ضخت الحكومة الصينية، أخيراً، عشرات المليارات من اليوانات في محاولة لإنعاش أسواق المال، إلا أن جهودها لم تحدث إلا تأثيراً محدوداً. لذا فهي تلجأ اليوم إلى تكتيك كان المفضل لدى السلطويين المذهولين من نظام السوق الحر، المسارعين لقتل حامل الرسالة. وبدأت الشرطة الصينية، أخيراً، في اعتقال المشتبه بهم المعتادين من صحافيين وسماسرة ومحللين يدلون بمعلومات عن أسواق المال. وسرعان ما اعترف المدانون بممارساتهم التي ليست بالجرائم على شاشات التلفزة الرسمية. وقد ظهر مراسل من إحدى المطبوعات المالية على المحطة المركزية الصينية، واعترف بأنه كتب مقالاً ذا تأثير سيء على السوق. واتهم بأنه أشار إلى إمكانية لجوء السلطات إلى دعم شراء الحصص الرسمية، وهو الأمر الذي سرعان ما قامت به فعلاً. تعتبر ملاحقة أكباش الفداء لتبرير الأخبار المالية السيئة دافعاً سياسياً عالمياً، حتى أنها تحصل في واشنطن أحياناً. ويكمن الفرق في أن الأميركيين يدركون أن الأسواق لها سيكولوجيتها الخاصة، ولا يمكن إنعاشها بضخ اصطناعي من أموال الدولة، أو عبر اقتحام قاعات تحرير الأخبار. ويرتبط إخفاق بكين في فهم أسواقها المالية بشكل مباشر برفضها تسليم زمام السيطرة السياسية.