×
محافظة المنطقة الشرقية

أكياس للحفاظ على نظافة المسجد النبوي

صورة الخبر

التحكيم هو جزء لا يتجزأ من الرياضة العالمية بمختلف أنواعها سواء الفردية أو الجماعية منها، وبلا شك فإن الحكم يتطلب أن يكون دقيقا وحذرا ويقظا وأمينا في الوقت نفسه في سبيل اتخاذ القرارات الحاسمة التي قد تغير مجرى وسير هذه الرياضة. ولعل رياضة كرة السلة هي إحدى الرياضات التي يعاني ويتحمل خلالها الحكم الكثير والكثير سواء من غضب واستياء لاعبي وإداريي الفريقين أو حتى صافرات الاستهجان من قبل الجماهير، ولكن في نهاية الأمر فإن الأخطاء التقديرية لحكام كرة السلة باتت جزءا من اللعبة والتي قد تكلف أحد الفريقين خسارة المباراة. وحرص الأيام الرياضي على استضافة أحد حكام كرة السلة البحرينية والذي عرف عنه بالجرأة في اتخاذ القرارات وعدم مجاملة أي فريق والتساهل معه أي كان، وصرامته في بعض الأوقات وخصوصا إذا ما كانت المباراة هامة ومصيرية، وهذا ما أدى أن يطلق عليه أحد الإعلاميين في إحدى الدول الخليجية بـالجزار، أنه الحكم البحريني الدولي يونس جناحي. ] حدثنا عن بدايتك مع كرة السلة. - بدايتي مع كرة السلة كانت في موسم 1978-1979 حينما كنت لاعبا في فئة البراعم في صفوف نادي الوحدة سابقا (النجمة حاليا)، ولعبت وصولا إلى فئة الناشئين، ثم انتقلت للعب إلى صفوف النادي الأهلي في 1983 في صفقة تبادلية بين لاعبين من الأهلي والوحدة، وواصلت اللعب للأهلي حتى موسم 1992، وحينها حققت العديد من البطولات لفئتي الناشئين والشباب، وكذلك بطولة مجلس التعاون الخليجي مع الفريق الأول التي أقيمت في المدينة المنورة. ] وكيف ابتعدت عن اللعب وانتقالك إلى مجال التحكيم؟ - في موسم 1992، قررت الابتعاد عن كرة السلة نهائيا لأسباب مختلفة منها الإصابة الخفيفة التي تعرضت لها وكذلك لظروف عائلية ومهنية، وحينها قرأت إعلان في إحدى الصحف المحلية عن توجه اتحاد كرة السلة بتنظيم ورشة عمل للتحكيم السلاوي، وقد تلقيت اتصال لكل من جاسم مسيفر ويوسف بوشنت للحضور إلى هذه الورشة، وبالفعل توجهت للمشاركة في تلك الورشة التي استمرت لأسبوع، وقد أعجبي مجال التحكيم وبات مشوقا. وبعد أربعة أشهر من دخولي إلى مجال التحكيم قمت بتحكيم مباراة قوية في دوري الدرجة الثانية آنذلك بين الاتحاد ورأس الرمان، وكنت حينها من الحكام المستجدين، والحمدلله حصلت على الشارة الدولية في سنة 1999 وكان الأمر صعبا أن يحصل حكم لكرة السلة على الشارة الدولية بعد أربع أو خمس سنوات من التحكيم. ] غالبا ما يتلقى الحكم البحريني العديد من الانتقادات خلال المواسم السلاوية، فما رأيك أسباب ذلك؟ - الحكم دائما وأبدا سيكون الشماعة لتوجيه الانتقادات سواء من المسئولين واللاعبين من الأندية وصولا إلى الجماهير، وأعتقد بأن الحكم البحريني قد بات معتادا على هذه الأمور، والانتقادات أصبحت جزء من هذه اللعبة، فالفريق حينما يخسر المباراة يوجه أصابع الاتهام في أغلب الأوقات إلى حكم المباراة، ويتناسون تماما لدراسة ومعرفة أسباب خسارتهم للمباراة، فالمفترض أن يقوم الفريقان سواء الفائز أو الخاسر للحصول على إحصائية المباراة، ودراسة جميع الجوانب السلبية مثل إضاعة الرميات الحرة أو الكرات المسروقة من الخصم والأخطاء والمخالفات الشخصية وغيرها. ] الكثيرون يعتقدون بأن الحكم يونس جناحي من الحكام الذين يتصفون بالجدية الزائدة، هل توافق هذا الرأي؟ - الحكم يجب أن يتسم بالجدية خلال قيادته للمباريات، وهذا ما يجب أن أكون عليه قبل وبعد المباراة بنصف ساعة على أقل تقدير وخلال إدارتي للمباريات، فحكم كرة السلة يجب أن يتحلى بشخصية قوية مع دخوله في سلك التحكيم، وبإمكانه مع مرور الوقت أن يكون مرنا بعض الشيء، ولكن المعروف عني بأن شخصيتي قوية ومتعاونا أكثر مع جميع الأطراف. ] ما هي حقيقة قصة اللقب الجزار الذي تم إطلاقه عليك؟ - لقد تم إطلاق لقب الجزار من قبل أحد الإعلاميين بصحيفة الخليج الإماراتية في سنة 2002، حيث كانت هناك مباراة بين الأهلي الإماراتي والأهلي القطري ضمن البطولة الخليجية للأندية، وحينها كان المحرق طرفا في نفس المجموعة وكذلك المنامة مشاركا في المجموعة الثانية، وظن البعض بأنني تعمدت لخسارة الفريق الإماراتي لتسهيل الأمر على المحرق للتأهل، وفي اليوم التالي عنونت صحيفة الخليج الإماراتية بالخط الرئيسي جزار بحريني يقلم أظافر لاعبينا! وكان صاحب القلم هو صحفي مصري، وأنا أشكره وأعتز باللقب الذي أطلقه علي! ] تلقى الحكم البحريني العديد من التكليفات والتعيينات لإدارة مباريات بمختلف الدوريات الخليجية والعربية، فماذا يشكل ذلك للحكم البحريني؟ - مملكة البحرين هي من أكثر الدول التي تمتلك حكام دوليين لكرة السلة في المنطقة الخليجية وعددهم ستة حكام في قائمة الحكام الدولية، ومنذ القرار الذي أصدره الاتحاد الدولي بمنع الاستعانة بحكام من خارج منطقتك (ZONE) وهي غرب آسيا، أي بمعنى آخر لا يمكن لحكم أوروبي إدارة مباريات في القارة الآسيوية، وبالتالي كانت ملزما على الأخوان في الدول الخليجية الاستعانة بحكام من الخليج، وكانت فرصة للحكم البحريني إثبات وفرض نفسه من أفضل الحكام في القارة الآسيوية بشهادة الجميع. ] موسم كرة السلة يتكون العديد من المسابقات لكافة فئاته العمرية، في المقابل تشكل نسبة عدد الحكام قليلة جدا مقارنة بالعدد الكبير من المسابقات، هل توافق بأن ذلك قد يؤثر سلبا على أداء الحكم البحريني في إدارته للمباريات؟ وما سبب قلة عدد حكام السلة؟ - هناك حوالي 100 مباراة في كل موسم فقط لفئة الرجال، والتي تشمل الكأس والدوري بكافة مراحله، فهل من الممكن أن يقوم سبعة حكام فقط من إدارة هذا الكم الكبير من المباريات في الموسم بواقع ثلاثة حكام للمباراة الواحدة؟ كما أن ارتباط الحكم بأمور عدة منها العائلية والمهنية تتطلب منه أن يحافظ على تركيزه الذهني واللياقي كذلك رغم ضغط المباريات على الحكام. أما بالنسبة لأسباب نقص عدد الحكام فأعتقد بأن المردود المادي له تأثير رئيسي من عدم إقبال الراغبين في الالتحاق بسلك التحكيم. ] لو عدت إلى الوراء حينما اتخذت قرار اتجاهك لسلة التحكيم، هل كنت لتغير ذلك القرار؟ جناحي: كانت لدي رغبة في التدريب حينها، وكم تمنيت لو عدت إلى الماضي لاتجه إلى مجال التدريب بدلا من التحكيم، ولكن هذا لا يمنع في الوقت الحاضر أن أحقق هذا الحلم، وهذا هو توجهي المقبل بعد اعتزالي عن التحكيم كليا والدخول إلى عالم التدريب بعد ذلك! ] الكثيرون يؤكدون بأن الحكم البحريني يفتقد إلى ثقافة احترافية التعامل والتواصل مع الأجهزة الفنية والإدارية للفرق خلال المباريات، فما رأيك في ذلك؟ - بالنسبة لي شخصيا، أنا أحمل المدربين والإداريين مسئولية ذلك، فهناك أشخاص يعاملون الحكم البحريني كعامل بالنسبة لهم، وحينما تتجه إليه للتحاور والرد على احتجاجاته، يقوم بالرد عليك بانفعالات حادة والتي قد تؤدي إلى اتخاذ عقوبات ضده، وفي اليوم التالي يقوم هذا الشخص بنشر مقالات وتصريحات سلبية على الحكم في الصحف المحلية، فإذا كان المدرب أو الإداري أو اللاعب يتوقع من الحكم أن يعامله باحترافية واحترام، يجب عليهم فعل ذلك أيضا، ولكن هناك للأسف أشخاص يقومون بحركات سلبية اتجاه الحكم بدلا من التعاون معه في قيادة المباراة إلى بر الأمان. ] هل تعتقد بأن الاستعانة بحكام من الخارج يقلل من شأن الحكم البحريني؟ - كلا على الإطلاق، فالاستعانة بحكام من الخارج هدفه الأساسي هو تغيير للوجوه فقط، وأنا أسمع مرارا وتكرارا بمطالبة الغالبية سواء من جمهور أو مسئولين بالأندية تكليف قيادة المباريات إلى الحكام البحرينيين فضلا عن الحكام من الخارج. ] لقد لعبت للوحدة سابقا (النجمة حاليا) وكذلك الأهلي لسنوات عديدة، هل تلعب العاطفة دورا في قراراتك التحكيمية حينما تكون طرفا لطاقم التحكيم لمباريات النجمة أو الأهلي؟ - لقد طلبت من اتحاد السلة في بداياتي للتحكيم عدم إدارة أي مباراة من مبارريات الأهلي الحساسة والهامة منها، وبالفعل لم أقد أي مباراة للنادي الأهلي لمدة سبعة سنوات، قبل أن يفاجئني اتحاد السلة بتكليفي لقيادة مباراة بين الأهلي والمنامة، وقالوا لي بأنه يجب علي الآن نسيان العاطفة والانتماء والتركيز على التحكيم ] ما هو الخطأ التحكيمي الذي ارتكبته خلال مسيرتك وندمت عليه في وقت لاحق؟ - أثناء قيادتي لمباراة سترة والمنامة حينها كان يدرب المنامة سلمان رمضان وسترة نجاح ميلاد، وكانت النتيجة 82-80 والوقت المتبقي سبعة ثواني فقط حينما كان طاقم التحكيم مكون من حكمين، خرجت الكرة إلى الخارج، وبدلا من احتساب الكرة لمصلحة سترة، احتسبتها لصالح المنامة، واكتشفت هذا الخطأ فيما بعد عند مشاهدتي لشريط المباراة، وأتذكر بأنني لم أستطع النوم لثلاثة أيام بسبب ذلك، وندمت على هذا القرار. ] هل من كلمة أخيرة؟ - أنا أطلب من الأندية احترام الحكم، ومعاملة الحكم كصديق، وأوجه شكري وامتناني إلى لجنة الحكام برئاسة الحكم المتقاعد طارق العربي وكذلك عضو اللجنة ماجد عيسى على جهودهم لصالح الاهتمام بالحكم البحريني.