أعتقد أن الأمن القومي العربي يمر بمرحله حرجة لم يواجهها في تاريخنا الحديث حتى بعد هزيمة عام 1967م ، فهناك اختراقات في أكثر من ارض عربية، فالعراق وهي إحدى دول ما يسمى بالصمود سابقاً قد أصبحت تحت مظلة النظام الايراني الصفوي وخرجت من معادلة القوة العربية بعد أن قام المستعمر الامريكي بحل الجيش العراقي وبالتالي ضرب أحد مرتكزات امننا القومي، كما استطاعت إيران اختراق نظام الحكم في سوريا وكذلك في لبنان بيد ما يسمى بحزب الله، وبالتالي أصبحت هذه الدول تدور في الفلك الايراني ضد مصالح امتنا العربية، إضافة الى ما حدث في السودان وتقسيمه الى دولتين وما يحدث في ليبيا من اقتتال، وكانت الخطوة التالية هو السيطرة على اليمن عن طريق قوات الحوثي ومناصره المخلوع علي عبدالله صالح عندما قام هذان الطرفان بالانقلاب على الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي والذي جاء نتيجة للمبادرة الخليجية التي كانت تستهدف حقن الدم اليمني والمحافظة على وحدة أرض اليمن والحفاظ على الامن الاقليمي من التدخلات الاجنبية، وقد جاءت المبادرة الخليجية بآلية واضحة لانتقال السلطة بشكل سلمي الى يد الشعب اليمني عن طريق حوار وطني شارك فيه جميع أطراف الشعب، ووضع دستور ترتضيه جميع الاطراف ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وكانت المبادرة مزمنة بشكل واضح وحتى يتمكن من خلالها الشعب اليمني العمل على اعادة بناء وطنه، وقد وقع على هذا الاتفاق جميع الاطراف بمن فيهم علي عبدالله صالح الذي أمن له الاتفاق الضمانات لعدم ملاحقته قانونياً، كذلك وقع الحوثيون على الاتفاق، ولكن ابت هذه الاطراف (صالح والحوثي) الا الانقلاب على نتائج الحوار الوطني وعلى المبادرة الخليجية، عندما أخذ الحوثي والقوات التابعه لصالح في احتلال المدن والمحافظات واحده تلو الاخرى حتى وصلوا الى عدن، ووضعوا الرئيس الشرعي عبدربه هادي وحكومته تحت الاقامة الجبرية في عملية خيانية لكل الاتفاقات التي وقعوا عليها. وقد أصبح الوضع في اليمن خطيراً ليس على مستوى الداخل اليمني، بل أصبح يهدد الأمن الاقليمي في الخليج العربي والامن القومي عموماً، حيث بات اليمن تحت السيطرة الايرانية عن طريق الحوثيين وبمثابة مخلب قط للنظام الايراني للسيطرة على البحر الاحمر عن طريق السيطرة على باب المندب وبالتالي يصبح الامن والاقتصاد العربي تحت رحمة النظام الايراني الذي يستأجر بعض الجزر في القرن الافريقي من أرتيريا، بهدف احكام سيطرته على البحر الاحمر ومن ثم التوسع على حساب أمتنا العربية في اطار مشروعه التوسعي في المنطقة، لذلك كان التدخل من جانب دول مجلس التعاون الخليجي والتحالف العربي ضد هذه الشرذمة ضرورة ملحة بعد أن أصبح شراً لابد منه، وعليه فان دول مجلس التعاون الخليجي أجبرت ودفعت للتدخل في اليمن حفاظاً على أمننا الاقليمي وأمننا العربي بشكل عام. تحية لرجال قوة دفاع البحرين البواسل في أرض المعركة تحية حب وتقدير الى كل الرجال من أفراد قوة دفاع البحرين وكل القوات العربية البواسل الذين يدافعون عن شرف الامة ونصرة المظلومين. تحية الى اولئك الرجال الذين يضحون بأنفسهم من أجل أن ترتفع راية الوطن ونحافظ على مستقبل أمتنا وشعبنا وأجيالنا القادمة. تحية اعتزاز لأولئك الرجال ونحن نشعر بالعز والفخار وهم يرفعون راية الوطن خفاقة عالية من أجل غد أفضل لشعبنا ولأمتنا العربية عزيزة موحدة وكل عام والجميع بخير