×
محافظة المنطقة الشرقية

ممثل أمريكي شهير يعتذر عن كذبة شنيعة واصل بثها طوال 14 عاماً

صورة الخبر

في ظل التكلفة الباهظة للحياة غدا الناس يسيرون حياتهم وفق الممكن وفي أحيان فوق الممكن.. وفتحت البنوك باب (فوق الممكن) بالقرض وتسهيله في أول الأمر ثم إغلاق الباب على المقترض لسنوات طويلة لكي يسدد القرض وفوائده. ولهذا أوجدت البنوك مساجينها الذين يظلون تحت قيود القروض الطويلة. ولأن الرغبات لا تتحقق إلا بالمال قد اتسعت أبواب القروض لجلب السيارة أو المنزل أو الأثاث وقبل ذلك تحولت الزوجة الى قرض طويل الأجل، وقد عبر أحد الظرفاء عن هذه الحالة بأن ابنه البكر دخل الى المدرسة وهو لا يزال يسدد قرض مهر زوجته.. وفي الزمن الاستهلاكي ملأت الرغبات محاجرنا وغدا الهامشي ضروريا حتى غدا شعار زمننا هو زمن (التقسيط) فكل شيء يدخل من باب التقسيط حتى وصل الأمر إلى الحج.. ففي هذه الأيام تهفو القلوب للوصول الى عرفات الله داعية ملبية، وتتحرك القلوب والأجساد نحو أداء ركن من أركان الإسلام وهناك من استوفى الفريضة ولا يزال راغبا في أداء الحج طلبا للمزيد من الخير. ومع ارتفاع تكاليف الحياة ونقص موارد الدخول لدى الكثير من المسلمين والرغبة العارمة لأداء فريضة الحج ظهر مصباح علاء الدين (التقسيط) ومن خلال هذا المصباح الذي يتم فركه لمرة واحدة أو مرتين ثم يتم إغلاق الباب على حياتك لتكون في خانة المستدين أو المساجين لسنوات طويلة. وأمام رغبة الناس لأداء فريضة الحج ظل سؤال الاقتراض من أجل الحج هل هو جائز وغير جائز، وهو السؤال متعد وقافز على شرط الاستطاعة: {ولله على الناس حج البيت منِ استطاع إليه سبيلا} [آل عمران: 97].‏ وتحدث الفقهاء منذ القدم بأنه لا يجب على المرء أن يستدين بينما أجاز البعض لمن استدان بجواز حجه. ولأن المظهر الأول لفهم الاستطاعة بأنها مقتصرة على المقدرة الاقتصادية يفوت على الذين يجتمعون حول البنوك بأن الاستطاعة ليست مالا فقط بل تشمل جوانب عديدة فإن كان أي من تلك الجوانب قاصرا عن حد الاستطاعة يكون ممن لم يستطع إليه سبيلا.. كما أن التقسيط من خلال البنوك في بعض الدول الإسلامية يجيزه علماء تلك البلدان وهناك من العلماء من يحرم الاقتراض من البنك بالحجة الربوية فكيف لحاج اقتراف محرم لفعل فرض؟. ولأن الواقع تبدل كثيرا فهل يصبح الحج من نصيب الأغنياء بينما يسقط عن الفقراء لعدم الاستطاعة.. وإزاء هذا هل تأتي القروض البنكية كباب جديد لتسهيل الحج على الناس ويلج منه الفقراء لأداء فريضة الحج؟ قد يكون جواز الحج -بهذه الطريقة- في بعض البلدان الإسلامية لعدم وجود موانع أو تحريم للقروض البنكية مستجيبا لرغبة الناس، فماذا عن الفقراء المتواجدين في بلدان يحرم علماؤها القروض البنكية؟. ولو أن إنسانا قام بالادخار ببنك من أجل الحج فهل يجوز حجه؟ فكان الجواب بالإيجاب فكيف يكون جائزا في ظل أن ماله المدخر دخل في العمليات البنكية الربوية؟ كثير من القضايا الخاصة بحالات الناس المختلفة بحاجة إلى فقه الواقع ومع ذلك نجد أن اختلاف العلماء يتحول إلى قضية شائكة لأن الاختلاف يكون مؤسسا على طبيعة وبيئة ونهج واقع كل عالم على حدة.