يعمل المخلصون ليل نهار في خدمة الحجيج وحماية أرض الوطن. ثم يظهر المنظرون الذين يفسرون كل شيء وهم تحت المكيفات وداخل الحجرات ويراقبون الشاشات. يركز هؤلاء على نقاط محدودة دون إعطاء الصورة الأكمل حقها من القراءة. تنتشر مفاهيم هؤلاء ويبدأ مقلدوهم في ترويج فكرهم على كل المواقع، يدخل في هذه الأثناء أصحاب الأجندات الخاصة المتربصة، ومختلف مكونات الدعم التي تهدف إلى الإساءة للمملكة بالذات. التغريدات التي تتعلق بنقد المملكة ومحاولة بث انعدام الثقة تخرج غالباً من دول أجنبية. هذا ليس بسبب كون المملكة واحدة من أهم دول العالم، وإنما هي محاولات جادة للإساءة للمملكة ودورها الإسلامي. بل إن وقوف المملكة البطولي تجاه التوسع الإيراني جنوبي الجزيرة العربية، جعل منها العدو الأكبر لكثير من الدول السائرة في فلك الدولة المجوسية وكل من كان يعتمد على المكاسب التي يمكن أن يجنيها من ذلك التمدد، كما حدث في العراق وسورية. الفساد المخطط الذي ينشره التوسع الإيراني في الدول العربية، هو ما يراد لمجلس التعاون برمته. هذه الدول التي حققت خلال فترة وجيزة كمّا هائلا من التقدم ونشر الثقافة والحضارة، هي هدف واضح لمخططات فارسية رأت في المنطقة وتقدمها المبرر الأكبر لرفض هيمنة المعممين في المنطقة. يعتمد المعممون على الدين في تسخير الناس لخدمة مصالحهم، بينما هم يجمعون الأخماس ويمتلكون العقارات ويتوسعون في التأثير في البسطاء والمساكين من خلال تخويفهم بأمور غيبية لا يعلمونها، ويعلم المعممون كذبها. هؤلاء يسيطرون على أغلب مكونات المجتمعات بسبب الجهل والتصديق دون تساؤل أو تمحيص. لكن أن يأتي من يروج لمفاهيم المعممين هذه ويحاول أن يسيء لوطن تبناه وعلمه ووفر له كل وسائل الحياة الرغيدة، فذلك من عجيب الأمور. هؤلاء لم يقدروا الأمور حق تقديرها، وقد يكونون ممن حصلوا على الوعود الوردية أو بنوا على خلافات فردية وحالات شاذة من النقد أو التجريح من بعض فئات المجتمع فعمموا النظرة للجميع وحولوا إساءة الفرد إلى عقاب جماعي. المشكلة أن هؤلاء سيكونون أول الخاسرين حال حصول ما يروجون له من مفاهيم ــ لا قدر الله. ما لا يدركه كثيرون هو أن إيران دولة تحارب لأهداف سياسية وتاريخية بحتة لا علاقة لها بالدين، فهم ضد العرب وهو ما يجعل أصحابنا أوائل ضحاياهم.