×
محافظة المنطقة الشرقية

الدفاع المهلهل يستنزف قدرات برشلونة اثر الهزيمة الثقيلة من سيلتا فيغو

صورة الخبر

قد لا نشعر -نحن أبناء هذه البلاد- بتميّز تجربة الحج، لقُربنا الكبير من الحرمين الشريفين، إذ طالما صلّى أحدنا الفجر بالحرم المكي الشريف، ثم صلّى الظهر بالحرم النبوي الشريف في اليوم نفسه، ومع أننا نُقدِّر هذه النعمة الكبيرة، إلاَّ أن مثل هذا الأمر لدى بعض المسلمين الوافدين من أقطارٍ بعيدة يعتبره أمنية، قد يقضي العمر كله وهو يتمنّى تحققها. وبينما يحج الواحد منّا في هذه البلاد لعشرات المرات، ويكون ذلك أمرًا اعتياديًّا، فإنَّ مَن يحج لمرة واحدة من أهل الأقطار الإسلامية يُطلق عليه لقب (حاج)، وهو لقب له ثقله ووزنه، ويكسبه احترامًا وتقديرًا من قِبل أهله وجيرانه، وحين يقال: «الحاج فلان»، فإن الذهن ينصرف فورًا إلى شخصية متديّنة وقورة، لذلك فإنَّ كلَّ مَن حَجَّ من أهل الأقطار الإسلامية يحاول جاهدًا أن يحافظ على هذه المكانة التي وصل إليها بالحج، فتراه بعد عودته يحافظ على الصلوات الخمس في المسجد، وقد يكون بعض الحجاج ممّن لا يصومون في رمضان، فيُحافظون على الصيام بعد حجّهم. ونحن هنا في هذه البلاد، قد لا نعرف التعظيم لهذه الشعيرة في البلدان الأخرى، ولكن مَن زار بعض الدول الإسلامية بعد موسم الحج مباشرة يرى تزيين المنازل بسعف النخل، وتعليق اللافتات التي كُتب عليها عبارات مثل: «حج مبرور وسعي مشكور».. وهكذا. فهذا الحدث يعتبر حدث العمر بالنسبة لمعظم المسلمين، الذين قد يقضي بعضهم كل حياته وهو يوفر المال ليتمكّن من أداء هذه الفريضة، خاصة في الدول الإسلامية الفقيرة، وأجمل دعوة يُحب أن يسمعها كبار السن في البلاد الإسلامية: «مَنَّ الله عليك بالحج»، فالحج أمنية العمر، فرغم يسرها بالنسبة إلينا، إلاَّ أنها صعبة المنال بالنسبة للكثير من سكان العالم الإسلامي. لذا حرصت حكومة المملكة على جعل الحج سهلاً ويسيرًا. وتيسير أمور الحج، وتطوير مناطق المشاعر قد يبدوان يسيرين إذا ما اقتصرا على مجرد كلمات تُقال، ولكن تحقيق ذلك وتنفيذه أمر آخر. فالكثير من المحللين السياسيين، والاقتصاديين العالميين المنصفين يعلمون مدى الجهد العظيم، والإنفاق السخيّ الذي تضطلع به حكومة المملكة في سبيل جعل الحج في كل عام أيسر من العام الذي يسبقه، لذا فإنَّ مَن حجَّ على مدى أعوام متتالية، يمكن له أنْ يحسَّ ذلك بوضوح، أمّا الذي حجّ قبل عشر سنوات مثلاً أو يزيد، وسيحج في هذا العام، فإنّه -لا شك- سيلمس فروقًا كبيرة، وتغييرات جمّة. حيث الطرق السريعة، والجسور، والأنفاق التي تربط المشاعر المقدسة بعضها ببعض، وتوفر الخدمات العامة في المشاعر، ناهيك عن مراكز التوجيه والإرشاد، والخدمات الصحية التي تستوعب أي عدد من المرضى، ناهيك عن توسعة الحرمين الشريفين، ولا يغيب عن البال تشغيل قطار المشاعر هذا العام وقبله، وسيليه -إن شاء الله- تشغيل قطار الحرمين.. وسوى ذلك من المشروعات الضخام. Moraif@kau.edu.sa