×
محافظة المنطقة الشرقية

«القناع» ثاني عرض اليوم بجمعية فنون الأحساء

صورة الخبر

يُطالعنا بين حين وآخر ما يكشف الصورة الحقيــقـية وكواليس برامج تدَعي مجاراتها التامة للواقع وإبرازها الموضـــوعي المجرد لنوازع أبطالها المشاركين، فنقع على ما يدهش على رغم شكوك مسبقة في ما يجري حقاً في هذا النوع من برامج «الواقع». ينتقل «فكر» تلفزيون الواقع إلى برامج أخرى، وحتى التحقيقات التلفزيونية لم تعد تسلم من تطبيق نظرياته. فالحرص الشديد على إظهار واقع الناس كما هو، يدفع ببعضهم لاختراعه ولاستثمار ما أبتكره فكرهم. وفي فرنسا، وعلى رغم كثرة المواثيق التي تحدد شروط العمل الإعلامي، فإن حمى التنافس الإعلامي وارتفاع التكاليف الإنتاجية والرغبة في الحصول على عمل، تدفع بعضهم للجوء إلى وسائل لتحقيق أعمالهم لا تحترم مواثيق العمل الصحافي. خلال أسبوع واحد، تداولت صحف ومواقع ما جرى في برنامجين لمحطتين فرنسيتين خاصتين. الأولى («أم 6») اُتهمت بتحريض مهاجرين من الكاميرون مقيمين في ليبيا على المجيء إلى فرنسا في شكل غير شرعي بهدف مرافقتهم في رحلتهم وتصوير كل مخاطرها، للحصول على سبق صحافي وبثَه ضمن برنامج تحقيقات يدعى «منطقة محظورة». لكنّ الصحافيين أنكروا لجوءهم إلى ما يخالف القوانين فيما الظروف ما زالت غامضة حول الوعود التي قدموها للمهاجرين غير الشرعيين ومساهمتهم المادية في تسهيل سفرهم على القارب وهذا أمر ممنوع في العمل الصحافي. أما المحطة الثانية NRJ12، ففبركت حوادث وحوارات في برنامج «حقيقي للغاية». البرنامج عبارة عن تحقيقات من واقع الناس وحياتهم اليومية، يتابع شخصيات «حقيقية» من الواقع ويروي قصصها «كما هي» أي من دون تدخل المعدين. ولكن، بحسب ثلاثة من فريق العمل، فإن ما يجري مغاير لهذا، إذ يبدو أن المحطة ومعها شركة الإنتاج، تتدخلان باستمرار لملاءمة أقوال المشاركين مع متطلباتهما، فكل حوار مدروس تماماً وكل مشارك عادي يُدار كما لو كان ممثلاً وتُخترع الحوادث بالكامل مثل الطلاق أو الزواج أو الخلافات العائلية أو استشارة مفاجئة لطبيب... أي كل ما يمكنه إثارة عواطف المشاهدين وتحفيزهم للمتابعة ولو على حساب حقيقة الشخص المشارك وحياته الواقعية... ثم في الختام يجري التلاعب بالمونتاج للوصول إلى المطلوب. الشعور بالضيق والذنب هو ما دفع بثلاثة من العاملين في البرنامج للتوقف، فلم يظنوا يوماً أنهم «سينحدرون» إلى هذه الدرجة، كما أفادت مجلة «تيلي أوبزرفاتور». اعتراف أحدهم الشجاع «واعد» بما سيكشفونه في الفيلم الوثائقي الذي يحضَرونه عن كواليس التزييف الذي يسِمُ «الواقع التلفزيوني» لبرنامجهم (ولغيره بالتأكيد)، إذ قال: «التلفزيون صنع مني رجلاً سافلاً. غدوت متلاعباً، أكذب لأصور الناس ثم أحولهم في المونتاج إلى صور تدعو للسخرية إلى درجة أنني في اليوم التالي لبث البرنامج كنت أطفئ كل هواتفي»!