لم يدر بخلد والد الطفل الباكستاني ساجان أن ينجو ابنه (ستة أعوام) من الموت بإعجوبة بعد تواجده في شارع 204 بمشعر منى الذي شهد حادث التدافع. وحكى الوالد لـ «الرياض» قصة بطولة أحد رجال الأمن بعد أن أنقذ ابنه، إذ روى ذلك بعد خروج طفله بالسلامة من مستشفى شرق عرفات في ساعات الصباح الأولى من اليوم الجمعة، وكانت الفرحة واضحة على محياه، وقال: "كان ابني يرافقني أنا ووالدته لأداء مناسك الحج، تواجدنا في عرفات ونفرنا إلى مزدلفة ومنها إلى منى لرمي جمرة العقبة، كان كل شيء يسير وفق ماخططنا له، في دقائق معدودة وأثناء توجهنا للجمرات حدث الازدحام في شارع ، كنا ننتظر أن يتنفس الشارع ويخف الازدحام، لكن للأسف أصبح الوضع أسوأ، لم أكن أدرك خطورة الوضع حتى اشتكى ابني من الاختناق، بدأ في البكاء بسبب الاختناق وبسبب خوفه من أصوات صراخ الحجاج، عندها أدركت خطورة مانحن فيه وأن حياتنا أصبحت مهددة بالخطر. وأضاف الحاج الباكستاني، حملت طفلي على عاتقي وأمسكت بيد زوجتي وحاولنا الخروج من تلك المنطقة إلا أن قوة التدافع تسببت في سقوط ابني، حاولت حمله من الأرض والنهوض لكن تعرضنا للدهس، في تلك اللحظات لم أشعر إلا بأحد رجال الأمن وهو يسحب ابني بكل قوته حتى تمزقت ملابس رجل الأمن من شدة الزحام وتعرضه للشد والدفع، ومن حسن الحظ أن المنطقة لم تكن مثل بقية المناطق التي كان فيها التدافع مميتاً". وواصل حديثه بقوله: "سجدت لله شكراً بعد نجاتنا وأمه دخلت في نوبة بكاء حادة فرحاً وممزوجة بالخوف ومن شدة المناظر التي شاهدتها، تعرض ابني لكدمات في الوجه والجسم وأصيب في رأسه لكنه بخير، أشكر رجال الأمن السعوديين الذين يبذلون مجهودات كبيرة، ويضحون بأرواحهم وراحتهم من أجل تهيئة الأجواء لنا، وجدنا تعامل مميز من قبل الطاقم الطبي في مستشفى شرق عرفات، وتلقى ابني العلاج المناسب، وهاهو يغادر المستشفى بالسلامة".