التعليم ليس مظهرا ومعايير كمية وأرقاما فلكية، التعليم الحق جوهر ومضمون، فإذا لم يحدث التعليم تغييرا في العقلية والثقافة والسلوك فهو تعليم شكلي ظاهري مزيف لا يعكس الواقع فجل المجتمع غير راض عن النظام التعليمي، والكل يدرك ضعف المخرجات وعدم موائمتها لسوق العمل وعجز النظام التعليمي عن مواكبة التنمية. ومحاولات الإصلاح للنظام التعليمي متعددة، ولكنها دائما محاولات قاصرة وفاشلة لم تبلغ القصد من بلورتها ولا الهدف من إعدادها والسبب الرئيس في هذا الفشل يكمن في أن محاولات الإصلاح كلها كانت مرهونة لاتجاهات وليست مرهونة لمستقبل الوطن والأمة، فلن يتم إصلاح النظام التعليمي إلا بالكفاءات الوطنية الشابة التي تمتلك الطاقة والموهبة والعلم، ولكنها مقيدة مكبلة وبعبارة أدق مغيبة، ولن يتم إصلاح النظام التعليمي إلا بتغيير قناعتنا القائمة على المجاملة والخوف والتشكيك في التطوير والتي يتبناها الجاهل والمنتفع فالعزف على وتر العاطفة والتهويل لا يتماشى مع متطلبات العصر. فالإصلاح لابد أن يقوم على قواعد ديمقراطية لكي يكون القرار مستقلا وبعيدا عن أي مؤثرات غير تربوية. ولن يتم إصلاح النظام التعليمي إلا بإعادة النظر في مفهوم التربية الشامل، فليست التربية فقط دينية وأخلاقية وهذا لا يعني إغفالهما بل الاهتمام بكل جوانب الشخصية كالتربية النفسية والاجتماعية والجمالية والبيئية وغرس قيم التعايش والحوار وتعلم مهارات الحياة والتفكير والنقد وهذا يتطلب إعادة النظر في إعداد المعلم والمنهج والهيكل المدرسي. كل محاولات الإصلاح للنظام التعليمي لن تجدي إذا لم تتم إعادة الهيكلة للنظام التعليمي ابتداء من إدخال مرحلة رياض الأطفال كمرحلة أساسية وتقسيم مراحل التعليم إلى السلم التعليمي القائم على أربع سنوات، أربع ابتدائي، وأربع للمتوسط وأربع للثانوي، وهذا التقسيم هو الأنسب لمراحل النمو إذا أدخلنا مرحلة رياض الأطفال كسنتين. لن يتم الإصلاح إلا بمساندة القرار السياسي لرؤية جريئة تعيد صياغة المناهج كما ونوعا وتوزيعا فنصيب المواد العلمية واللغة الإنجليزية الحالي لا يتواكب مع إعداد الطالب لعصر التقنية وعصر الاقتصاد القائم على المعرفة والإصلاح الحقيقي لنظام التعليم لن يتم من خلال ورش واجتماعات صورية تعقد لتمرير القرارات ومن نفس العقليات التي تكرر الأخطاء وتحارب الجديد والتجديد يعني إصلاح سياسات ورؤى وأهداف ترسم من جهات عليا ومحايدة وليس خطط ومشاريع تقر بمحضر اجتماع وورشة عمل. رابط الخبر بصحيفة الوئام: إصلاح لا يرجى نجاحه