×
محافظة المنطقة الشرقية

صحيفة الشرق – العدد 1388 – نسخة الدمام

صورة الخبر

أكد مدير عام بلدية الشمالية والقائم بأعمال مدير عام بلدية المحرق المهندس يوسف بن إبراهيم الغتم انه تم رفع تقرير الى ديوان وزارة شؤون البلديات قبل عدة شهور تتضمن رؤية متكاملة لإعادة هيكلة بعض الأقسام في البلديات الأربع تخلص الى خصخصة بعض الأقسام بما يوفر ميزانية تقدر بـ3 ملايين دينار سنوياً. وقال الغتم في حديثه لـالأيام ان العمل على خصصه بعض القطاعات الموجودة هو أمر حتمي وضروري من أجل خفض التكاليف. وسيكون لهذا القرار تأثير كبير وإيجابي في تقيل التكاليف، خاصة في ظل محدودية التنفتيش والرقابة حيث سيعمل على رفع كفاءة التفتيش والرقابة بما يعود بالنفع على الموارد المالية للبلديات، والعمل بشكل دائم لتحصيل الايرادات وتقوية الاقسام مما سينعكس ايجاباً على تقليص حجم الانفاق في بعض المرافق التي من الممكن ان يتم تخصيصها والتي تتعلق بصيانة الحدائق والحراسة. وذكر انه تم فتح العطاءات المتعلقة بمناقصة النظافة والتي تبلغ ستكلف سنويا 17.5 مليون دينار في كافة المحافظات و أن لجنة تقييم مناقصة النظافة ستوفر على الدولة 6 ملايين دينار، مشيراً الى أن البعض كان يتوقع زيادة كلفة المناقصة عما كانت عليه في الأعوام الماضية نتيجة الزيادة الطبيعية سواء في السكان أو في إضافة مناطق جديدة واستمرارية حركة العمران والتنمية في مملكة البحرين، إلا أن اللجنة المعنية بوضع مقاييس ومعايير مناقصة النظافة إستطاعت تخفيض الكلفة عما كانت عليه سابقاً، وهذا بحد ذاته إنجازاً كبيراً يصب في خانة الإستغلال الأمثل للموارد المالية وتوظيفها بالصورة المثلى بما يعود على الوطن والمواطنين بالنفع. وتمنى الغتم ان تتم ترسية مناقصة النظافة من قبل مجلس المناقصات وأن تتوج جهود اللجنة التي شكلت بمتابعة مناقصة النظافة بترسيتها على الشركة الفائزة بالعطاء. وفيما يلي نص اللقاء مع مدير عام بلدية لاشمالية والقائم بأعمال مدير عام بلدية المحرق يوسف الغتم: ] كيف تقيّم التجربة البلدية؟! - شهدت انطلاقة المجالس البلدية في دورتها الاولى والثانية بداية قوية، ويمكننا ان نطلق على تجربتنا البلدية بالناجحة بكل المقاييس، اذ تشهد الانجازات التي تحققت على ارض الواقع من مشاريع عديدة اسهمت في الارتقاء بالجانب الخدمي بكافة المحافظات، ولعب اعضاء المجالس البلدية دوراً جوهرياً من حيث اقتراح المشاريع ومتابعتها الى حين تنفيذها على ارض الواقع. ويمكننا ان نستدل على ذلك من خلال الاستقرار الاقتصادي التي شهدته المملكة خلال الدور التشريعي الاول والثاني وتوافر الميزانيات اللازمة لانشاء المشاريع، بالاضافة الى ان البلديات والاجهزة التنفيذية كانت معنية بالمشاريع التي تدخل في صميم عملها البلدي. ويمكننا تسمية هذه الفترة بـالفترة الذهية اذ استطعنا في بلدية الوسطى مثلا في تلك المرحلة من انشاء اكثر من 30 حديقة، حيث كان متوسط إفتتاح الحدائق في بلدية المنطقة الوسطى حينها في العام 2008 بمعدل افتتاح حديقة كل شهرين، مما يؤكد العمل الدوؤب والمستمر التي قام به اعضاء المجالس في انشاء المشاريع المختلفة والحدائق المتنوعة التي اسهمت بشكل كبير في جعلها متنفساً حقيقاً يرتاده المواطنون والمقيمون وذلك عبر انشاء المرافق المصاحبة لها لتكون الحدائق مزودة بكافة الخدمات الضرورية. كما شهدت الفترة الذهبية انشاء كافة الطلبات التي رفعها اعضاء المجالس البلدية ومباشرة الجهاز التنفيذي بطرح كافة المشاريع عبر مناقصات ترسي على الشركات بأفضل الاسعار وبجودة ممتازة، وتوجب كل هذه الاعمال بتحقيق الوسطى جائزة صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء كأفضل بلدية. ] العمل البلدي بمفهومه عمل خدماتي، كيف ترى ذلك؟ - بطبيعة الحال فدور المجالس البلدية هو محوري ومهم للغاية فالمجالس البلدية منوط بها ان عمل خدماتياً وذلك من أجل خدمة المواطنين، الا ان ما شهدته البحرين من أحداث مؤسفة ابان الازمة عام 2011 ادى الى خروج المجالس البلدية عن دورها الرئيس والانشغال بالسياسة (...) ادى ذلك الى هبوط كبير في مستوى العمل البلدي الذي كان يجب على الاعضاء ضرورة الاستمرار بشكل كبير في تحقيق ما هو مطلوب منهم على الجانب الخدماتي اولاً مما اثر كذلك على استمرارية الفترة الذهبية. ] الحديث الذي شغل الناس والمعنيين بصورة كبيرة في فترات سابقة هو موضوع النظافة، وباعتبارك رئيس اللجنة التي شكلت من أجل تقييم شركات النظافة والمعايير العطاءات في موضوع النظافة.. أين وصل موضوع مناقصة النظافة؟ - قمت قبل انتهاء عقد شركة النظافة برفع مقترح الى وزير البلديات للاستعداد لمناقصة النظافة الجديدة، ووافق الوزير على المقترح وتم تشكيل اللجنة المعنية برئاستي وتضم في عضويتها مدراء الخدمات الفنية بالمجالس البلدية وارتأت اللجنة اعادة دراسة العقود وإجراء استطلاعات لأخذ آراء المواطنين وكذلك اخذ آراء المعنيين من المفتشين بالبلديات ومسؤولي النظافة وتدوين كافة ملاحظاتهم وذلك من أجل تقديم شركة ملمة بكافة الاحتياجات والطلبات وتقدم عملها بكل كفاءه ومهنية وتحافظ على مستوى النظافة في البحرين. وأخذت اللجنة على عاتقها ان تضع كافة الاحتياجات الضرورية من أجل ان تكون العطاءات بأقل تكلفة ممكنة وان لا تكون الاسعار مرتفعة بدون واقع عملي لها، لذا طلبت اللجنة بان تتولى شركة استشارية اعداد دراسة لصيغة المناقصة وتزود اللجنة بآخر التطورات في مجال اعداد المناقصات العالمية، وقدمت الشركة الاستشارية تقرير متكامل ومرئياتها عن شركة النظافة، وكان هدف اللجنة ان تقدم الشركة الجديدة بأقل التكاليف المادية وبأفضل الخدمات البلدية. ] ماذا عن دوركم في لجنة التظلمات من تراخيص البناء؟ - لقد تشكلت لجنة التظلمات من تراخيص البناء بقرار وزاري برئاستي وتضم في عضويتها مدراء الخدمات الفنية بالبلديات وممثلين عن كل من جمعية المهندسين البحرينية والتخطيط العمراني والاشغال والاسكان وتكون مهمتها النظر في تظلمات تراخيص البناء. وقد حققت مملكة البحرين عن طريق المركز البلدي الشامل خلال السنوات الماضية المراكز الاولى عالمياً وهو ما جعل الانظار نحو البحرين تتجه باعتبارها تشهد تطوراً عمرانياً مستمراً وتقدم خدمات كبيرة في سبيل دعم التسهيلات للمواطنين والمستثمرين، الا ان هناك عدداً من الطلبات التي كانت ترفض بطريقة معينة ولأسباب من الممكن ان نطلق عليها عدم توافر الخبرة من قبل بعض الافراد فيتم تأخيرها او عرقلتها بطريقة او بأخرى فاردنا من خلال اللجنة ان نقدم تسهيلات الى المواطنين بدلاً من لجوئهم الى المحاكم للبت في هذه القضايا، فأصبحت اللجنة تتلقى العديد من الطلبات التي يلجأ اليها اصحابها للتأكد من الترخيص، كما قامت اللجنة بايجاد الحلول والعمل على اخذ القضايا بعين الاعتبار والتسهيل لها، كما تم عمل حلول عملية لارتدادات البناء في المناطق السكنية، واستطاعت كذلك اللجنة من ايجاد حلول تتناسب مع العقارات وامكانية استفادة الملاك منها بقدر المستطاع. كما شهدت اللجنة منذ انشائها تهافت العديد من الطلبات عليه، اذ يقدر عدد الطلبات الشهرية التي ترد اليها بحوالي 20 طلباً، ويتم التعامل معها بكل مهنية واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها والتواصل مع مقدمين الطلب والتسهيل لهم في سبيل توفير فرص أكبر من أجل اصدار تراخيص البناء، لا سيما ان المركز البلدي الشامل يعمل بشكل دوؤب على دراسة كافة الطلبات الموجودة لديه، ويشجع بالدرجة الاولى المستثمرين على الاستثمار من خلال تقديم العديد من المزايا لهم. ] ما هي المشاريع التي ستقدمونها خلال الفترة القادمة؟ - طموحنا كبير للغاية في استكمال تنفيذ المشاريع الموجودة، واننا حالياً نواجه تحديات كبيرة، وسنعمل بما هو موجود لدينا خصوصاً في هذه المرحلة التي تتطلب اشراك المواطنين والقطاع الخاص في تنفيذ المشاريع خاصة ان بلدية الشمالية استطاعت طيلة الفترة الماضية في العمل على تنفيذ عدد من المبادرات الهادفة للارتقاء بالخدمات المقدمة والتي تعتمد على الشراكة المجتمعية في تنفيذها، وكانت باكورة هذه الاعمال بالتعاون مع القطاع الخاص وشركة ألبا التي نفذت ساحل المالكية، كما تم اطلاق مشروع اصدقاء الحدائق وامناء النظافة والقرية الجميلة الذي بدأ في قرية المرخ، ويشمل كافة قرى الشمالية والبالغ عددها 38 قرية وان البلدية ستعمل مع ممثلي الجمعيات والمؤسسات الاهلية المشاركة الى المحافظة على مستوى النظافة في القرى. وان الهدف من مشروع القرية الجميلة هو تأصيل مبدأ الشراكة الاجتماعية، والذي يجعل من الأهالي أساس عملية الارتقاء والنظافة في المنطقة، وأن كثيراً من الشكاوى تصل إلى البلدية عن تراكم النفايات والمعوقات التي تعيق حركة السير الطبيعية في مداخل القرى، لذلك فإن هذه العملية ستعمل على تقليص هذه الشكاوى التي تصل إلينا، كما يعتبر المشروع امتداداً لمشروع ارتقاء الذي تم العمل به خلال السنوات الماضية، وأن الجهاز التنفيذي قام وبالتوافق مع المجلس البلدي بتبني هذا المشروع من خلال التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في المحافظة الشمالية من أجل تأسيس مبدأ الشراكة المجتمعية، كما تم وضع عدد من المعايير لجائزة القرية الجميلة والتي سوف تتسلم الجائزة والتي هي عبارة عن درع ومبلغ مالي يصل إلى ألفي دينار، حيث ستكون هذه الجائزة سنوية. ] شهدت الايام الماضية تغيرات ادارية تضمنت إلغاء بلدية الوسطى وإلغاء ادارات في البلديات.. ما هو دوركم في ذلك؟ - في ظل التوجهات الحالية وتأثر الموازنات نتيجة هبوط اسعار النفظ لا بد من اعادة هيكلة العديد من المرافق الحكومية التي تتطلب بالضرورة اعادة هندسة الهياكل الوظيفية مع الاحتفاظ بالخدمات المقدمة للمواطنين، ولما صدر المرسوم الملكي بإلغاء بلدية الوسطى كانت التوجهات نحو إحالة عدد من الموظفين الذين بلغوا السن القانوني للتقاعد، بالاضافة الى الاستفادة من الخبرات والكوادر الموجودة في البلدية وتوزيعها على باقي المحافظات بحسب الحاجة، إلا أن الدراسة الاهم هي العمل على خصخصة الخدمات البلدية، وهذا ما تم فعلاً بتخصيص الحراسة بنسبة 50% على الحدائق والمتنزهات، بالاضافة الى خصخصة 70% لشركات تعنى للصيانة ومتابعتها والزامها بعقود طويلة الامد. وقد تطلب كذلك إلغاء بعض الوظائف التي تعتبر حملاً اضافياً على الاجهزة الحكومية، وقد قمنا برفع دراسة الى ديوان شؤون البلديات بإلغاء بعض الوظائف التي تتضمن عددا من الوظائف وستساهم في توفير ميزانية سنوية تقدر بـ 3 ملايين دينار سنوياً تشمل كافة البلديات الأربع. وسيكون لهذا القرار تأثير كبير وايجابي في تقليل التكاليف، خاصة في ظل محدودية التفتيش والرقابة والعمل بشكل دائم لتحصيل الايرادات وتقوية الاقسام مما سينعكس ايجاباً على تقليص حجم الانفاق في بعض المرافق التي من الممكن ان يتم تخصيصها. ] متى سيتم البدء في المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للحفاظ على البيئة؟ - تم بالفعل البدء بالمرحلة الثانية من الحملة الوطنية للحفاظ على البيئة لإزالة الأنقاض ومخلفات البناء، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص بإزالة 20 شحنة كبيرة من أنقاض ومخلفات البناء من شارع القلعة وجد الحاج، وأن الحملة مازالت مستمرة، وتهدف إلى الحد من ظاهرة رمي مخلفات وأنقاض البناء في الساحات المفتوحة في مختلف المناطق. وجاءت الحملة بناءً وبدعم ومتابعة من قبل وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف وهي حملة وطنية أطلقتها بلدية المنطقة الشمالية بمشاركة ومساهمة من قبل القطاع الخاص، حيث انطلقت في شهر فبراير الماضي بإزالة أكثر من 600 شحنة من الحجم الكبير في منطقة اللوزي، فضلا عن إزالة مخلفات البناء في منطقة المرخ وذلك ضمن مشروع القرية الجميلة. ] ماذا بعد التجربة البلدية؟ - تجربة البحرين في العمل البلدي تعتبر رائدةً، كما ان المشروعات التي قدمت كان لها تأثير كبير واشادة دولية بالانجازات التي تحققت وعلى رأسها مشروع البيوت الآيلة للسقوط التي حظي باشادة المنظمات الدولية. إن المشاركة في العديد من اللجان والتي لازالت مستمرة حتى الآن تهدف الى تحقيق العديد من الانجازات والمشاريع، ولكن في ظل المرحلة الحالية اعادة التنظيم بما يخدم مصلحة المواطنين بأداء افضل وبكلفة أقل. كما نسعى لتكاتف الجهود البلدية من قبل كافة الاطراف المعنية، والمشاركة الفعلية بالقرارات والاستفادة من الخبرات السابقة والعمل على تنفيذ المقترحات التي رفعتها المجالس البلدية والاستمرار في هذا النهج وتحقيق ما يمكن تحقيقه في العمل البلدي.