في كلمته الضافية التي ألقاها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله – أثناء استقباله قادة وفود الدول الاسلامية ورؤساء وفود الحجاج يوم أمس الأول تبيان واضح للمسؤوليات الكبرى التي يضطلع بها لخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وأمنهم وطمأنينتهم منذ دخولهم الأراضي المقدسة وحتى عودتهم الى ديارهم بعد أداء فريضتهم سالمين غانمين باذن الله. وفي تضاعيفها يتضح أن المليك المفدى نذر نفسه ووقته وامكاناته لتحمل تلك المسؤوليات الجسام التي يعتز ويفتخر بها، فقد شرف المولى القدير قادة المملكة بدءا بموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن تغمده الله برحمته وحتى العهد الزاهر الحاضر بخدمة بيته العتيق ومسجد خاتم رسله وأنبيائه، وخادم الحرمين الشريفين كسائر الملوك السابقين – يرحمهم الله – يفتخرون ويعتزون بتحمل هذا الشرف العظيم. وقد أكد المليك المفدى في تضاعيف الكلمة ذاتها اعتزازه بهذا التشريف الالهي؛ سعيا وراء خدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن وخدمة كل ما من شأنه رفع راية الاسلام والسعي الدائم لخدمة المسلمين أينما وجدوا، وهذه رسالة إسلامية سامية دأب قادة المملكة على تأديتها كواجب من أهم واجباتهم وتقع على رأس الأولويات التي يهتمون بها اهتماما شديدا، وقد شهد العالم كله لهم بحسن أداء هذه الرسالة العظيمة على خير وأكمل وجه. لقد أكد – يحفظه الله – على أهمية دور المملكة في لم الشمل العربي والاسلامي وعدم السماح لأي يد خفية أن تعبث بهذا التوجه، فدعم الجهود العربية والاسلامية لما فيه خير واستقرار الأمتين العربية والاسلامية جهد ما زالت المملكة تقوم به رغبة منها في تجنيب العرب والمسلمين الدخول في متاهات التفرق والتشرذم والتخلف . ومن هذا المنطلق فقد سخرت المملكة كل جهودها وامكاناتها لخدمة الاسلام والمسلمين وخدمة ضيوف الرحمن الذين ما فتئوا يلهجون بالشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين، بأن يطيل الله في عمره ويمده بالصحة والعافية لاكمال رسالته الكبرى التي يؤديها خدمة لقضايا المسلمين وخدمة لحجاج بيت الله العتيق بمكة المكرمة وخدمة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة. انه تشريف هام تحمله قادة هذه الأمة خدمة لضيوف الرحمن الوافدين الى هذه البلاد المقدسة لأداء فريضة من فرائض دينهم الاسلامي الحنيف، فالدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – لأداء الرسالة الاسلامية الكبرى بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن هو دور حيوي ومحوري، وسيبقى هذا الدور الحيوي ماثلا أمام أنظار العالم كله كمسؤولية كبرى من أهم مسؤوليات خادم الحرمين الشريفين، وسيبقى العمل جاريا لاستمرارية هذا الدور لتحسين وتطوير وتحديث المشاعر، وقد أنجز في هذا المضمار الكثير، ويبقى الكثير من الخطوات المستقبلية التي يجري العمل بها حاليا في سبيل إدخال أفضل الخدمات للحرمين الشريفين تسهيلا لضيوف الرحمن.