×
محافظة المنطقة الشرقية

الجبير: المملكة قدمت منحًا تتجاوز قيمتها 115 مليار دولار خلال العقود الـ4 الماضية

صورة الخبر

استأنف الحجاج أمس الجمعة (25 سبتمبر/ أيلول 2015) في مكة المكرمة شعائر رمي الجمرات غداة حادث التدافع المفجع الذي أدى إلى وفاة 717 حاجّاً. وعزت السلطات السعودية هذا الحادث إلى «عدم التزام» بعض الحجاج بالتعليمات. وتأتي هذه الحادثة بعد أقل من أسبوعين على انهيار رافعة عملاقة في باحة المسجد الحرام في مكة ما أسفر عن وفاة 109 أشخاص في 11 سبتمبر الجاري. وأمسِ، تقاطر الحجاج لرمي الحصى على الجمرات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى غير أن حجم الحشود سجل تراجعاً غداة التدافع الذي وقع في أول أيام رمي الجمرات وأسفر عن وفاة 717 حاجّاً وإصابة 863 آخرين في أكبر فاجعة أثناء موسم الحج منذ 25 عاماً. وتعهدت السلطات السعودية بإجراء تحقيق «سريع وشفاف». وأظهرت الصور التي نشرت على الانترنت جثثًا مكدسة أرضًا ومن حولها مقتنيات شخصية مبعثرة من أحذية ومظلات يستخدمها الحجاج للوقاية من الشمس. ووسط البلبلة، حاول عناصر أجهزة الإغاثة والأمن تنظيم نقل الجثث على حمّالات. وبحسب الصور، فان الحادث وقع على طريق إسفلتية تمر بين آلاف الخيم البيضاء التي تنصب سنويّاً في منى لاستقبال الحجاج. ولوصف المشهد، قال مراسل وكالة «فرانس برس» النيجيري، أمينو أبوبكر، الذي كان يؤدي مناسك الحج، انه «لم يكن هناك مجال للمناورة». وقال: «إن حجاجاً مرافقين له أخبروه عن أطفال توفوا على رغم جهود آبائهم إنقاذهم قرب منطقة الخيم». وأضاف «لقد ألقوا بهم على السطوح، على سطوح الخيم... لكن معظمهم لم ينجوا». ووقع الحادث في مِنى، التي تبعد نحو خمسة كيلومترات عن مكة، خلال قيام الحجاج بشعيرة رمي جمرة العقبة الكبرى. وفي هذا الوقت أشار الدفاع المدني السعودي إلى أنه لايزال يحصي أعداد الضحايا، الذين بينهم أجانب. وأوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن «الحادثة وقعت على طريق 204 نتيجة تعارض الحركة بين الحجاج المتجّهين على الشارع 204 عند تقاطعه مع الشارع 223 وارتفاع في الكثافة ما أدى إلى تدافع». وأضاف أن «ارتفاع درجة الحرارة والإعياء الذي كان عليه الحجاج نتيجة الجهد الذي بذلوه في المرحلة السابقة... أسهما في سقوط عدد من الحجاج». لكن وزير الصحة السعودي خالد الفالح نسب الحادث إلى «عدم التزام» بعض الحجاج بالتعليمات. وصرح الفالح لقناة «الاخبارية» الرسمية «لو التزم الكل بالتعليمات لما حصلت مثل هذه الحوادث». وأغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى مكان الحادث الذي وقع عند تقاطع طريقين أعدا لتسهيل حركة الحجاج في وادي مِنى الذي يبعد بضعة كيلومترات عن مكة المكرمة. وفي الخارج قدم الأمين العام للأمم المتحدة تعازيه وكذلك واشنطن وألمانيا وفرنسا ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك وتركيا. وفي واشنطن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي ند برايس إن الولايات المتحدة «تقدم خالص تعازيها لعائلات المئات من الحجاج الذين قتلوا وللمئات الذين جرحوا في حادث التدافع المؤلم». و قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه «صدم» بهذا النبأ بينما عبرت تركيا وفرنسا ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن تضامنهم مع الضحايا. وأجرت السعودية في السنوات الماضية أعمالا واسعة النطاق لتعديل البُنى التحتية؛ كي تسهل حركة الحشود وتجنب مآسٍ مماثلة. وخصصت المملكة أكثر من مئة ألف رجل أمن لحماية الحج هذه السنة. وقد شكلت قوات الأمن السعودية سلاسل بشرية على طول الطرق لتنظيم سير الحجاج، فيما قام متطوعون على طول الطريق بتقديم صناديق الطعام وزجاجات الماء البارد إلى الحجاج. وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج، يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة لطواف الوداع حول البيت العتيق، آخر شعائر الحاج قبيل سفرهم مباشرة.