قالت الأمم المتحدة أمس الجمعة (25 سبتمبر/ أيلول 2015) إنها لا ترى أي تراجع في تدفق اللاجئين على أوروبا مع وصول ثمانية آلاف شخص يوميّاً، وأن المشاكل التي تواجهها الحكومات الآن قد تكون مجرد «قمة جبل الجليد». وقالت المجر التي تقع في مسار أكبر موجة هجرة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية إنها تسعى للحصول على دعم لوقف تدفق قادم من كرواتيا بعد إغلاق حدودها مع صربيا ببناء سياج من الصلب ارتفاعه 3.5 أمتار. وقال المنسق الإقليمي بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين للصحافيين في جنيف أمين عوض: إن التحذيرات السابقة للمفوضية بشأن حجم المشكلة لم تؤخذ بجدية. وعن موجة اللجوء، قال: «لا أرى أنها ستنحسر أو ستتوقف. وإذا كانت مؤشراً على شيء فهي مؤشر على أن ما نشهده هو قمة جبل الجليد». وتوقع نائب المنسق الإنساني للأمم المتحدة في العراق، دومينيك بارتش أن يحتاج عشرة ملايين عراقي لمساعدات إنسانية بحلول نهاية العام، إذ نزح بالفعل 3.2 ملايين شخص عن منازلهم. وأضاف أن الأمم المتحدة تتأهب لاحتمال نزوح 500 ألف شخص من مدينة الموصل العراقية إذا ما شنت القوات العراقية هجومًا لانتزاع السيطرة على المدينة من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وتعهد زعماء الاتحاد الأوروبي بتخصيص مليار يورو (1.1 مليار دولار) على الأقل للاجئين السوريين في الشرق الأوسط، وبتعاون أوثق لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا في قمة وصفت بأنها كانت أقل توتراً مما كان يخشى بعد أسابيع من التشاحن. والعدد الأكبر من طالبي اللجوء الذين يصلون إلى أوروبا هم من سورية أو العراق وكثيرون منهم يستقلون قوارب متهالكة؛ لعبور البحر المتوسط أو في رحلات خطرة مختبئين في شاحنات. وقالت وزارة الداخلية الألمانية إن نحو ثلث طالبي اللجوء الذين يصلون ألمانيا ويزعمون أنهم من سورية ليسوا سوريين على الأرجح وإن كان المتحدث توبياس بليت قال انه لا توجد إحصائيات دقيقة. وأثار وصول اللاجئين وكثيرون منهم هجروا مخيمات اللاجئين في تركيا أو الأردن أو لبنان بعد ثلاث سنوات أو أكثر خلافاً حادّاً بين الدول بشأن كيفية التعامل معهم واستيعابهم. وبينما أبدت حكومات مثل ألمانيا قدراً أكبر من الترحيب قاومت دول شرق أوروبا خطط تخصيص حصص للدول تحدد لها نسبة من اللاجئين. وقال رئيس الوزراء المجري اليميني فيكتور أوربان في فيينا إنه بعد إقامة سياج من الصلب لمنع دخول اللاجئين من صربيا يدخل المهاجرون الآن عبر اليونان ودول البلقان من كرواتيا. وأضاف أوربان أن التدفق سيستمر، مضيفاً أن السؤال الرئيسي هو كيف يمكن وقفه على الحدود الكرواتية. وتابع قائلاً، في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان: «سيكون هذا هو الشغل الشاغل خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة. وأحاول أن أجد مؤيدين لهذا». وفي الوقت الراهن يجري نقل آلاف المهاجرين، الذين يصلون إلى الحدود الكرواتية المجرية كل يوم، إلى الحدود النمساوية. وقال أوربان إن المجر ستتخذ قراراً بشأن إغلاق حدودها مع كرواتيا، لكن بعد مشاورات لحشد التأييد لهذا التحرك. وبعض اللاجئين لا يدخلون دول الاتحاد الأوروبي عن طريق شرق أوروبا والبحر المتوسط. ففي الأيام الماضية عبر نحو 500 لاجئ يوميّاً الحدود البرية الفنلندية في تورنيو قرب الدائرة القطبية بعد رحلة طويلة عبر وسط أوروبا والسويد. وأوردت وسائل الإعلام الفنلندية أمس أن متظاهرين رشقوا حافلة تقل مهاجرين بالحجارة وأطلقوا عليها مفرقعات نارية، بينما كانت تنقلهم إلى مركز للاجئين في لاهتي بجنوب البلاد. ولوَّح ما بين 30 و40 متظاهرا بالأعلام وانهالوا بالسباب على ركاب الحافلة. وكان أحد المتظاهرين يرتدي رداء أبيض شبيهاً بزي أعضاء جماعة «كو كلوكس كلان» التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة. وقالت الحكومة في بيان: «تدين الحكومة الفنلندية بشدة الاحتجاجات العنصرية التي نظمت أمس (أمس الأول) ضد طالبي اللجوء الذين دخلوا البلاد». وأضافت «العنف أو التهديد بالعنف يستحق الإدانة دائماً».