مستشار الأزياء الشخصي كان يوما مقتصرا على المشاهير والمدراء التنفيذيين المشغولين. ولكن الآن وبفضل الانترنت أصبح من الممكن للمتسوقين العاديين تصفح الشبكة العنكبوتية والحصول على ملابس موصى بها بالنقر على أزرار قليلة. بدأت استشارات الأزياء الالكترونية في البداية كخدمة متخصصة ولكنها تطورت لتصبح تجارة كبيرة. وتسببت أيضا في حدوث صراع بين عالم التجارة الالكتروني وقطاع التجزئة التقليدية. غير أن المحللين يعتقدون أن متاجر الملابس يمكنها ان تتربح من هذا الامر أيضا. استشارات الأزياء الالكترونية تعرف بـ(التسوق تحت رعاية) وترجع أصولها إلى الولايات المتحدة. ومثلما هو الحال لأمين معرض فني يقوم خبير بالاعتناء بتقرير ما يجب أن يرتديه العميل. تبدأ العملية بأن يملئ المتسوق نموذج الكتروني يكشف ما يفضله وأسلوبه في الملبس. أحيانا ما يلي هذا مكالمة هاتفية يتم فيها ايضاح المزيد من الأسئلة. وبعد عدة أيام يصل طرد وفيه العديد من الملابس للاختيار منها. ويدفع العملاء لما يريدونه ويعيدون ما لا يريدونه. وعادة ما تكون الخدمة مجانية. وقال جيريت هاينمان وهو استاذ بجامعة نيدرهاين للعلوم التطبيقية في كريفيلد بألمانيا إنه يعتقد أن التسوق برعاية هو مجرد مفهوم قديم في ثوب جديد. ويقول هاينمان :" كان في الماضي يقوم البائع بالاهتمام بنصح العميل ". وقام الانترنت ببساطة بإعادة ابتكار هذا ويستخدم بيانات المستهلك للتربح منها. الفئة الرئيسية المستهدفة " للتسوق تحت رعاية " هم الرجال. وأحد أول بوابات التسوق هذه في ألمانيا هي " مودوموتو ". وتقول الشركة إن الرجال يشكلون عملاء مثاليين لأن التسوق لشراء ملابس يوترهم وغالبا لا يعرفون ما يشترونه. جاءت الفكرة لكورينا بوفالا مؤسسة الشركة بينما كانت تتسوق مع صديق يكره شراء الملابس. واليوم لدى مودوموتو نحو مئتي موظف وأكثر من 200 ألف عميل. ومؤخرا وسعت الشركة عملياتها في الخارج. والشركة المنافسة في ألمانيا (أوت فيتري) تقوم بأعمال في سويسرا والنمسا ودول البنلوكس : السويد والدنمارك. وبفضل المستثمرين الأغنياء كان التوسع سهل للشركة. أجرى مركز المستهلك الأوروبي دراسة مسحية شملت 1300 متسوق الكتروني ألماني واكتشف أن أقل من أربعة بالمئة استخدموا بوابة "التسوق برعاية ".