«بغض النظر عن نتائج التحقيقات فإن تطوير آليات وأساليب العمل في موسم الحج لم ولن تتوقف».. هذا الاقتباس هو جزء من خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام العلماء والمشايخ وقادة القطاعات العسكرية المشاركة في أعمال الحج.. جاء الخطاب بعد بضع ساعات من حادثة التدافع الأليمة التي وقعت في أحد شوارع منى، ليوضح أن المملكة لا تتهرب أبداً من مسؤولياتها، كما جاء ليجدد رأس الهرم في الدولة الثقة برجال الأمن الذين خاطبهم وهو الذي يدرك ويعرف شعورهم كرجال أمن سعوديين يتشرفون بخدمة الحجاج قائلاً: «إن هذا الحادث المؤلم الذي وقع لا يقلل مما تقومون به من أعمال جليلة لخدمة ضيوف الرحمن...» ظهر الملك سلمان مرتين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، جدد في خطابه الأول الثقة في القيادات العسكرية ورجال الأمن الذين لا تخطئ العين لطفهم وإنسانيتهم في هذا المشهد المهيب.. والخطاب الثاني جاء في معرض استقباله لضيوف حج هذا العام ليشد من أزر القيادات السياسية في المملكة، ويجدد ثقته بما يبذلون من جهد وعلى رأسهم ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، هذه الرسائل جزء مهم من إدارة الملك سلمان لأزمة التدافع التي حصلت صباح أول من أمس. يدرك الملك سلمان بن عبدالعزيز الجهد المبذول والمسؤولية الملقاة على عاتق لجنة الحج العليا والجهات الأخرى المشاركة، والتي يسهر أعضاؤها والمسؤولون فيها على أمن الحجاج والإشراف على الخدمات المقدمة لهم، وقد أنهكهم السهر والتعب وهم في حالة متابعة كاملة والتزام بضرورة تقديم أعلى مستوى لخدمة ضيوف الرحمن.. أعطى الملك من خلال خطاب - بُثّ على الهواء وارتجل في جزئه الأخير أمام جمهور الحاضرين ووسائل الإعلام- أعطى دفعة كبيرة لكل من يهمه أمن وخدمة الحج سيكون لها بلا شك وقع إيجابي في نفوس المعنيين والمتابعين، وضيق في نفوس من يصطادون في الماء العكر، فما بين تجديد الملك ثقته بالمسؤولين واستعجاله نتائج التحقيقات تكمن «معادلة الحزم».. إنها مصفوفة عمادها الشدة واللين.