في أجواء من الفرح والسرور، شرع عدد من الأسر السعودية على استقبال العائدين من الحج بالولائم والاحتفالات فرحاً بعودتهم سالمين، ودعوة الأقارب والأصدقاء لحضور هذه الاحتفالية، حيث يجدونها فرصة للاستماع للحجاج العائدين الذين يتحدثون عن المواقف والنوادر التي وقعت لهم خلال أدائهم المناسك. بينما ينتظر أقارب الحاج ما يحمله لهم من الهدايا من المشاعر المقدسة، حيث ما زالت هذه العادة باقية في الأسر السعودية، ورغم بساطة الهدايا التي تتركز في السبح والتحف والألعاب البسيطة للأطفال، إلا أن لها وقعاً في نفوس الصغار والكبار. ويرى المحتفون بالحجاج أن تخصيص أيام للاحتفاء بهم، فرصة لجمع الأقارب والأصدقاء، وسرد القصص، إضافة إلى أنها تسهم في تقوية العلاقات والترابط من خلال مثل الاحتفالات. وتلجأ بعض الأسر السعودية في استقبال الحجاج بداية من المطار، بحضور الكبار والأطفال، كنوع من الحفاوة في الاستقبال، والفرح بعودته سالماً. وقال خالد القصير إنه حضر الكثير من هذه المناسبات وإن أجواءها دائما ما تكون مليئة بالذكريات الجميلة التي يذكرها الحجاج ومن سبق له الحج من الحاضرين، مشيراً إلى أنه يحرص على إقامة مثل هذه الولائم للعائدين من الحج من الأقارب والأصدقاء، وأنها تدل على احتفاء بالحجاج الذين من الله لهم بالسلامة وأداء المناسك. وأضاف أن إقامة مثل هذه الولائم تضفي سعادة على الحاج، لأنه يشعر بمحبة من حوله له، وهي فرصة لرؤية الأصدقاء والأقارب، وأن من الأشياء التي لا يمكن له أن ينسها احتفاء أقاربه وأسرته له بعد عودته من أداء فريضة الحج. ووافقه الرأي عبد الله الفارس، مؤكداً أن مثل هذه المناسبات تزيد من الترابط، وإدخال السرور في أنفس الحجاج، داعياً الأسر الذين اعتادوا على إقامة هذه الولائم بعدم المبالغة والإسراف في تلك الولائم، خاصة أن البعض عمد إلى استئجار قصور الأفراح والفنادق للاحتفال بعودة ذويهم من الحج، ما يعرض كميات كبيرة من المواد الغذائية إلى الإلقاء في القمامة، وهو ما يخالف المقصود من تلك الولائم. وأشار إلى أن الحفاوة بالحجاج ومن بينها إقامة الولائم عادة ورثتها أجيال عن أجيال بعد كل موسم حج، فهي لم تتغير، وإن قلت في مظاهرها أحيانا مع مرور الزمن، حيث أصبح من المألوف أن تكثر المناسبات عند عودة الحجاج.