×
محافظة المنطقة الشرقية

مؤتمر بينيتث – عن رونالدو الذي لا يمس وصافرات الاستهجان.. والثأر من بلباو

صورة الخبر

عند متابعتي لأحد البرامج الفضائية توقفت عند إحدى الحلقات، التي لم أستطع معها مغالبة دموعي، وأنا أرى (زوجين) قد تغلبا على الكبرياء الذي قد يمنع أحدهما من التواصل مع الآخر، فقهرا الظروف، وعانقا قيمة العفو والتسامح، وكأنهما يستجيبان لقول الله (والصلح خير)، ليسمحا لنفسيهما أن تعود سفينة حياتهما تبحر من جديد، وتمخر عباب الحياة الفانية إلى ما شاء الله، مترفعين عن الخوض في عتاب قد لا يجدي ترديده، واجترار لقضايا وحكايات وقصص أصبحت ماضيا، وأنا إزاء هذا المشهد الذي تمثلت فيه روح المسامحة بين الزوجين، أعلق بقولي: إن الحياة كلها هموم، وكدرها لا ينتهي، والعيش فيها تكتنفه صعوبات، وهي بهذا الشكل لا تحتاج من أي زوجين إلى أن يخلقا (هما أكبر، وكدرا أقذر، وصعوبات أشدّ) مما هو أصلا في عجينة الحياة وتركيبتها، وكما قال أبو الحسن التهامي (طبعت على كدر وأنت تريدها ..صفوا من الأقذاء والأكدار) بالطبع استحالة أن تكون الحياة كلها كما نهوى أو نريد، ولذلك الفيلسوف الكبير (أبو المعري) حينما نظر إلى الحياة، علم بأنها قصيرة مهما امتدت فيها الأعمار، حقيرة مهما امتلك فيها المرء من الملذات، وأنها ليست إلا جسرا، أو معبرا نحو حياة أبدية فقال (تعب كلها الحياة فما أعجب ..إلا من راغب في ازدياد)، ثم أن كل إنسان لو سئل هل وجد حظه كما كان يخطط ويشتهي؟ هل لاقى نصيبه الذي كان يتطلع له ويرسمه كحلم؟ هل حظي بكل ماكان يأمله ويتطلع إليه؟ في لحظة صدق ،سيكون الجواب (لاوالله) لكن هل يرضى المرء بما قسم الله وكتب له؟ وهل عليه أن يقبل القدر والقسمة والنصيب وحظه الذي ناله؟ سيكون الجواب الصحيح (نعم) حينما يصل المرء إلى هذه النتيجة من الهضم التام والناضج (لمشوار الحياة) (كزوج ورب لأسرة) و(الزوجة كذلك كربة بيت)، فدون أدنى شك أنهما سيحرصان على أن تصبح حياتهما الأسرية خالية من (الاختلافات والمشكلات والهموم)، لا أقول 100% ولكن ستكون لديهما قناعة تامة بأن (التضحيات) مطلب من كليهما، لتمضي الحياة، لينشأ الأولاد (بنين –بنات) في أجواء صحية أسرية تحيط بها المودة والحنان والاحترام، والسلامة من العقد والأمراض النفسية والجسدية. (فالزوج) حينما يدرك أن عليه أن يخلق نفسا من التفاهم والحوار والتعاون في أسرته مع الزوجة والأولاد، والمهارة في القضاء السريع على تناول المشكلات حينما تظهر، وعدم تركها لتكبر ثم يستغلها الكارهون والشامتون والحاقدون فيئدها في مهدها، يكون قد نجح في تجنيب (قارب الحياة الزوجية) الغرق في مستنقع من الاختلافات والشكوك والظنون والتمزق والهجران، وكذلك (الزوجة) فهي مطالبة بأن تدرك أنها مع رفيق عمر، وشريك درب، فليس منطقيا أن تخلق من وجودها في حياة الزوج (خصما)، فترسم من شخصيتها منافسا له في قيادة القارب الزوجي، وتعطي العناد، والتمرد، والمشاكسة ومخالفات الزوج، والاستماع لأخريات، عناوين كبيرة في تعاملها مع الزوج وحياتها معه، لو علم الزوجان أن الحياة بينهما ليست (حلبة مصارعة) وأنهما ليسا خصمين بل هما شريكان، لحرصا على أن تبقى حياتهما متماسكة، وحينما تعصف بهما الحياة يجب تقديم (قيمة العفو والتسامح) وما أجمل أن أختم بقول حسان (فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبهولا تك في كل الأمور معاتباً). ما أجمل (التسامح) كقيمة أخلاقية سامية!