×
محافظة المنطقة الشرقية

ليدخل اللاسلكي إلى البلاد .. الملك عبدالعزيز تحدى «ثقافة الصحراء»

صورة الخبر

مكة بلد الله الحرام.. مكان تتجسد عبقرية جلاله في قدسيته، وجماله في جاذبية روحانيته وبهاء بيت الله العتيق.. حيث النور ومنه اقتبست الأرض نورها..! لاسم مكة دلالات لغوية وإيمانية، إليها تهوى أفئدة المسلمين وتشتاق، فهي القبلة التي ولّت نحوها، وجوه أسلمت لربها وآمنت وخشعت في صلاة ودعاء، وتهيم لرحابها وأرجائها الروح، عند المطاف وفي الحطيم وحجر إسماعيل ومقام إبراهيم وفي المروتين. تعيش الأراضي المقدسة خلال موسم الحج أياماً مختلفة، تتغير فيها أنماط حياة أهل مكة، وما اعتادوا عليه في أيامهم طوال السنة، حيث يبدأ الاستعداد لاستقبال وفود الحجيج مع بزوغ فجر غرة شهر ذي القعدة، بتهيئة الأجواء واتخاذ كل الاحتياطات والتدابير لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وكانت في الماضي بيوت مكة المحيطة بالحرم في الأحياء التي لم يبق منها لا أطلال ولا أثر بعد أن أصبحت جزءا من مشروع توسعة المسجد الحرام، ومن أشهر هذه الأحياء، الشامية، حارة الباب، الشبييكة، القشاشية، النقا والسليمانية، كانت تستعد للحج والحجاج بعد إجازة عيد الفطر المبارك، أما الآن فإن مؤسسات الطوافة بكوادرها وفرق عملها المدربة أخذت تقوم بمهام بيوت الطوافة، وتتولى تقديم الخدمات وتوفير الراحة والأمان للحجاج. كان مطوفو الحجاج في الماضي، حين يتوافدون على مكة يسكنوهم في بيوتهم ويشاركونهم أكلهم وشربهم، ويتآلفون معهم كما لو كانوا من أفراد أهل البيت، ويفرحون لفرحهم ويتألمون لألمهم وحزنهم، لذلك هم يستمتعون بتذليل الصعاب التي تواجه الحجاج، والعمل على تسهيل أدائهم مناسك الحج في مكة والمشاعر المقدسة. خدمة الحجاج لأهل الحجاز تعد شرفاً لا تكليفاً. ولهذا فإن الأسر التي توارثت خدمة حجاج بيت الله أبا عن جد وتفانت بإخلاص في خدمتهم، ولا يعني ظهور المؤسسات حرمانهم من هذا الشرف، لأنهم أساسا منضمون لهذه المؤسسات كأعضاء يبذلون جهدهم ويمارسون عشقهم في خدمة ضيوف الرحمن. ** ما بين حنايا الأرض المقدسة وفيها قرّت مهجٌ، تفتقت قرائح الشعراء وتسابقت في وصف عبقرية الجلال وقدسية البطاح بأم القرى.. كقول الشاعر المكي الراحل حسن القرشي: تفتق عن راحتيها الصـباح وشَعْشَع في شفتيها القمرْ وأزهت بها الشمس فوق البطاح وجَنْ بها الليل حلو الصورْ وهذا الفرزدق الشاعر العباسي الكبير، الذي اشتهر بهجائه، يمدح زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم، وهو يطوف ويستلم الحجر الأسعد، فمدحه وهو في رحاب الله الطاهرة: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم