×
محافظة المنطقة الشرقية

164 ألف مسجل ضمن النطاق الوطني «ae.»

صورة الخبر

اقترح أحد القرّاء في تعليق له على إحدى مقالات سلسلة "ليست واحدة ولا اثنتين بل منظومة" أن يكون لكل مقال عنوان مستقل بدلاً من ذلك العنوان الذي يوحي بالتطويل ووجدت اقتراحه وجيها وها أنا ذا أواصل المنظومة التي أراها حزمة أو رزمة (Package) متصلة غير منفصلة يؤثر عدم الاهتمام بأحد عناصرها في نسبة وقوع حوادث السيارات دون شك. شغلي الشاغل في حكاية المرور سواء أكان الموضوع يتعلق بتنظيم سير المركبات داخل المدن أم في حوادث السيارات بصفة عامة هو السائق. اراه مبتدأ الحكاية ونهايتها. هذا السائق المواطن أو الوافد قلت بأنه يفتقر للتدريب المحترف وأن ما يتم حاليا بشأن تعليمه في تلك الأحواش (مدارس تعليم القيادة) مهزلة تزيد من تفاقم المشكلة ولا تساهم في حلها. اليوم سأتناول سائق (العائلة) المُستقدم ذلك المسكين الذي ربما كان يمارس في بلده مهنة لا علاقة لها بالسيارات لا من قريب أو بعيد ولكن مكاتب الاستقدام في الداخل ووكلاءها في الخارج لا يعنيهم سوى المال والمال فقط بل تنتهي علاقتهم بذلك المسكين وقت تسليمه لكفيله في المطار. أشرت في مقال سابق لورطة الأسرة التي ينتظر أفرادها وخصوصا النساء سائقهم على أحر من الجمر حيث يعتبر(المنقذ) لهن في ظل استمرار حظر المرأة عن القيادة وتخلّي (البعض) من ذكور العائلة عن مشاويرهن حتى ولو كانت للعمل أو الدراسة. أقول حين تكتشف الأسرة جهل (المنقذ) بأبسط قواعد السواقة ما بالك الدخول في معركة الاف السيارات الهادرة على الشرايين الرئيسة والطرق الدائرية في المدن الكبرى وخصوصا العاصمة الرياض. لا مناص من اللوحة الشهيرة ذات الابتكار المحلّي (السائق تحت التدريب) يعني "غشيم" فابتعدوا لو سمحتم..! الذي لم أُشر اليه آنذاك هو الريموت الخفي القابع في المقاعد الخلفية ومختفٍ خلف الزجاج المُظلل. هذا هو الذي بيده مؤشّر آخر لرفع نسبة وقوع الحوادث لأنه في حقيقة الأمر سائق خفيّ. المرأة التي تركب في المقاعد الخلفية مع السائق (المسكين) قوة ضاغطة على أعصابه وموجهة له رغم أن معظم النساء في بلادنا ليست لديهن تجربة بقيادة السيارات الا أنهن يُشاركن السائق في مهمة السواقة. هُن اللائي يُحددن الوجهة والمسار ويتدخلن في مقدار السرعة (أسرع أو لا تسرع) ولا علاقة لقرارهن هذا بالسرعات المحددة على الطريق بل يحكم ذلك من ينتظرهن في نهاية المشوار. أخطر ما يواجه ذلك (المسكين) هو القرارات الفجائية مثل أن يسلك المسار الأيسر فتأتيه الأوامر بالخروج يميناً لأن الريموت الخفي تذكّر رقم المخرج فقط في تلك اللحظة. تخيلوا كيف يتصرف (المسكين) في حالة كهذه واستمروا في تخيل حال من يسير خلفه وبجانبه. كيف يتصرف والعمّة تأمره بالتوقف فجأة والعودة للوراء حتى يلف من شارع لم تكن متأكدة أهو الشارع المعني أم غيره. حكاية الريموت الخفي طويلة لكنها مسؤولية من الوصول إليه ليقول بأن تدخلاتك في قيادة (المسكين) خطر قاتل عليكما؟ للعلم هذه احدى خصوصياتنا التي لا يشاركنا فيها أحد. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net