توصلت القوات النظامية السورية و «حزب الله» وعناصر من المعارضة إيرانية يتضمن وقفاً للنار في الزبداني قرب دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، بالتزامن مع إعلان النظام أمس هدنة في بلدة أخرى قرب العاصمة. (للمزيد) وذكر أن الاتفاق النهائي الذي يجري التفاوض عليه، يتضمن مرحلتين قد تنتهيان بـ «هدنة لستة أشهر»، بعد القيام بعدد من الخطوات المتبادلة بينها إطلاق سراح ٥٠٠ معتقل لدى النظام سجنوا قبل تموز (يوليو) الماضي، إضافة إلى خروج جرحى وآلاف المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا وخروج عائلات ومدنيين من الزبداني. وأشارت مصادر إلى أن الاتفاق، في حال تم إنجازه، سيكون برعاية الأمم المتحدة على أن «يتم تشكيل مجموعة عمل تشمل مندوباً من الأمم المتحدة ومندوباً من إيران ومندوباً من المسلحين، وتُعتبر مرجعية لمتابعة تنفيذ الاتفاق وحل أي مشاكل قد تطرأ». وتوقفت الجولة السابقة من المفاوضات بسبب عدم موافقة النظام على إطلاق سراح معتقلين كان الوفد الإيراني وافق على إطلاقهم. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن مقاتلي النظام و «حزب الله» ومقاتلي المعارضة توقفوا أمس عن استخدام الأسلحة الثقيلة بعد التوصل إلى هدنة موقتة «بناء على طلب إيران بعدما أحزر جيش الفتح تقدماً قرب بلدة الفوعة في ريف إدلب والسيطرة على تلة الخربة الاستراتيجية» بعد هجوم تضمن تفجير عدد من العربات المفخخة، مشيرة إلى أن «ثوار الزبداني أحبطوا صباح أمس هجوماً لحزب الله على المدينة قبل ساعات من بدء سريان الهدنة». وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فإن مدينة الزبداني وبلدتي الفوعة وكفريا شهدت «هدوءاً تاماً» منذ ظهر أمس، مشيراً إلى «الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار»، هو الثالث من نوعه خلال خمسة أسابيع. في موازاة ذلك، قالت مصادر أن «المعارضة في بلدة الطيبة في ريف دمشق الغربي توصلت إلى هدنة مع النظام بعدما باءت جميعُ المحاولات لاقتحامها بالفشل». وأوضحت أن الاتفاق تضمن سيطرة المقاتلين المحليين على إدارة البلدة مقابل تراجع القوات النظامية إلى مسافة بعيدة منها. إلى ذلك، قال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «75 مقاتلاً جديداً دخلوا إلى محافظة حلب بعدما خضعوا لدورة تدريبية على يد أميركيين وبريطانيين وأتراك داخل معسكر في تركيا». وأكد حسن مصطفى الناطق باسم «الفرقة 30» التي وصل عدد من المقاتلين المدربين إلى مقرها، دخول المجموعة شمال سورية، بعدما خضعوا «لتدريب استغرق شهرين في تركيا وتوجهوا بعدها مباشرة إلى خطوط التماس مع تنظيم «داعش»، وهم موجودون اليوم في بلدة تل رفعت» المجاورة لمدينة مارع المحاصرة من قبل تنظيم «داعش» في محافظة حلب. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله أمس: «يوجد شيء جديد يفوق تزويد سورية بالسلاح وهو مشاركة روسيا في محاربة داعش وجبهة النصرة وهذا شيء أساسي يقلب الطاولة على من تآمر على سورية ويكشف أن الولايات المتحدة وتحالفها لم يوجد لديهم استراتيجية لمكافحة داعش». كما نقل موقع «كلنا شركاء» المعارض عن المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطنية» حسن عبد العظيم (معارضة الداخل) أن «أي وجود روسي عسكري في سورية بالتنسيق مع التحالف المناهض للإرهاب، سيكون دعماً لجهود مكافحة الإرهاب كما سيعزز الحل السياسي للأزمة السورية». وأضاف رداً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لندن: «وجود الأسد في الفترة الانتقالية ولو بشكل رمزي ضروري لحماية تماسك الجيش السوري والذي يخوض حرباً ضد داعش والحفاظ على المعارضة المسلحة التي تقاتل داعش».