استراتيجية مهمة خلال العقد الأخير جعلت منها نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول العربية، ومثالاً على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة.. كما أن العلاقات القوية والاستراتيجية بين الإمارات والسعودية، إضافة إلى أنها تصب في دعم المصالح المشتركة وتعزيزها فإنها تمثل ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية من ناحية، والأمن القومي العربي من ناحية أخرى، إضافة إلى منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة كلها، خاصة مع ما تتميز به سياسة البلدين سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي من توجهات حكيمة ومعتدلة، ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات. وقد استندت العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، إضافة إلى أنها تمثل ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأمن القومي العربي فشكلت العلاقات بين البلدين عنواناً لمستقبل مشرق. وقد انطلقت هذه العلاقة في أحد جوانبها من التقدير الكبير للقيادة السياسية في دولة الإمارات للدور القيادي والمتميز الذي تقوم به القيادة السعودية في التعامل مع أحداث المنطقة.. وقد عبر عن هذا الموقف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في برقية بعث بها إلى المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة اليوم الوطني ال 84 للمملكة، وصف سموه العاهل السعودي حينها بأنه قيادة حكيمة لها مواقف مشهودة في دعم القضايا الإسلامية والإنسانية. كما تجلى ذلك الحرص من قبل المواطنين الإماراتيين على مشاركة أشقائهم السعوديين المقيمين في الإمارات أو الذين توافدوا إلى منافذها أو المغادرين منها الاحتفال باليوم الوطني للمملكة في ال 23 من سبتمبر/ أيلول 2014 في تأكيد لوشائج القربى والمحبة بين الشعبين الشقيقين، التي تتوجها علاقات قوية وفاعلة على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها. فشكلت العلاقات بين البلدين نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول العربية، ومثالاً على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة. ولم تكن العلاقات بين الإمارات والسعودية بين القيادتين والشعبين الشقيقين، التي تم التعبير عنها في كل المناسبات أسيرة مشاعر الود والمحبة والآمال والتطلعات النظرية، وإنما تمت ترجمتها إلى خطوات ملموسة تؤسس لعلاقات قوية على أرضية صلبة. ومن هنا جاء توجه الراحل الكبير الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين في مايو/ أيار 2014 برئاسة وزيري الخارجية في البلدين. وشكلت هذه اللجنة تحولاً نوعياً في العلاقات بين البلدين.. وتشير ثوابت الاتفاق إلى أن اللجنة تعمل على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب، وأكثر أمناً واستقراراً لمواجهة التحديات في المنطقة وذلك في إطار كيان قوي متماسك يعود بالخير على الشعبين الشقيقين، ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك. ومن الطبيعي أن تجد خطوات التقارب النوعي للدولتين استحساناً كبيراً لشعبي البلدين، ويترك أثره الإيجابي في مزاج القطاع المجتمعي، ويضفي حالة من الفرح لشعوب دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لما تمثله الخطوة من فوائد مهمة في بناء أسس متينة، تسهم في دفع عجلة التنمية وتعضيد جهود العمل الخليجي المشترك. إن ذلك التوجه الاستراتيجي في أبعاده المتنوعة الاتجاهات.. السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية وكذلك العلمية والبيئية، ينم عن وعي عميق وإدراك ثاقب من قيادتي البلدين، ويسهم في تعضيد قدرات منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، مما يعود بالنفع في توفير متطلبات التطور الاقتصادي والتنموي الذي من الطبيعي أن يفضي إلى إنجاز الأهداف الاستراتيجية لدول المجلس في توفير الاستقرار الاجتماعي، والأمن المعيشي والحياتي وتعزيز الاتجاهات الممنهجة، والمؤسسة في تنفيذ الخطط التنموية التي تؤكد ثوابت العمل الاستراتيجي، والبعد الإنساني والحضاري للتنمية في بناء المجتمع الخليجي. إن التحول النوعي في العلاقات المشتركة بين الإمارات والسعودية، يشكل تجسيداً فعلياً للعلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين ،المبنية على أسس التفاهم المشترك ومبادئ حسن الجوار، والموروث الثقافي والتاريخي والقيم والعادات والتقاليد الاجتماعية المشتركة، وذلك ما يؤكد ثوابته القيمية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقوله إن العلاقات الإماراتية - السعودية، تجسيد واضح لمعاني الأخوة والمحبة والروابط التاريخية المشتركة. كما تم في مايو/ أيار من عام 2014 وبتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاق اسم الملك عبد الله على أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة أبوظبي وذلك تكريماً وتقديراً لإنجازات المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز ودوره الكبير في تعزيز أواصر الأخوة، والترابط بين الإمارات والسعودية خلال فترة توليه الحكم في المملكة، ودوره الكبير في القضايا التي تهم الساحتين العربية والدولية، إلى جانب المكانة الكبرى التي يحظى بها على الصعد الإنسانية والنهضوية والثقافية كافة، التي هي محل تقدير جميع أبناء الخليج العربي، كما أنها مصدر تقدير عربي وعالمي شامل. وقد امتدت هذه العلاقة بين الإمارات والسعودية في بعدها الحاضر والمستقبلي التي رسم خطواتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأخوه المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز لتأخذ بعداً أكثر قوة ومتانة بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة إلى جانبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، ولي العهد وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، وزير الدفاع، الذين أبدوا انفتاحاً كبيراً على الأشقاء في دولة الإمارات، ولقي ذات التوجه من جانب القيادة السياسية في الدولة، التي عبر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أكثر من مناسبة التقى فيها خادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية. كما تحرص دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على تعزيز أواصر التعاون والترابط الأخوي والتاريخي وتطوير العلاقات الاستراتيجية الوثيقة مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في المجالات كافة، ولعل التوقيع على اتفاقية إطارية استراتيجية بين مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل مصدر تشكل لبنة جديدة تنضم إلى الصرح المتنامي من العلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تجمع الإمارات والسعودية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كلها، وتدل على مدى حرص الدولتين على تكثيف التعاون وتضافر الجهود من أجل تعزيز الأمن والاستقرار، ودعم العمل الخليجي المشترك، وتحقيق التنمية المستدامة لأبناء دول مجلس التعاون، وتهدف الاتفاقية إلى دراسة فرص التعاون في الأبحاث والتطوير المشترك في مشروعات الطاقة المتجددة، وتوليد الكهرباء النظيفة. وتمتد العلاقات بين السعودية والإمارات إلى مجالات إضافية كثيرة إلى جانب قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، حيث يمتلك البلدان الشقيقان الكثير من العوامل المشتركة فكلاهما من كبار مزودي الطاقة للعالم وهما يسعيان إلى تعزيز هذه المكانة مع العمل في الوقت نفسه على مواكبة تنامي الطلب المحلي على الطاقة الذي يأتي نتيجة النهضة الاقتصادية والاجتماعية والنمو السكاني الكبير، وضرورة توفير موارد إضافية من الطاقة لتحلية المياه، وتعد الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة السبيل الأمثل لمواكبة هذا النمو والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة. وتشمل مجالات التعاون المحتملة العمل المباشر بين الطرفين في التطوير المشترك لمشروعات الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء وتحلية المياه وفرص التطوير المشترك في قطاع التقنيات ذات الصلة بقطاع الطاقة المتجددة، إضافة إلى التعاون في مجال الأبحاث والتطوير والتكنولوجيا المتقدمة بما في ذلك الطاقة الشمسية، والرياح وإدارة المياه، إضافة إلى بحث مجالات التعاون للتطوير المستقبلي للتخطيط العمراني من خلال الخبرات المكتسبة من تطوير مدينة مصدر، ويشمل استخدام مواد البناء الخضراء للمدن المستدامة، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية، كما ستجري دراسة إمكانية تبادل الخبرات في مجالات التعليم والتوعية بالاستدامة. ويذكر أن مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية أسست في عام 2010 بهدف مساهمة الطاقة الذرية والطاقة المتجددة في تنويع واستدامة مصادر الطاقة لتوليد الكهرباء، وتحلية المياه في المملكة العربية السعودية بالاعتماد على العلوم والأبحاث والصناعات المتقدمة، مما يسهم في الحفاظ على موارد النفط والغاز وإطالة أمد استثمارها لتستفيد منها أجيال المستقبل.. وتعد شركة أبوظبي لطاقة المستقبل مصدر مبادرة أبوظبي للطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، حيث تأسست في عام 2006 من خلال شركة مبادلة للتنمية التي تركز على أن تحقق مشاريعها فوائد للمجتمع إلى جانب الجدوى الاقتصادية. وتعتبر العلاقة التجارية والاقتصادية بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الأكبر بين مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، وتعد الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للسعودية على صعيد المنطقة العربية بشكل عام، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص بحجم تبادل تجاري يصل إلى أكثر من 21 مليار درهم. وتتصدر دولة الإمارات قائمة الدول الخليجية المصدرة إلى السعودية كما تأتي في مقدمة الدول الخليجية التي تستقبل الصادرات السعودية، وتأتي في مرتبة متقدمة في قائمة الدول العشر الأولى التي تستورد منها السعودية.. وتلعب الاستثمارات المشتركة بين الإمارات والسعودية دوراً حيوياً في هذا الجانب إذ تتجاوز الاستثمارات السعودية في الإمارات 35 مليار درهم وتعمل في الإمارات حالياً نحو 2366 شركة سعودية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد و66 وكالة تجارية ويبلغ عدد المشاريع السعودية في الإمارات 206 مشاريع بينما يصل عدد المشاريع الإماراتية المشتركة في السعودية إلى 114 مشروعاً صناعياً وخدمياً برأسمال مال يبلغ 15 مليار ريال. ويعتبر إطلاق مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بكلفة تتجاوز ال 100 مليار ريال نقلة مهمة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تم تشكيل تجمع إماراتي سعودي بقيادة شركة إعمار الإماراتية وبالتحالف مع شركات سعودية لتنفيذ المشروع على ساحل البحر الأحمر. وتلعب السياحة بين البلدين دوراً مهماً وحيوياً في تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بينهما، وتعد من بين أهم القطاعات الواعدة التي توفر فرص الاستثمار، وجذب المزيد من المشاريع المشتركة لتنويع القاعدة الاقتصادية والتجارية في البلدين خاصة بعد أن خصصت دولة الإمارات مبالغ مالية ضخمة للسنوات العشر المقبلة لتطوير هذا القطاع وذلك بعد النجاحات المطردة التي حققتها في جذب شركات السياحة العالمية لما تتمتع به من مقومات أساسية تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها، وفي مقدمتها الأمن والاستقرار، والموقع الجغرافي الذي يربط بين مختلف قارات العالم، والبنية الأساسية الحديثة، والمتطورة من مطارات وموانئ وشبكة طرق ووسائل اتصالات وغيرها من الخدمات الراقية التي يوفرها أكثر من 450 فندقاً في الدولة. لقد قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة شوطاً كبيراً في إرساء دعائم العلاقات الاستراتيجية بينها والمملكة في المجالات والميادين كافة على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة، وتطمحان كأكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة في الوصول إلى الشراكة الاقتصادية بينهما من أجل خدمة شعبي البلدين الشقيقين والمنطقة. وبذلك فإن العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تمثل ركيزة قوية يستند عليها شعبا البلدين وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.. فالعلاقة تاريخية أزلية تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، وتعكس تطلعات القيادتين إلى ما يصبو إليه شعبا البلدين الشقيقين من تعاون مثمر يسهم في وحدة الصف الخليجي ويزيدها ترابطاً وقوة وصلابة ويعود على أبناء دول الخليج العربية بكل الخير والتقدم والرخاء. (وام)