أدت المعارك العنيفة منذ الخميس بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة حول تل استراتيجي في ريف درعا (جنوب)، إلى مقتل 88 عنصرًا من الطرفين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت. فيما، يقول دبلوماسيون نقلًا عن معلومات مخابرات من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إن سوريا تحتفظ بالقدرة على نشر أسلحة كيماوية، مما قد يعزز مزاعم بأن الجيش السوري استخدم غاز الكلور في الآونة الأخيرة. وتعكس هذه التصريحات قناعة متزايدة لدى العواصم الغربية بأن الرئيس السوري بشار الأسد لم يكشف بالكامل عن برنامج الأسلحة الكيماوية السورية على الرغم من وعوده بإنهائه، ويصرون على أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيقاومون دعوات الأسد لإنهاء مهمة دولية خاصة لنزع السلاح الكيماوي شكلت للتعامل مع سوريا. وتنفي سوريا احتفاظها بالقدرة على نشر أسلحة كيماوية وتصف الزعم بأنه محاولة أمريكية وأوروبية لاستخدام سياساتها «الصبيانية» في ابتزاز حكومة الأسد. لكن في اعتراف ضمني بوجود نقص في الإعلان الأصلي قدمت سوريا في وقت سابق من الشهر الجاري، قائمة أكثر تحديدًا بأسلحتها الكيماوية لبعثة نزع السلاح الدولية، بعد أن أبلغ مفتشون عن وجود تناقضات على الأرض وذلك حسبما ذكر مسؤولون. من جهته، وتعقيبًا على قرار حكومة الأسد بإجراء انتخابات رئاسية مطلع الشهر القادم، قال رئيس الصحافيين السوريين الدكتور علاء مكتبي، إن «إعلان نظام بشار الأسد عن إجراء انتخابات رئاسية، يكشف بوضوح تمسكه بالسلطة ولو أفنى كل الشعب السوري، وهناك شخصيات ستقوم بدور الكومبارس في هذه المسرحية الهزلية لإعادة انتخابه مرة أخرى، وهي محاولة لإيهام العالم بأن نظام بشار يجري تغييرات سياسية كما تطالب المعارضة، وأنها ترفض الدخول في الانتخابات وتريد الوصول للسلطة فقط». وحول مشاركة الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية، قال مكتبي «الشعب السوري يرفض هذه الانتخابات ويصر على تحقيق أهداف الثورة ورحيل نظار بشار كما جاء في وثيقة جنيف1، ومن يشارك في الانتخابات هي الأقلية العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد». وعن انتماءات من أعلنوا الترشح في الانتخابات الرئاسية، أوضح «أن الذين أعلنوا الترشح هم شخصيات موالية لنظام بشار الأسد وممن يسيرون في فلكه، وأنهم مجرد كومبارس مثل ماهر حجار الذي أعلن ترشحه وهو من الحزب الشيوعي السوري، وأيضا قدري الجميل وهو منشق من الحزب الشيوعي وساعده نظام بشار في الدخول إلى مجلس الشعب وأعطاه منصبًا وزاريًا، وهناك مرشح كان وزيرًا في نظام بشار ومن الموالين للنظام هو أنور عباس». وبعد تسريب وثائق تثبت وجود علاقة بين النظام والمنظمات الإرهابية، قال رئيس الصحافيين السوريين، «هناك علاقة قوية بين النظام وجماعة «داعش»، وقوات بشار لا تستهدف أماكن وجود هذه الجماعة، ويكفي أن قوات النظام لم تستهدف منطقة الصالحين على مدار 6 أشهر، حيث كانت «داعش» تستخدمها مقرًا لها». بدوره قال نائب رئيس الجالية السورية بالقاهرة الدكتور نزار خراط، إن «الانتخابات الرئاسية مسألة لا تعنينا من قريب أو بعيد، ونحن على موقفنا من أجل تحقيق أهداف الثورة السورية»، وأكد خراط أن «بشار يريد أن يرسل رسالة للعالم الخارجي بأنه نظام شرعي وجدد شرعيته بالانتخابات والتي من المتوقع أن تأتي نتائجها تحت شعار الثلاث تسعات «9 و99 %». ميدانيًا، سيطر المقاتلون على تل الجابية الخميس، ويحاولون السيطرة على تل قريب منه لربط المناطق التي يسيطرون عليها بين محافظتي القنيطرة ودرعا الحدوديتين في جنوب البلاد. في المقابل، تشن القوات النظامية هجوما معاكسا لاستعادة السيطرة على تل الجابية. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «أدت المعارك المتواصلة منذ فجر الخميس حول تل الجابية الاستراتيجي في ريف مدينة نوى بمحافظة درعا، إلى استشهاد 45 مقاتلًا من مقاتلي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ومقاتلي الكتائب المقاتلة». وأدت المعارك كذلك إلى مقتل «43 عنصرًا من القوات النظامية». وسيطر مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، الخميس على تجمعات القوات النظامية في تل الجابية الذي يبعد نحو 10 كيلومترات إلى الغرب من نوى، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن المقاتلين غنموا أسلحة وذخائر في الهجوم. وتدور اشتباكات عنيفة في محيط التل، مع محاولة القوات النظامية استعادة السيطرة عليه، بحسب المرصد. وتقوم هذه القوات بقصف التل بالطيران المروحي والمدفعية الثقيلة. إلى ذلك، يحاول مقاتلو المعارضة التقدم نحو تل جموع الواقع على مسافة نحو 5 كيلومترات إلى الجنوب من نوى. وأشار عبدالرحمن إلى أن «سيطرة المقاتلين على تل جموع تتيح لهم ربط المناطق التي يسطرون عليها في ريف درعا (الحدودية مع الأردن) بمناطق يسيطرون عليها في ريف محافظة القنيطرة» التي تضم هضبة الجولان التي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منها. المزيد من الصور :