في أمسية سينمائية استعاد خلالها مجموعة من المغامرين، واحدة من أكثر لحظات حياتهم تشويقاً وإثارة، حضر عدد من أوائل الواصلين العرب والأجانب إلى سقف العالم، عرضاً حصرياً للفيلم الجديد إيفرست، المستوحى أحداثه من قصة حقيقية وقعت عام 1996، وذلك وسط أجواء حماسية تكرر فيها اسم القمة الأعلى في العالم مرات لا يمكن حصرها. جاء تنظيم هذه الأمسية الخاصة في نوفو سينما بدبي فيستيفال سيتي، بناءً على دعوة شخصية من الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة، وأحد أبرز المغامرين الشباب في المنطقة ومتسلّق الجبال المعروف في الإمارات، ومتسلق قمة إيفرست في العام 2013، الذي أراد من خلالها الاحتفاء بالفيلم الجديد، بمشاركة نخبة من زملائه المغامرين، وجمع من أصدقائه الذين يشاركونه شغف المغامرة وحب التحدي. حضر العرض الحصري للفيلم، الشيخ عبد الله بن محمد آل ثاني، المستشار في مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة، والشيخ ذياب بن خليفة آل نهيان، ودانانجي جها، سفير جمهورية نيبال لدى الإمارات، وأعضاء من القوات المسلحة الإماراتية، ممن يستعدون للانطلاق في رحلة لتسلّق جبل إيفرست هذا العام، إضافة إلى المغامر الكويتي زيد الرفاعي، أول رجل عربي يصل إلى قمة إيفرست، والفلسطينية سوزان الهوبي، أول امرأة عربية تصل القمة، وسعيد المعمري، أول إماراتي يصل القمة، كما حضر الأمسية رائد زيدان، أول فلسطيني يصعد إيفرست، وعمر سمرة، أول مصري يصعد إلى القمة، ومسعود محمد، رجل الأعمال الإيراني المقيم في الإمارات وأحد متسلّقي الجبال المعروفين في المنطقة، إلى جانب عدد من هواة المغامرات، ومحبي تسلّق الجبال، من داخل الإمارات وخارجها، وممثلي وسائل الإعلام. تابع الحضور على مدار نحو ساعتين، الفيلم الذي يروي تفاصيل الرحلة الحافلة بالتحديات والمخاطر لاثنين من المغامرين الشجعان، وهم النيوزيلندي روب هول والأمريكي سكوت فيشر، اللذان قادا حملتين استكشافيتين إلى قمة إيفرست في عام 1996 لقيا خلالها حتفيهما بعد صراع طويل من أجل البقاء على قيد الحياة، بعدما حاصرتهم عاصفة ثلجية شرسة أعلى القمة التي ترتفع 8850 متراً فوق سطح الأرض. وقال الشيخ محمد آل ثاني: لا تمثل قمة جبل إيفرست سقف العالم فحسب، بل هي المكان الذي ترتقي فيه النفس وتسمو وهي تقف شاهدة على واحد من أكثر معالم الطبيعة سحراً وجمالاً، ومن خلال هذا العرض السينمائي، نريد أن نستذكر زملاءنا المغامرين الذين لم تمنعهم دروب الجبل الوعرة، ومساراته الخطرة، من محاولة اعتلاء القمة التي لم يصل إليها على مدار التاريخ سوى أربعة آلاف شخص فقط. وأضاف: أردت من خلال هذه الاحتفالية تكريم أصدقائي وزملائي العرب والأجانب الذين خاضوا هذه المغامرة الأصعب في حياتهم، ورفعوا أعلام بلدانهم فوق إيفرست، وتحملوا من أجل تأكيد شغفهم بالطبيعة، الكثير من المخاطر والتكاليف، وأنا أشجع الجميع على خوض هذا النوع من المغامرات، لكونها تصقل شخصية الإنسان. شكلّت ظروف تصوير الفيلم تحدياً حقيقياً أمام فريق العمل بقيادة المخرج الآيسلندي بالتازار كورماكور، ونجومه الكثيرين ومن أبرزهم جيك جيلينهال، وجيسون كلارك، وجوش برولين، وجون هوكس، وكيرا نايتلي، وإميلي واتسون، وعانى الممثلون كثيراً المصاعب والآلام، في محاولتهم لمعايشة الظروف ذاتها التي يمر بها المغامرون في صراعهم الإنساني مع الطبيعة. وحظي فيلم إيفرست الذي جرى تصويره في نيبال وإيطاليا وآيسلندا، بإعجاب النقاد خلال عرضه في مهرجان البندقية السينمائي ، في الثاني من سبتمبر الجاري.