أفادت مصادر أمنية وطبية عراقية عن مقتل 14 شخصاً على الأقل وإصابة 55 في تفجيرين استهدفا وسط بغداد صباح أمس الخميس (17 سبتمبر/ أيلول 2015)، تبناهما تنظيم داعش الذي قال إن منفذيها انتحاريان يرتديان حزاماً ناسفاً. وأفاد ضابط في الشرطة برتبة عقيد أن تفجيراً وقع عند مدخل شارع يؤدي إلى سوق شعبية قرب ساحة الطيران وسط بغداد، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 33 بجروح. وأوضح المصدر أن غالبية ضحايا هذا التفجير كانوا من المدنيين. ورأى مصور لوكالة فرانس برس سترة مضادة للرصاص مضرجة بالدماء، قال شهود إنها تعود لشرطي قضى في الهجوم. كما أدى تفجير ثان في ساحة الوثبة بوسط العاصمة العراقية، إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة 22، بحسب المصدر نفسه. ووقع التفجير على مقربة من دائرة حكومية كان يتجمع قربها العديد من المتقاعدين في انتظار تحصيل مخصصاتهم. وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة الضحايا. وفي حين تباينت المصادر وآراء شهود العيان حول طبيعة التفجيرين، تبنى تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق منذ يونيو/ حزيران 2014، الهجومين، قائلاً إنهما نتجا عن تفجيرين انتحاريين. وجاء في البيان الذي تداولته حسابات إلكترونية تتبع جماعات متطرفة أن الإرهابي الأول أبو الليث نفذ الهجوم في ساحة الطيران، بينما فجر «أبا عبيدة» حزامه في ساحة الوثبة. ويتبنى التنظيم المتطرف معظم التفجيرات التي تستهدف بغداد بشكل دوري. وغالباً ما يقول أنها تستهدف الحشد الشعبي إلى جانب القوات الأمنية لاستعادة مناطق سيطرة المتطرفين. إلا أن معظم ضحايا هذه التفجيرات هم من المدنيين. وهجوما أمس (الخميس) هما الأبرز منذ مقتل 11 شخصاً على الأقل في تفجير سيارة في منطقة مدينة الصدر في شمال بغداد. وتمكنت القوات العراقية مدعومة بضربات جوية يشنها ائتلاف دولي تقوده واشنطن، من استعادة بعض المناطق التي سقطت بيد الجهاديين خلال الأشهر الماضية، ولاسيما في محيط بغداد والى الشمال منها. إلا أن التنظيم لايزال يسيطر على مناطق ومدن رئيسية في العراق، أبرزها الموصل والرمادي. إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن الغارات الجوية البريطانية على تنظيم داعش منذ سنة في العراق، أدت إلى مقتل قرابة 330 من عناصره. وأضاف وزير الدفاع رداً على سؤال خطي للنائبة البيئية كارولاين لوكاس، أن «تقدير عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين قتلوا نتيجة ضربات المملكة المتحدة بين سبتمبر/ أيلول 2014 و31 أغسطس/ آب 2015، يناهز 330». وصدر الرد أمس (الخميس) على موقع البرلمان. لكن فالون لفت في تصريحه الذي نشر أمس على الموقع الإلكتروني للبرلمان، إلى أن «هذا الرقم تقريبي جداً، ولا سيما في غياب قوات بريطانية على الأرض قادرة على مراقبة تأثير نتائج الضربات». وأضاف وزير الدفاع أيضاً «لا نعتقد أن الضربات البريطانية أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين». وكان كوربين المعروف بمواقفه المسالمة قال في مستهل سبتمبر الماضي «لا أعتقد أن غارات جوية في سورية تساهم في أي شيء سوى قتل كثير من المدنيين».