أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي (النائب الجمهوري) جون باينر أمس، عزمه على الاستقالة من منصبه في نهاية الشهر المقبل، بعد خلافات جذرية له مع المتشدّدين في حزبه والفشل في التوصل إلى تسوية تمنع إغلاق الحكومة الأميركية وتمويل الإدارات العامة. وبعد أربع سنوات له في المنصب، فاجأ باينر الكثيرين باستقالته أمس، كونه يتزعم اليوم أكبر غالبية جمهورية منذ سبعة عقود في مجلس النواب. ونقلت شبكة «سي أن أن» عن مقربين منه أن خلافاته مع نواب اليمين المتشدّد والمقرّبين من حركة «حزب الشاي»، هي وراء الاستقالة وبسبب إصرار هؤلاء على رفض تمويل منظمة تعنى بشؤون المرأة الصحية نفذت عمليات إجهاض. ويهدّد اليمين بوقف تمويل معظم نشاطات الحكومة الأميركية إذا لم يتم سحب الشق المتعلق بمنظمة «بلاند بارنتهود». وتخلق استقالة باينر شرخاً أكبر في الحزب الجمهوري بين المعتدلين والمتشددين، خصوصاً أن المعركة نفسها تنعكس في الحملة الانتخابية بين المرشحين الأقرب للمتشددين مثل دونالد ترامب وبن كارسون وآخرين أكثر اعتدالاً مثل جيب بوش والسناتور ماركو روبيو. وتفتح الاستقالة أيضاً المعركة حول الزعيم الجديد وحيث تبرز من بين الأسماء النائب كيفن ماكرثي وهو أكثر تشدداً وقرباً من الخط اليميني. على صعيد آخر، اعتبر البليونير دونالد ترامب الذي يسعى الى تمثيل الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة، أن تغيّر المناخ «كذبة». وعلّق على دعوة البابا فرنسيس الى التحرّك من أجل المناخ، خلال زيارته البيت الأبيض، قائلاً: «نظافة الهواء مشكلة ملحّة. نريد هواءً ومياهاً نظيفين. الأمر بالغ الأهمية بالنسبة إليّ، لكنني لا أصدّق مسألة تغيّر المناخ». وأضاف: «سمّوا ذلك الاحتباس الحراري للأرض وتغيّر المناخ، ويسمّون ذلك أحوالاً جوية قصوى، وهذا جديد لأن الأحوال الجوية تبدو أكثر من قصوى». وتابع: «لطالما كان الأمر كذلك، الطقس يتغيّر دوماً، هناك عواصف ومطر وأيام صحو، لكنني أعتقد أن علينا ألا نعرّض الناس في بلدنا لخطر». من جهة اخرى، اعتبر رئيس وكالة الأمن القومي الأميركي الأميرال مايك رودجرز، أمس، أن استخدام وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني خلال توليها المنصب، يشكّل «فرصة» لأجهزة استخبارات أجنبية. وأثناء جلسة لمجلس الشيــــوخ الأميــــركي، طرح السيناتور الجمهوري توم كوتون، أسئلة عن استخدام كلينتون خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني في منزلها، لإجراء اتصالات كونها وزيرة للخارجية. وعلّق رودجرز رافضاً الزجّ به في القضية، لكن كوتون قال أنه يريد «رأياً مهنياً» لرئيس وكالة الأمن القومي، فأجاب الأخير بأن استخدام وزير خارجية روسيا أو إيران خادماً خاصاً للبريد الإلكتروني خلال عملهما، «يشكّل فرصة من وجهة نظر الاستخبارات الأجنبية». وسأل كوتون رودجرز هل أن اتصالات أبرز مستشاري الرئيس الأميركي، ولو كانت غير سرية، تشكّل أولوية قصوى بالنسبة الى أجهزة الاستخبارات الأجنبية، فردّ إيجاباً. واعتذرت كلينتون عن استخدامها الخادم الخاص، بعدما استغلّ الجمهوريون الأمر لتقويض سعيها الى الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة المرتقبة العام المقبل.