نجح أهالي حي البايثين (البيازين في اللغة العربية) في منطقة بوينابينتورا، في غرناطة، جنوب إسبانيا، من منع بلدية المدينة هدم منزل عربي قديم. وكان الأهالي قد احتجوا لدى البلدية على موافقتها على قرارها هدم المنزل، لكن البلدية لم تصغِ لمطالبهم، مما اضطر الأهالي إلى تقديم شكوى لدى الحكومة المحلية لإقليم الأندلس، وما إن وصلت الشكوى إلى الحكومة المحلية حتى أسرعت الدائرة الثقافية إلى التدخل في اللحظات الأخيرة قبل أن تبدأ عملية الهدم التي كانت مقررة يوم الجمعة الماضي، وأمرت بإيقاف العمل بقرار البلدية. والمنزل العربي بالأساس يعود إلى العصر النصيري (عصر بني نصر، آخر سلالة حكمت مملكة غرناطة) وفي القرن السادس عشر بنى عليه الموريسكون (بقايا العرب في مملكة غرناطة بعد سقوط الحكم العربي) منزلا آخر فوقه. وقد اعتبر الأهالي إيقاف عملية الهدم نصرا لهم، وصرح مسؤول الدائرة الثقافية في الحكومة المحلية لإقليم الأندلس، فرانثيسكو بوينتدورا، بأنه سيتقدم بدعوى ضد بلدية غرناطة لإصدارها قرار السماح بهدم المنزل العربي، وذلك أن «البناء ذو أهمية كبيرة، ومن الممكن العثور تحته على آثار مهمة»، وأضاف أن تصرف البلدية خطير جدا، خصوصا وأنها وافقت على عملية الهدم دون أن ترسل فريقا للكشف على المكان لمعرفة مدى أهميته التاريخية، وفي الوقت ذاته دعا بوينتدورا بلدية مدينة غرناطة إلى مساعدة أصحاب المنازل التراثية كي يستطيعوا ترميم منازلهم بدلا من هدمها، وقال إن بعض أصحاب مثل هذه المنازل التراثية يتعمدون في ترك المنزل دون صيانة، وعندها يصبح من السهل هدم المنزل باعتباره مشرفا على الانهيار.