أشارت الدكتورة رقية طه جابر العلواني أستاذ مشارك في جامعة البحرين في بحثها المنهج النبوي في التغييرالحضاري مقارنة تحليلية في فكر الكاتبة كارين ارمسترونج والمقدم لمؤتمر (رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقوقه على البشرية) الذي تنظمه الجامعة الإسلامية أشارت إلى أن الكثير من المفكرين الغربيين والمسلمين تناول سيرة النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - بالدراسة واعتبر عدد منهم السيرة النبوية مجرد مواعظ روحية وهداية دينية لا دخل لها في أمور التحضر والعلوم والمعارف والعمران وإصلاح البشرية. بَيد أن سيرة النبي - عليه الصلاة والسلام - تناولت قضايا الإنسانية الأساسية الاجتماعية والسياسية والدينية والتاريخية وغيرها، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في طبيعة المنهجية التي يتمّ بها تناول السيرة من خلال النظر في كيفية معالجتها لإشكاليات الإنسان وإفرازات مجتمعاته. وتذهب الباحثة في دراستها إلى ضرورة المسارعة في العمل على إنشاء موسوعة بمختلف اللغات الأجنبية يتم من خلالها استقطاب مفكرين وعلماء غربيين –بشكل خاص- وباحثين ذوي خبرات في مختلف التخصصات، إلى جانب المهتمين بدراسة السيرة النبوية، للتوصل إلى استنباط الحلول والمعالجات التي تضمنتها السيرة النبوية بشكل خاص في تجاوز الإشكاليات الكبرى التي يعاني منها العالم اليوم. من جانبها أكدت عائشة كعباش من جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بالجزائران عالمية الدعوة المحمدية تتجلى في انطلاقتها الأولى من مكة المكرمة مُوجَّهة إلى قريش، ثم سائر القبائل، حيث انتقلت إلى المدينة المنورة، ثم توجهت نحو ملوك فارس والروم ومصر، إلى أن وصل صداها إلى كل بقاع الكرة الأرضية، مشيرة في بحثها (عالمية الدعوة الإسلامية.. الأسباب والمقومات) أن مفهوم العالمية هي أن رسالة الإسلام غير محدودة بعصر ولا بجيل ولا بمكان، فهي تخاطب كل الأمم، وكل الأجناس، وكل الشعوب، وكل الطبقات، وهي هداية رب الناس لكل الناس ورحمه الله للعباد. وطالبت كعباش بصياغة خطوات عملية وإجراءات لتقديم منهجية النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - في معالجة الانحرافات المختلفة والإفادة من تلك الأسماء اللامعة المنصفة من كتّاب الغرب من أمثال الكاتبة أرمسترونج التي تدحض الادعاءات الباطلة ضد الإسلام والمسلمين بغرض تحويل المدّ الإعلامي المشوه، وإبراز النموذج المتفرد الذي قدّمه النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - للعالم. وأوضحت الدكتورة سارة عبدالله سيف الجميلي العتيبي أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في بحثها (عالمية الرسالة المحمدية دلائل وبراهين) أن إبراز عالمية رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - هي محاولة لإظهار الأثر الكبير الذي أسهمت به هذه العالمية في تشييد بنية الحضارة الإسلامية الإنسانية. وفي ذات السياق، أشارت الدكتورة رقية بنت عبدالله بوسنان أستاذ محاضر جامعة الأمير عبدالقادر قسنطية بالجزائر إلى المدرسة الاستشراقية الفرنسية التي تمثل أهم المدارس التي تعاملت مع سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في مختلف جوانبها، وهي ظهور الاستشراق الفرنسي واحتكاكه بالعرب والمسلمين، وتعامل المستشرقين الفرنسيين مع السيرة النبوية، والإعتراف به - صلى الله عليه وسلم -. جاء ذلك في بحثها كتابات «الاعتراف من غير المسلمين بالرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ورسالته..الاستشراق الفرنسي أنموذجا». وفي مداخلة للدكتورة هدير رفعت أبوالنجاة في الجلسة الثانية على محور كتابات المنصفين من الكتاب غير المسلمين علقت على ورقة الدكتور بدر الدين عبدالله حسن ومحورها آليات حماية حقوق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقالت: يجب أن تكون أقسام اللغات فاعلا وليس فقط مصدر ردود فعال بحيث ننشأ الكتابات عن السيرة باللغات المختلفة من عندنا وألا نكتفي بأن نرد على الكتاب الغربيين وإيجاد تشريع لتحريم سب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقول: إننا مسؤلون أيضا في أقسام اللغات أولا نكون فقط ممن يقومون برد الفعل ولكن نكون أصحاب أفعال وأن يتم هنا مبادرة للكتابة باللغات المختلفة لحفظ حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - والتعريف به وبسيرته بكل اللغات.