×
محافظة جازان

تقهقر المتمردين على جبهات البيضاء ومأرب وتعز

صورة الخبر

أبارك لكم جميعاً انطلاقة قناة ماجد التي أضحت واقعاً متحققاً، وإرثاً متجدداً، ولغة نستمد منها ذاكرة حية نابضة بالبراءة، إنه فخر أن يقوم ماجد من عالم الورق إلى حياة أخرى، عالم مليء بالحيوية والتجدد. أضحى ممكناً أن تسمع صوت ماجد يتحدث ويركض ويلعب ويفكر، وأن تشاهد «كسلان» وهو يعبر عن الإنسان العربي المتهالك الذي غلبته الأمم وهو مازال يعشق النوم وتستولي عليه الأفكار الحمقاء، وتشاهد أيضاً النقيب خلفان وهو يقبض على اللصوص، لكنه أصبح يدرك جيداً بأن سُرَّاق المصاحف وتجار الدين هم أخطر المجرمين على وجه الأرض. كما أضحى من الممكن أن تسمع صوت موزة أيضاً، طفلة محبة للحياة منفتحة على الآخر، وما أجمل لثغتها المحببة الجميلة وصراخها المدوي، وصار من الممكن الآن أن تشاهد «مجلة ماجد» التي انتظرناها كثيراً، ويبقى المهم أن نلتقي «ماجد» في آخر المطاف، ماجد الذاكرة الإماراتية العربية المتقدة بالذكاء الذي قرر أن يحل ضيفاً دائماً على بيوتنا، بدلاً من يوم الأربعاء فقط. تأتي قناة ماجد، كما نأمل جميعاً ونتوقع، لتملأ فراغاً نستشعره جميعاً في مجال الترفيه والعمل الإعلامي والتلفزيوني الموجّه للأطفال. خاصة أنه ومع كثرة هذه القنوات نسبياً، وغزارة ما تنتجه وتقدمه، فإن الكثير منها لا يمتلك الرؤية الناضجة والواضحة لكي تخاطب الأجيال الراهنة، بلغة يفهمونها ويستطيعون التفاعل معها، ولذلك نجد أن معظم القنوات العربية المتخصصة للأطفال، تقوم على استنساخ تجارب أخرى، من حول العالم، لا تراعي خصوصية الطفل العربي أو الخليجي أو الإماراتي، إن شئنا الدقة، وبالتالي فإنها كثيراً ما تسهم في إبعاد الطفل عن أسرته ومجتمعه، بدلاً من أن تقربه أكثر منهما، وتساعده على فهم أوضح لمكانه في هذا العالم. إننا ندرك اليوم أهمية مثل هذه القنوات التي لا تقل عن الدور الفاعل لكل من الأسرة والمدرسة في بناء شخصية الطفل، ولا نبالغ إنْ قلنا إن المادة الإعلامية والترفيهية الموجهة للأطفال باتت أخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي. وسأشير هنا، مثلاً، إلى دور الإعلام في التنمية اللغوية للأطفال، وفي قدرته على إثراء معجمه اللغوي باستخدامات توسع من مداركه وتربطه بالحياة. وفي ظني أنّ اللغة العربية الفصحى أو الفصيحة الخاصة بالأطفال، ينبغي أن تكون عربية سليمة، لكنها ليست لغة متقعرة، بل لغة بسيطة يفهمها النشء المستهدف ويحبها ويقبل عليها. ومن خلال العربية السليمة البسيطة على لسان نماذج حية، يكتسب الأطفال القدرة على الفهم والحديث من خلال لحظات ممتعة، لأن التعليم من خلال اللعب والترفيه وسيلة فاعلة في غرس القيم في نفوس الأطفال وعقولهم. هذا أحد الأدوار التي نعوّل عليها من خلال قناة ماجد، إضافة إلى دور آخر لا يقل عنه أهمية، وهو أن تربط الطفل الإماراتي بهويته ولهجته المحكية، بما يزيده فهماً وقرباً من مجتمعه وموروث آبائه وأجداده في الإمارات وحكاياتهم الشعبية الجميلة، ولا تناقض بين الرسالتين بل إنهما تتكاملان، وكلي ثقة من أن إيصال هاتين الرسالتين على النحو الصحيح، إضافة إلى العديد من القيم الثقافية والمعرفية الأخرى، هو ما ستنجح قناة ماجد في تحقيقه والارتقاء به أكثر فأكثر.