صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس الخميس، بأن إيران دعت هذه الهيئة إلى زيارة موقع آراك الحساس لانتاج المياه الثقيلة في الثامن من ديسمبر، منفذة بذلك أحد التعهدات التي قطعتها في اتفاق أبرم مع الوكالة في منتصف نوفمبر. وقال أمانو كما ورد في نص خطاب يلقيه في مجلس حكام الوكالة الذي بدأ الخميس اجتماعًا مغلقًا يستمر يومين «يمكنني أن أبلغ المجلس بأننا تلقينا دعوة من إيران لزيارة موقع انتاج المياه الثقيلة في اراك». ويثير مفاعل آراك مخاوف القوى الكبرى لأنه يؤمن لإيران إمكانية الحصول على البولوتونيوم البديل لليورانيوم من أجل انتاج قنبلة ذرية. وقد فتشت الوكالة بانتظام هذا المفاعل لكنها لم تحصل على تفاصيل حول تصميمه وتشغيله منذ 2006 ولم يسمح لها بزيارته منذ أغسطس 2011. من جهتها، أبلغت إسرائيل دبلوماسيين وخبراء دوليين، أنه سيكون بإمكان إيران إنتاج سلاح نووى في غضون 36 يومًا، بحسب صحيفة إسرائيلية. وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس الخميس، أن تقريرًا أعده خبراء إسرائيليون وتم تسليمه إلى دبلوماسيين وخبراء دوليين، قدر بأن قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم قد «تؤخر برنامجها لمدة 36 يومًا فقط». وجاء التقرير بعد أسبوع واحد فقط من إبرام اتفاق جنيف بين الحكومة الإيرانية ومجموع (5+1) حول البرنامج النووى الإيرانى، والذى عارضته إسرائيل بشدة رغم التطمينات الدولية لها. وقالت الصحيفة «إن التقدير يدعم إدانة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لاتفاق جنيف، وهو اتفاق مؤقت ترفع بموجبه العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل تباطؤ، وليس وقف، إنتاج إيران النووى، باعتباره خطأ تاريخيا». وأضافت أن «مبعث القلق فى إسرائيل هو أن إيران سوف تنتظر أزمة دولية، أو أزمة داخلية فى الولايات المتحدة، بوصفها فرصة كبرى لإسقاط القنبلة النووية على أعدائها»، حسب التقرير الذين نشرته الصحيفة الإسرائيلية. وأشارت «معاريف» إلى أن الاتفاق يوفر الدعم الدولى لبرنامج إيران النووى من خلال السماح له بالاستمرار، «مما يجعل المجتمع الدولى عاجزًا عن وقف إيران نووية على أسس قانونية». وقال التقرير، إنه «من المرجح أن تشغل إيران ما يصل إلى 18 ألف جهاز طرد مركزى بحوزتها، وإنتاج قنبلة نووية فى حال رأت طهران توفر فرصة ذهبية لاستخدام الحرب النووية، بوجود أو عدم وجود صفقة، وعندئذ سيكون الرأس الحربى النووى جاهزا فى أقل من 36 يوما». ولفتت الصحيفة إلى أنه «وفقا للاتفاق، ستضطر إيران لتخفيف ما يقرب من نصف اليورانيوم الذى بحوزتها إلى أقل من معدل تخصيب 20٪، ويترك النصف الثانى بكامل طاقته، كما يسمح الاتفاق لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم غير المخصب المتبقي فى حوزتها، حوالى ثمانية أطنان، إلى معدل تخصيب 3.5٪». إلى ذلك، قال عدد من الخبراء والمسؤولين الإيرانيين لـ»المدينة»، إن «حكومة الرئيس روحاني تسعى لتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية». فيما اعتبرت الصحافية مريم خرم أبادي، أن الرئيس روحاني أعلن أكثر من مرة بأنه يحتفظ بعلاقات خاصة وحميمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان يتطلع لترسيخ وتعزيز العلاقات الثنائية. وقالت أبادي «التوتر في العلاقات لا يخدم شعوب المنطقة، وإيران أعلنت مرارًا بأنها ليست بصدد الحصول على القنبلة النووية». وشددت ابادي على أن التوتر في العلاقات الإيرانية - الخليجية، يخدم إسرائيل. مشيرة إلى زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الرياض الأسبوع المقبل، وقالت «الوزير يحمل رسالة من الرئيس روحاني إلى خادم الحرمين الشريفين، والرسالة تتحدث عن رغبة طهران في إقامة علاقات متميزة مع المملكة». من جهته، يرى الخبير الإيراني عبدالله قائيني، أن ترسيخ العلاقات الإيرانية - الخليجية هو مطلب حيوي لإيران، وأضاف «إيران سواء كانت في العصر الإصلاحي أو المحافظ كانت تتطلع إلى ترسيخ العلاقات». وتابع الخبير الإيراني «علاقاتنا مع الرياض كانت علاقات جيدة في عصر الرئيس خاتمي لكنها تبدلت في عهد الرئيس نجاد، وحكومة روحاني تتطلع لترسيخ العلاقات مع المملكة ومبادرتها بإرسال وزير الخارجية محمد جواد ظريف دليل على أننا بصدد إصلاح جسور العلاقات الإقليمية».