تعتبر صناعة القهوة البحرينية من الصناعات المتوارثة في المملكة، إذ كان ومازال البحرينيون يصنعونها في منازلهم للاستخدام المنزلي أو لبيعها. وفي المناسبات بشكل عام والأعياد بشكل خاص يكثر الطلب على القهوة لأنها من ضروريات إكرام ضيوف المجالس والمنازل. ويقول محمد عبدالرزاق فرحان صاحب مطحنة مهرة إن الإقبال على القهوة في الأعياد يصل لأكثر من عشرة أضعاف الطلب عليها في الأيام والمناسبات الأخرى. وأوضح لـ «الوسط» التي زارت محله الواقع على شارع الشيخ إبراهيم بن علي بالرفاع الشرقي، أن «كثرة الطلب على القهوة في أيام العيد تجبرني على زيادة ساعات العمل للعاملين في المطحنة. فهي تزيد بنسبة أكثر من عشرة أضعاف الأيام الأخرى». ولا تقتصر الطلبات على القهوة البحرينية من داخل البحرين كما يقول فرحان، ويضيف «طلبات كثيرة تأتي من خارج البحرين، وبالتحديد من قطر والسعودية والكويت. وتكثر الطلبات في المرتبة الأولى على القهوة رقم اثنين، وفي المرتبة الثانية تأتي الطلبات على رقم واحد ونصف، فهذان النوعان هما المرغوبان أكثر». ويشرح فرحان سبب هذا التصنيف على أنه يكون بحسب طريقة التصنيع. مفصلاً «حبات القهوة نشتريها خضراء ليست جافة. وأول عمليات التصنيع نقوم بحمصها في المحمصة قرابة النصف ساعة لتجف، وبعد انتهاء المدة نقوم بكسر حبة القهوة فإن كان داخلها غير جاف كلياً فتصنف على أنها رقم واحد ونصف، وإن زدنا عليها الوقت في المحمصة لتجف أكثر فيكون تصنيفها اثنين، وإذا ما أخذت وقتاً أكثر لدرجة ميلان لونها للسواد حينها تكون رقم ثلاثة وهذا التصنيف يكون الإقبال عليه أقل». ويواصل حديثه بخصوص طريقة إعداد القهوة «بعد عملية التجفيف تأتي عملية الطحن، وكل ذلك يتم باستخدام آلات كبيرة. فنطحن حبات القهوة ونضيف إليها الهيل أو الزعفران وغيره بحسب الطلب أو الطريقة التي نريد أن نعدها. وبعد ذلك تأتي عملية تكييس القهوة المطحونة». ويعمل فرحان على إعداد القهوة منذ أكثر من خمسين سنة في محله بالرفاع الشرقي. إذ تعلم المهنة من والدته مهرة راشد فسُمي المحل الذي يديره باسمها. يقول عن بداية تعلمه «منذ فتحت عيناي على هذا العالم كنت أشاهد أمي تصنع القهوة لتبيعها على أهالي المنطقة. فبدأت التعلم منها والعمل معها». وفي تلك الفترة لم تكن بعد هذه الآلات الكبيرة موجودة، فكان مع أمه يصنعان القهوة بالطريقة التقليدية. عن ذلك يضيف «بدلاً من وضع حبات القهوة في آلات المحمصة والمطحنة وهي تقوم بالعملية كاملة، كنا نحمص حبات القهوة في قدر كبير نضعه على النار التي نوقدها بالخشب، وبعد تجفيف حبات القهوة نستخدم حجر الرحى لعملية الطحن، بعدها أتت المطحنة اليدوية. كانت العملية تستغرق ساعات وتحتاج لجهد كبير بعكس ما هو عليه الآن مع توافر هذه الآلات الكهربائية الكبيرة». ويملك فرحان بجانب آلات صناعة القهوة آلات أخرى لصناعة البهارات بأنواعها، يقول «نعمل أيضاً في المطحنة على طحن البهارات والبزار والكركم والدقوس والفلفل الأسود والأحمر وغير ذلك، ويقبل على شراء هذه المنتجات إضافة للمستهلك البحريني، مواطنون من دول مجلس التعاون يأتون خصيصاً لهذه المنتجات» ويؤكد ذلك بالإشارة إلى أحد زبائنه الكويتيين، إذ يأتي بشكل مستمر لطلب كميات من البهارات البحرينية، وفاجأه ذات مرة بطلب كمية كبيرة جداً، يقول «لم أستطع توفيرها له، هو يريدها لأن الإقبال عليها في محله بالكويت كبير، لكن القوة التشغيلية لدي لا تكفي لتوفير الكمية التي طلبها فاكتفيت بتوفير الكمية المعتادة له».