تبنت الأمم المتحدة رسمياً أمس الجمعة، مجموعة جديدة من الأهداف العالمية لمحاربة الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة. جاء ذلك خلال الجلسة الأولى لقمة التنمية العالمية في الأمم المتحدة بمشاركة نحو 150 رئيس دولة و30 وزيراً، وتحدد وثيقة أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها القمة، 17 مهمة يجب تحقيقها خلال السنوات ال15 المقبلة، وتتمثل المهمات الرئيسية في القضاء على الفقر والجوع وحماية الصحة وتوفير التعليم الجيد. وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1 سبتمبر/ أيلول مشروع أجندة التنمية العالمية حتى عام 2030، بعد أن جرى تحضيرها خلال ثلاث سنوات. وتشمل الأهداف الأخرى إصلاح مرافق المياه والمجاري، وتوفير مصادر الطاقة الآمنة والحديثة، والمساعدة على النمو الاقتصادي المستدام، وتوفير فرص العمل اللائق، وبناء البنى التحتية المتينة. وأشار تقرير ختامي حول تحقيق أهداف تنمية الألفية إلى أن عدد سكان الأرض الذين يعيشون بمستوى دخل لا يتجاوز 1.25 دولار يومياً انخفض من 1,9 مليار في عام 1990 إلى 836 مليوناً في عام 2015 الحالي، وأشار إلى إنقاذ أكثر من 6 ملايين شخص من المصابين بالملاريا. كما سمح تحقيق الخطة العالمية بتخفيض مستوى الوفيات الناجمة عن مرض السل بمقدار 45% وتوفير التعليم ل43 مليون طفل. وفي كلمته أمام الجمعية العامة استنكر البابا فرنسيس التهافت على السلطة والمكاسب المادية وقال أمام قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الجشع يدمر موارد الأرض ويفاقم الفقر. وقال البابا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك التعطش الأناني واللا نهائي للسلطة والرفاهية المادية يقود إلى إساءة استغلال الموارد الطبيعية المتاحة وإقصاء الضعفاء والبؤساء. كما استنكر البابا التهميش الاقتصادي والاجتماعي واعتبره إثماً كبيراً. وقال الواقع المأساوي لهذا الموقف ككل من تهميش وغياب للمساواة وتأثيراته الواضحة دفعني أنا وكل المسيحيين وكثيرين غيرهم لتحمل مسؤوليتي الكبيرة في هذا الخصوص والحديث على الملأ. ودعا البابا فرنسيس البالغ عمره 78 عاماً قادة العالم إلى التصدي لتهريب البشر ودعم تعليم الفتيات ووضع حد للإخلال بالتنوع البيئي، والذي حذر من أنه يهدد وجود الجنس البشري نفسه. ووصف البابا من جانب آخر، جدول الأعمال الإنمائي للأمم المتحدة بأنه علامة مهمة من علامات الأمل، إلا أنه أشار إلى أن هذه الالتزامات يجب أن تنفذ حتى يكون لهذه الأهداف تأثير عالمي. وقال البابا فرنسيس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: نحن بحاجة إلى التأكد من أن مؤسساتنا فعالة حقاً في النضال ضد كل... الويلات. وأضاف البابا أن أفضل مقياس لتنفيذ جدول أعمال التنمية هو الحصول على المواد الأساسية والبنود الروحية مثل السكن والعمل والغذاء والتعليم والحرية الروحية والدينية. كما أشاد البابا فرنسيس في كلمته بالاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران ودعا إلى إزالة الأسلحة النووية. وقال هناك حاجة عاجلة إلى العمل من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية، لتحقيق الهدف الخاص بحظر كامل لهذه الأسلحة. وستستمر القمة حتى 27 سبتمبر/ أيلول، وفي اليوم الختامي سيلقي رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا والأرجنتين ورئيس وزراء بريطانيا كلماتهم، وسيكون وزير الخارجية سيرغي لافروف ممثلاً لروسيا في القمة. (وكالات)