اكتمل عدد الحجاج الذين وفدوا للمملكة لأداء فريضة الحج في أمان وطمأنينة من بعد ما وفرت حكومتنا الرشيدة كل ما قد تتطلبه راحة الحجاج وأدائهم المناسك بأفضل الوسائل من طرق وقطارات وحافلات حديثة إلى جانب توفر الاحتياجات الغذائية. واليوم والحجاج يتهيأون للوصول إلى منى لقضاء يوم التروية لفجر يوم الغد فإن من الطبيعي أن يتجه الحجاج إلى الله مهللين مكبرين حامدين شاكرين الله الذي مكنهم من بلوغ هذا اليوم الفضيل الذي هو يوم التروية الذي يبدأ من بعد مطلع شمس هذا اليوم حيث يسيرون إلى منى لصلاة الظهر والعصر، ثم صلاة المغرب والعشاء ففجر يوم الغد حيث يتجهون إلى عرفات للوقوف، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: «الحج عرفة». وقد قيل: إن منى سميت «بمنى» لما يراق فيها من الدماء. فقد أخرج أبو الفرج في مثير الغرام عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا سأله: لم سميت منى؟ فقال: «لما يقع فيها من دماء الذبائح وشعور الناس تقربا إلى الله تعالى وتمنيا للأماني من عذابه». وقد روى مسلم والبخاري عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم التروية بمنى وصلى العصر يوم النحر بالأبطح، وقال البخاري: وصلى الظهر والعصر يوم التروية بمنى. كما أخرج الحافظ أبو الفرج في مثير الغرام عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: «ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة النفر». وقد أخرج مسلم عن جابر رضي الله عنه: أمر النبي صلى الله عليه وسلم لما حللنا أن نحرم إذا توجهنا إلى منى فأهللنا من الأبطح إذا كان يوم التروية جعلنا مكة بظهر أهلنا بالحج. تقبل الله من الجميع وأثابهم بالمغفرة التي وعد الله بها عباده من الحجاج. السطر الأخير: «حجوا تستغنوا»