×
محافظة المنطقة الشرقية

وصول ضيوف خادم الحرمين إلى المدينة المنورة بعد أداء مناسك الحج

صورة الخبر

يحدثنا الكثيرون عن التغيير الذي يبدأ بالنفس ثم يتحول إلى قوة هادرة تغير العالم من حولنا، يصورها البعض بالعملية السهلة الممكنة على كل أحد، ويراها آخرون كإدخال جمل في سم الخياط ولا يقدر على ذلك أحد! ولكنني لقيت أفضل مقاربة للتمكين النفسي ما قاله كولن ولسن في كتابه المرجعي سيكولوجية العنف: إن الدافع الإجرامي ليس شذوذا أو جنوحاً لفعل الشر أكثر من فعل الخير بقدر ماهو مركب طفولي أو ميل طفولي نحو الاستسهال والاختصار. كل جريمة تنطوي على طبيعة تتسم بالتدمير والانتزاع واغتصاب شيء والاستيلاء عليه دون استحقاق، بالقوة أو الإغارة أو العنف، هي نزعة للحصول على شيء مقابل لا شيء. اللص يسرق ما يريده بدلاً من العمل والكد للحصول عليه، والمغتصب يغتصب الأنثى بدلاً من إغوائها لتعطيه نفسها طواعية واختياراً. ذكر فرويد في أعماله أن الطفل من الممكن أن يدمر العالم لو أتيحت له القوة الكافية لذلك، وهو يعني أن الطفل ذاتي تماماً، مغلف بمشاعره الخاصة الذاتية، وبذلك لا يرى ولا يتفهم أي وجهة نظر أخرى. والمجرم ليس إلا شخصاً بالغاً يحيا ويسلك في حياته سلوك الأطفال. مما يعني أن في كُل منا طفل صغير يريد اللعب والحصول على كل ما يريد، ولا يقبل الالتزام بأي قواعد، ويتوقف نضوجنا على مدى فطامنا لهذا الطفل أي كبح جماح نزواتنا، وشهواتنا، ورغباتنا، والسيطرة التامة على توتراتنا، وذلك يحتاج إلى قوة تركيز مرتفعة على هدف ما نختاره لأنفسنا، وغاية عليا نجعلها نصب أعيننا تقف شامخة عند كل صيحة احتجاج يصدرها طفلنا الداخلي. من يريد التمكين لنفسه عليه أن يتعامل مع طفله الصغير الداخلي، قبل أن يحاول تغيير العالم الكبير من حوله، هي ليست بالعملية السهلة البسيطة الميسرة، وليست كذلك بالمستحيلة. يقول الشاعر البوصيري: فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها... إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة َ النهمِ والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على... حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ... إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ