- وهي تقدم لك ما لذَّ وفاح وسُمح به في هذه المساحة الحميمية جداً بقدر ما تستطيع وبمنتهى الحيوية والنشاط؛ بداية من التسريحة وحتى أدق تفاصيل السرير، فضلاً عن الرقص والغناء ومسابقاته المنتظمة وعشرات الأفلام والمسلسلات المترجمة عن العشاق والعاشقات و«العواذل» الساعين بينهم بالخراب!! - هذه الفضائيات تسلِّيك أحياناً وترفع ضغطك في غالب الأحيان لهراء ما تقدمه، ولتوقفها عند نمط معين من البث أكل عليه الدهر وشرب وهذا شأنها؛ المهم أنه عند وقوع حدث أو قضية وطنية مهمة تتطلب التفاعل والمشاركة ولو ببرنامج صغير يوضح رأينا للخارج، عليك أن تبحث عن فضائية غير سعودية مع الأسف!! - في شغب منفوحة مثلاً انتظرنا من بعض الفضائيات السعودية أن توضح وجهة نظرنا بوصفنا شعباً متأذياً مما حصل، وأن تقوم بإيصال صوتنا الرافض تلك الفوضى إلى الخارج الذي يبدي تعاطفه وفقاً لما يراه على الشاشة، ولكن لا شيء أبداً، ويبدو أن ما يمس البلد خارج اهتمام هذه الفضائيات لحين ميسرة. - المدهش أن العكس هو الذي حصل تماماً؛ إذ أصبحت بعض هذه الفضائيات تدور وتلف حول المشكلة وكأنها تعطينا حصص تقوية في حقوق الإنسان، وفي كيفية معاملة الخارجين على قانون البلد وثقافته، وبعضها تكاد لولا الملامة أن تقدم اعتذاراً باسمنا إلى إثيوبيا مع أننا الضحية من قبل ومن بعد!!! - إثيوبيا شرحت وجهة نظرها إلى الغرب كاملة، وربما زوَّرت كثيراً من الحقائق وأضافت إليها ما لا وجود له إطلاقاً؛ أما نحن فمع الأسف أصبحنا نشعر بالذنب وكأننا ارتكبنا معصية، وها هم بعضنا يطبطبون عليهم بحجج واهية وكأننا نسينا ما فعلوه ويفعلونه إلى اليوم!! - كنا ننتظر مثلاً فيلماً مترجماً في دقيقتين أو حتى أقل يشرح أبعاد المشكلة ويتوجه إلى الخارج بالحقيقة كما نعرفها جميعاً، وتحديداً في البلدان التي تظاهر فيها الإثيوبيون أمام السفارات السعودية هناك؛ هل رأيتم شيئاً من ذلك؟ ولا أنا..