احتفلت قوات الأمن النيجيرية بمقتل قائد جماعة بوكو حرام الإرهابية أبو بكر شيكاو، ثلاث مرات على الأقل في السنوات 2009، و 2013 و2014 ليعاود الظهور في كل مرة عبر تسجيل مصور له وهو حي يرزق. وقد قال في تسجيل صوتي أخير، عقب تأكيد رئيس التشاد أن جنوده قد أجهزوا عليه: ويح للكذابين الذين ادعوا موتي. لا يمكن لأحد قتلي. من الأرجح أن يكون شيكاو لا يزال حياً، علماً بأنه يستحيل التأكيد ما إذا كان قد تعرض للإصابة. ويختلف الخبراء حول سنه، ومدى ثقافته الدينية. لعله ليس رجلاً واحداً، وقد اتهمت بوكو حرام باستخدام بدائل كثيرة له بعد مقتله العام الماضي. وتظل جماعة بوكو حرام نفسها محاطةً بمزيد من الغموض، وقد غدت أكثر دموية في عهد شيكاو، الذي تولى الرئاسة بعد محمد يوسف، الذي قتلته الشرطة عام 2009. ومن الناحية النظرية، يمنح الرئيس النيجيري محمد بخاري أملاً للاتفاق والسلام. لكن ماذا إذا كانت إيديولوجيات التفجير هي سلاح جميع قادة الجماعة؟ ولا يمكن لأكثر الخبراء إلماماً بالمسألة أن يتفقوا حول ما إذا كان التنظيم يضم جيشاً واحداً أو أكثر. وأقل ما يقال إن ذلك يسبب قلقاً، لا سيما أن نيجيريا قد أنفقت مليارات الدولارات في قتال الإرهابيين، الذين قتلوا أكثر من 15 ألف شخص في مسعى تشكيل دولتهم في شمال شرق البلاد. وتمددت الاعتداءات عبر حدود الكاميرون والتشاد والنيجر. ومن المتوقع نشر جيش إقليمي قريباً، لكنه سيظل يسير على غير هدى بغياب المعلومات الاستخبارية الأساسية عن الجماعة. ويشكل الامتداد الجغرافي أحد أسباب تفسير غموض الجماعة، في حين يرى البعض أن الجهات التي تحاول حل لغز بوكو حرام لا تبذل جهداً كافياً. منح الرئيس النيجيري محمد بخاري قادة الجيش ثلاثة أشهر للقضاء على بوكو حرام، إلا أن فرصة تمكنهم من ذلك تستدعي معرفة طبيعة العدو الذي يحاربونه أولاً.