أبوظبي (وام) قالت نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن ما شهدته الأسابيع الأخيرة من تطورات متسارعة في الاقتصاد العالمي ألقت بظلالها الكثيفة على أسواق النفط العالمية وأثارت الكثير من الشكوك حول فرص استقرار هذه الأسواق في المستقبل القريب، وسلطت الضوء بشدة حول حساسية المرحلة الحالية وتأثيرها في المنتجين الرئيسين للنفط، ولاسيما أعضاء منظمة الدول المصدر للنفط أوبك، وما يجب على كل منهم فعله لحماية اقتصاده من الصعوبات الناشئة عن تلك التطورات مستقبلاً. وتحت عنوان «متطلبات التعامل مع تطورات أسواق النفط العالمية» أضافت أن التقرير الصادر مؤخراً عن بنك جولدمان ساكس بشأن المسار المتوقع لأسعار النفط العالمية خلال الأعوام المقبلة يحمل دلالات مهمة في هذا السياق، إذ قام البنك بتخفيض توقعاته لأسعار النفط خام برنت في عام 2015 إلى 53.70 دولار للبرميل، وتوقع وصوله في عام 2016 إلى 49.50 دولار للبرميل انخفاضاً من 62 دولاراً في تقديرات سابقة. ولأن هذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها مثل هذا التقرير حيث صدرت تقارير عدة مثله على مدار الفترة الماضية، فقد أقدم كثيرون من الفاعلين الرئيسين في أسواق النفط العالمية مؤخراً على التعامل مع الوضع الحالي في الأسواق على أنه وضع قابل للاستمرار فترات طويلة وإيجاد السبل الكفيلة بتجنب السلبيات التي يمكن أن تترتب عليه. وأوضحت النشرة، أنه في روسيا الاتحادية على سبيل المثال ناقشت الحكومة مؤخراً سبل مواجهة أي ظروف اقتصادية صعبة في حال هبطت أسعار النفط إلى 30 دولاراً للبرميل وإن كان يمكن فهم هذه الخطوة بأنها دليل على أن الحكومة الروسية عازمة على مواصلة السياسة النفطية التوسعية نفسها خلال الفترة المقبلة. لكن في خضم تسارع التطورات التي تشهدها أسواق النفط والمتمثلة في زيادة المعروض والنقص في الطلب الذي خلق حالة من الفائض المزمن في المعروض وأحدث زيادات كبيرة في المخزونات النفطية الاستراتيجية لدى مستهلكي النفط الرئيسيين فإنه من الأهمية بمكان أن يقوم منتجو النفط الرئيسون ولاسيما الدول الأعضاء في منظمة أوبك باتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لتجنب الآثار السلبية لأي سيناريو محتمل بالنسبة إلى أسعار النفط في المستقبل. وقالت «أخبار الساعة» في ختام مقالها الافتتاحي، هذا الأمر تزداد ضرورته بشكل كبير يوماً بعد يوم، ولاسيما في ظل هشاشة الأوضاع الاقتصادية العالمية التي ازدادت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة بسبب الانتكاسة التي تعرض لها الاقتصاد الصيني أول مستورد للنفط وأكبر مستهلك للطاقة في العالم. وهذه المعطيات تشير إلى أن أسواق النفط العالمية تمر الآن بمرحلة حساسة في تاريخ تطورها، ووصلت العلاقة بين جانبي العرض والطلب إلى وضع غير آمن.. والأمر الأسوأ أن هذا الوضع قد يستمر فترة ليست بالقصيرة في المستقبل، الأمر الذي يتطلب حرصاً شديداً من قبل الفاعلين الرئيسيين في الأسواق ولاسيما المنتجين. ومن ثم فإن حكومات هذه الدول مطالبة بإيجاد أساليب غير تقليدية في التعامل مع هذا الأمر وتركيز جهودها على تنويع مصادر الدخل بعيداً عن الإيرادات النفطية وإعادة هيكلة موازناتها العامة بشكل يتناسب مع الأسعار الحالية ومساراتها المحتملة مستقبلاً.