تعيش معظم مسالخ المدينة المنورة حالة من الفوضى والعشوائية والزحام في ظل غياب الجهات المعنية بأمانة المدينة لمتابعة أعمال المسالخ خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وتوافد العديد من المواطنين والمقيمين لأداء نسك الهدي اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ورصدت عدسة «المدينة» خلال جولة نفذتها بعدد من المسالخ تدافع المضحين من مواطنين ومقيمين بهدف الظفر بأرقام لحجز موعد لهدي الأضحية في ظل الزحام الشديد التي تشهده المسالخ الأهلية والحكومية التابعة لأمانة المدينة. كما شكا عدد من المواطنين لـ «المدينة» من حالة الفوضى التي تعيشها المسالخ في ظل غياب الفرق الميدانية التابعة للأمانة، وطالبوا باستحداث العديد من المسالخ النموذجية الجديدة في مواقع مختلفة خصوصًا وأن المسالخ الواقعة في السوق المركزي للأغنام تشهد زحامًا شديدًا فضلًا عن موقعها الجغرافي البعيد عن أحياء المدينة. وأشار عدد منهم إلى أن الأسعار التي حددتها تلك المسالخ كقيمة لتذكية الأضحية يعد مبلغًا رمزيًا أمام ما يدفعوه من «بقشيش» لبعض العمالة التي تبتزهم -على حسب وصفهم- مطالبين بوضع المزيد من الحلول لضمان انسيابية حركة الذبح في تلك المسالخ. وأشار مواطنون إلى بدائية عمليات الكشف البيطري على تلك الأنعام والمواشي في ظل ما تشهده تلك المسالخ من إقبال متزايد مشيرين إلى أن موقع حجز الأضاحي يشهد فوضى عارمة قد تسهم في تبديل أضاحي المواطنين والتسبب في إشكاليات كبيرة. فوضى المسالخ في البداية وصف المواطن عبدالله عبدالعزيز ما يحدث في المسالخ الأهلية بـ «الفوضى» مطالبًا بوضع حلول عاجلة لتلافي تلك الإشكاليات التي تحدث عامًا بعد عام وقال: «وصلت إلى المسلخ منذ وقت مبكر وحجزت رقمًا لضمان سرعة تذكية إضحيتي ولكن حتى هذه اللحظة لم يأت الدور بسبب الرشاوى والمحسوبيات التي تقوم بها بعض العمالة نظير بعض الريالات فضلًا عن تجاهل بعض مواشي المضحين بسبب رفضنا لدفع مبالغ إضافية عن ما حددته الجهات المعنية بمبلغ 50 ريالًا، وبين عبدالعزيز أن عمليات الذبح تتم بطريقة بدائية جدًا ولا يتم تقطيع اللحوم بطريقة جيدة. ضرورة التنظيم وشاركه الرأي المواطن أحمد الشريف الرأي حول العشوائية التي تتشارك فيها المسالخ وقال: «بالرغم من تسليم المسلخ الأضحية منذ مساء اليوم الماضي ووصولنا بعد أداء صلاة العيد مباشرة إلا أن أضحيتي لا تزال في الحظيرة الخاصة بالمسلخ ولم يأت دورها وهنا نحن ننتظر هذا الدور الذي يبدو بأنه سيحين بعد الظهيرة، وأشار الشريف إلى ضرورة وضع قوانين تنظم عمليات تلك المسالخ وتشديد الرقابة عليها لضمان سلامة أضاحي المواطنين وطريقة تذكيتها ومطابقة الأضاحي للاشتراطات البيطرية. استحداث مسالخ وعبر أحمد الريفي عن تذمره من الساعات التي قضاها في المسلخ لانتظار أضحيته بدلًا من قضائها برفقه عائلته التي ظلت تنتظر حتى الظهيرة، وقال: «ظلت أضحيتي ملقاة على الأرض لفترة طويلة بعد تذكيتها بسبب الزحام الشديد الذي تواجهه تلك المسالخ مما تسبب في تذمر العديد من المواطنين حتى بدت الأصوات تعلو بين العمالة والمواطنين الذين طالبوا بسرعة تسليمهم أضاحيهم» وأضاف: «لابد من استحداث عدد أكبر من المسالخ يستوعب الإقبال المتزايد من المواطنين طوال أيام السنة وخلال الأعياد». **************************** بوكس أمانة المدينة: الاستعانة بالمطابخ لمساندة المسالخ في استقبال الأضاحي أكد وكيل أمانة منطقة المدينة للخدمات سلامة اللهيبي استعداد جميع المسالخ ونقاط الذبح للعمل خلال أيام عيد الأضحى المبارك منذ أوقات مبكرة وأشار إلى الإشراف على جميع المسالخ وفق الخطة التي أعدتها الأمانة على مدى أربعة أيام متواصلة. وعن ما تشهده المسالخ من إقبال متزايد من المواطنين أشار اللهيبي الى أن الأمانة سمحت للمطابخ النظامية للمشاركة في عملية ذبح الأضاحي وفق آليه منظمة للرقابة والإشراف عليها من قبل مراقبي البلديات المختصة. ولفت إلى تعليمات الأمانة حول التشديد على عمال النظافة بتنظيف صالات الذبح ورفع المخلفات مباشرة من خلال توفير أجهزة تعقيم للأرضيات والجدران وعمل التطهير اللازم لصالات الذبح ومرافق المسالخ، بالإضافة إلى زيادة أعداد مركبات نقل اللحوم لتتناسب مع زيادة أعداد المذبوحات واستبدال زي الأطباء والمساعدين البيطريين والعمالة بزي جديد واستبدال جميع أدوات الذبح ووسائل نقلها، لافتًا إلى التنسيق مع الجهات الأمنية ذات العلاقة كالشرطة والمرور لتنظيم عمليات السير وفض الاختناقات والازدحام بالمسالخ خلال أيام عيد الأضحى. المزيد من الصور :