يخطئ من يتصوّر أنّ جرائم تنظيم «داعش» الإرهابي، يرتكبها عناصره من الرجال فقط، وأنّ النساء لسن إلاّ سبايا ومضطهدات لدى البغدادي ورفاقه. فعلى الرغم من دموية هذا التنظيم البشع، واعتدائه على الإنسانية، فإنّ بعض السيدات، ولا سيما الأوروبيات، انضممن إلى التنظيم، والأدهى أنّهن شاركن بكل قوة في ذبح الضحايا من أسرى التنظيم، وتهيئة الأسيرات لكي يتم الاعتداء عليهن على يدي مجرمي هذه العصابة. وإذا كان العالم على دراية كافية بقادة التنظيم من الرجال، فإنه من المناسب الآن أن نعرف السيدات اللاتي يحكمن «داعش». مدربة الذبح تعتبر فاطمة، ذات الـ22 عامًا تلك المرأة الشابة المغربية الأصل، والتي تعيش في برشلونة الإسبانية لأكثر من 15 عامًا، واحدة من أخطر سيدات «داعش»، بعد أن انضمت إلى التنظيم سعيًا وراء شاب مغربي اسمه حسن ويكبرها بعامين!!. وكان حسن قد ذهب إلى بلد أوروبي بحثًا عن عمل، ثم انقطعت أخباره، لشهور، قبل أن يتصل بها عبر «واتس آب»، ويطلب منها اللحاق به إلى سوريا، ولما سألته لماذا سوريا، أجاب «لله»، لكنها عندما ألحّت لتعرف منه السبب الحقيقي وراء اختياره قال لها: إنهم يدفعون أموالاً جيدة. وأقنعها حسن باللحاق به دون أن تخبر أحدًا، وأصبح اسمها عائشة. وتعمل حاليًا قائدًا لفرق تدريب السيدات المنضمات لـ»داعش» على استخدام السلاح، وطريقة جزّ الرؤوس في وقت سريع، ودون خوف، بعد أن تلقت التدريب ذاته على يدي البغدادي شخصيًا، باعتبارها من أوائل السيدات الأجنبيات اللاتي انضممن للتنظيم. خبيرات التجنيد الأربع ويعمل مع «داعش» أربع من أكثر السيدات عنفًا، انضممن للتنظيم على أمل أن يجدن فرصة الزواج، بعد أن بلغن سنّ العنوسة، وهنّ مغربيات أيضًا (إيلانا، وناديا، وحنين، وجنات) بعد أن تدربن على كل أعمال القتال واستخدام السلاح، وشاركن في ذبح عدد من ضحايا التنظيم في سوريا. وانتقلن للعيش في العراق لمدة وجيزة، وتم تكليفهم بتولي عملية تجنيد الأوروبيات للانضمام للتنظيم، استغلالا لملامحهن الأوروبية، وإجادتهن التامة للفرنسية، والإسبانية، وتمتعهن بقدرة فذّة على الإقناع. وذكرت صحيفة «ألموندو» الإسبانية، أن أجهزة الأمن هناك نجحت في تفكيك خلية تعمل على تجنيد الفتيات وتسفيرهن لسوريا، وكانت الداعشيات الأربع على رأس المطلوبين في تلك القضية. وكشفت السلطات الإسبانية أن الأدوات الرئيسة المستخدمة في عملية التجنيد، كانت هي توظيف الشبكات الاجتماعية والمنتديات الخاصة وبرنامج الاتصال «واتس آب»، وأنهن كنّ يُمنّين الفتيات بالحياة المثالية، كمجاهدات أو كزوجات لبعض المجاهدين المزعومين. طبيبة «داعش» ونأتي إلى قصة البريطانية التي أثارت ضجة عند كشف انضمامها لـ»داعش»، وهي الطالبة، أقصى محمود، التي انضمت «، بعد أن كانت تدرس الطب قبل مغادرتها المملكة المتحدة إلى سوريا، ويطلق عليها الآن لقب طبيبة الجماعة، وتسمي نفسها «المجاهدة بنت أسامة»، وكانت (أقصى) تعيش في أسكتلندا، حتى اختفت في نوفمبر 2013، وبعدها بأربعة أيام تحدثت مع والديها هاتفيًا من الحدود السورية قائلة: «سوف أراكم يوم القيامة»، وبعد مرور شهر، تزوّجت من أحد مقاتلي «داعش»، واستخدمت حسابها على «تمبلر»؛ لحثّ النساء على الانضمام للتنظيم. ونشرت، عبر تويتر، صورة لها وهي ترتدي النقاب وزيّ الطب الأبيض وتمسك بيدها رأس رجل في منتصف العمر، وهو ما أثار اهتمام صحيفة «ديلي ميل» وقتها.