مكة المكرمة-وكالات: تسبب تدافع وقع أمس في منى قرب مكة في أول أيام عيد الأضحى في وفاة 717 شخصاً وإصابة 863 آخرين بجروح، في أسوأ المآسي التي تطال الحجاج منذ سنين. ومنذ الإعلان عند الصباح عن المأساة وهي الأسوأ التي تطال موسم الحج منذ 25 عاما، لم تتوقف حصيلة الضحايا وهم من جنسيات متعددة عن التزايد. من جانبه دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف إلى فتح تحقيق بعد حادث التدافع وقالت الوكالة الرسمية إن ولي العهد الذي يتولى أيضا رئاسة لجنة الحج العليا أصدر أمره خلال اجتماع طارئ للقيادات الأمنية المشاركة في أعمال الحج في مقر وزارة الداخلية بمنى. وأمر ولي العهد بـ"تشكيل لجنة تحقيق عليا لتتولى التحقيق في هذا الحادث ومسبباته وصولا إلى معرفة الحقيقة" وإحالة نتائج التحقيق إلى "مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للتوجيه بما يراه" مؤاتيا من إجراءات للحؤول دون تكرار مثل هذا الحادث وهو الأسوأ الذي يتعرض له الحجاج منذ 25 عاما. وأفاد مسؤول في وزارة الصحة أن التدافع وقع في الوقت الذي يقوم فيه الحجاج المتوافدون من مختلف أنحاء العالم منذ الصباح برمي جمرة العقبة بمنى قبل أن يبدأوا بطواف البيت العتيق ومن ثم نحر الأضاحي. وأوضح المسؤول أن الحادث وقع قرب إحدى الجمرات عندما حاول حشد من الحجاج المغادرة فيما كان عدد كبير يحاول الوصول إليها. وفي أول رد فعل رسمي على المأساة التي وقعت أول أيام عيد الاضحى، نسب وزير الصحة خالد الفالح الحادث إلى "عدم التزام" بعض الحجاج بالتعليمات. وصرح الفالح "لو التزم الكل بالتعليمات لما حصلت مثل هذه الحوادث"، وذلك بعد توجهه إلى مكان الحادث وهو الاسوأ الذي يشهده موسم الحج منذ 25 عاما. وأضاف الفالح "الكثير من الحجاج يخرج في خارج موعد التفويج وهذا هو العامل الرئيسي" وراء مثل هذه الحوادث، معلنا تعبئة لإسعاف الجرحى ومعالجتهم. وتعهد الوزير بإجراء تحقيق "سريع وشفاف" في الحادث. وأظهرت الصور التي نشرت على الإنترنت العديد من الأشخاص ممددين أرضا دون حراك بينما تناثرت مقتنياتهم الشخصية من أحذية ومظلات يستخدمها الحجاج للوقاية من الشمس. ووسط البلبلة، حاولت عناصر أجهزة الإغاثة والأمن تنظيم إجلاء الجثث على نقالات. وبحسب الصور، فإن الحادث تم على طريق اسفلتية تمر بين آلاف الخيم البيضاء التي تنصب سنويا في منى لاستقبال الحجاج. وأغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى مكان الحادث الذي وقع عند تقاطع طريقين أعدا لتسهيل حركة الحجاج في وادي منى الذي يبعد بضعة كيلومترات عن مكة المكرمة. وتم تخصيص أربعة مستشفيات و220 سيارة إسعاف ومروحيات في إطار علميات الإغاثة. وأجرت السعودية في السنوات الأخيرة أعمالا واسعة النطاق لتعديل البنى التحتية كي تسهل حركة الحشود وتجنب مثل هذه المآسي. وخصصت المملكة أكثر من مئة ألف رجل أمن لحماية الحج هذه السنة، حيث شكلت قوات الأمن السعودية سلاسل بشرية على طول الطرق لتنظيم سير الحجاج، فيما قام متطوعون على طول الطريق بتقديم صناديق الطعام وزجاجات الماء البارد للحجاج.