أكد الاتحاد الأوروبي أمس أنه يرفض أي فيتو روسي في علاقاته مع الجمهوريات السوفياتية السابقة، بعد أن تراجعت أوكرانيا عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد بضغط من موسكو. وبحسب الفرنسية، أوضح جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية في مؤتمر صحفي أمس، أنه لا يمكننا القبول بفيتو من جانب بلد آخر حول عزمنا على تحقيق تقارب مع هذه الدول، مؤكدا أن زمن السيادة المحدودة ولى في أوروبا. فيما اعتبر هيرمان فان رومبوي رئيس مجلس أوروبا أن بعض ما تقوم به روسيا حيال الجمهوريات السوفياتية السابقة لا ينسجم مع الطريقة التي ينبغي أن تحصل فيها الأمور في أوروبا، وبينما كرر أن الاتفاق الذي رفضت أوكرانيا توقيعه في فيلنيوس لا يزال مطروحا، دعا كييف لرفض الاعتبارات القصيرة المدى والضغوط التي مصدرها الخارج، ووجه رسالة لقادتها بأنه حان وقت الشجاعة والقرار، وأنه علينا ألا نستسلم في مواجهة الضغوط الخارجية، حتى لو كان مصدرها روسيا. من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش عن استعداد بلاده للتوقيع على اتفاقية شراكة شاملة مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب، لكن بشروط. وأضاف يانوكوفيتش خلال قمة الاتحاد الأوروبي للشراكة الشرقية في العاصمة الليتوانية فيلنيوس أن أوكرانيا تطلب من الاتحاد الأوروبي خطوات حاسمة في المقابل تجاه الدعم المادي لبلاده، مطالباً بمساعدات على سبيل المثال في تحديث أنظمة نقل الغاز. وألمح أندري جونتشاروك مستشار الرئيس الأوكراني، إلى أن هناك إمكانية لتوقيع مثل هذه الشراكة خلال قمة الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا المخطط عقدها في آذار(مارس) عام 2014 . يشار إلى أنه كان من المفترض أن تتصدر أوكرانيا قمة الاتحاد الأوروبي للشراكة الشرقية بأن تصبح أول جارة شرقية توقع اتفاق شراكة وتجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، ولكن كييف جمدت العمل بشأن الاتفاق بسبب الضغوط الروسية. إلا أن روسيا رفضت من جانبها اتهام الاتحاد الأوروبي لها بممارسة الضغط على أوكرانيا لحملها على عدم التوقيع على الاتفاقية، ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القادة الأوروبيين للكف عن تعليقاتهم حول أوكرانيا، معتبرا أن اتفاقا بين الجمهورية السوفياتية السابقة والاتحاد الأوروبي سيكون بمثابة خيانة كبرى حيال الاقتصاد الروسي، فيما أعربت الخارجية الروسية عن خيبة أملها إزاء تصريحات الأوروبيين حول ضغوط موسكو على أوكرانيا. وارتفعت حدة الخطاب بين الاتحاد الأوروبي وموسكو منذ أعلنت أوكرانيا الأسبوع الماضي تعليق تحضيراتها بشأن هذا الاتفاق الذي كان مقررا توقيعه خلال قمة الشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي في فيلنيوس، وأوردت صحيفة غازيتا فيبورشا البولندية أن القادة الأوروبيين ينوون في قمة فيلنيوس تبني بيان يحذر روسيا من تدخلها في شؤون جيرانها. وبدأت روسيا التي كانت حظرت في تموز(يوليو) استيراد الشوكولا الأوكراني الشعبي، مفاوضات مع كييف بهدف رفع هذا الحظر.