أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي،رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، أنه على الرغم من أننا نعيش في عصرٍ تتعاظمُ فيه سطوةُ الصورةِ بكل أشكالِها، ويتزايدُ تأثير الوسائلِ الإعلاميةِ الجديدة، إلا أن الشارقة تجدد حفاوتَها بالإذاعة، هذا الوسيطِ الإعلامي القديمِ المتجدد الذي يحتفظ، رغم كل التطورات التقنية والإعلامية، بسحره وتأثيره. وأكد في الاحتفال أمس بالذكرى ال 43 لانطلاق إذاعة الشارقة، أن المؤسسةَ، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سبّاقةُ إلى توظيف كل جديد، و لم تغفل نصيب الإذاعة منه، إيماناً بدورها الجوهري في مسيرة الإمارة خاصةً، ودولة الإمارات العربية المتحدة عامة. وأطلقت إذاعة الشارقة في الاحتفال هويتها وشعارها الجديدين بادئة مرحلة جديدة في مسيرة ذاك الصرح الإعلامي الأول في الإمارة الذي انطلق تحت عنوان إذاعة الإمارات العربية المتحدة من الشارقة منذ أن افتتحها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في 31 أغسطس/ آب 1972. وشدد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي على وفاء الشارقة للإذاعة والحرص على أن تبقى شريكاً فاعلاً في صياغة خريطة مستقبلية لإعلامنا ونهضتنا، كما كانت لأكثر من أربعين عاماً، واعداً بتواصل حضورها صوتاً ملتزماً بما تحرص عليه كل القنوات من قيم وتقاليد، وكذلك أن تبقى، ككل وسائلنا الإعلامية، منبراً أميناً ينقل إلى المسؤولين نبض المستمعين من أبناء الوطن والمقيمين على أرضه وطموحاتهم ويجعلهم أكثر فاعلية في صنع كل قرار متصل بشؤونهم الحياتية. وختم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي كلمته بقوله: إن مواصلة العمل بهذه الرؤية في الانطلاقة الجديدة للإذاعة هي استمرار أيضاً لنهجٍ نستنير به منذ أن ألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كلمته في حفل إعادة افتتاح إذاعة الإمارات العربية المتحدة من الشارقة في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2000، فكلمات سموه حينذاك هي الأساس المتين لما تحقق من نجاحات حجزت لنا مكاناً متميّزاً بين إذاعات الدولة والمنطقة. وأشار إلى أن هذه التوجيهات لا تنفصل عن المسعى العام للشارقة المتمسكة بثقافتها العربية الإسلامية، والحارسة للتراث العربي الإسلامي، والمنفتحة في الوقت نفسه على كل نافع من نتاجات الحضارة الإنسانية، بما يرتقي بمواطنيها ويحل مشكلاتهم ويزيد تمسكهم بالقيم الإسلامية والأخلاقية. وهذه الكلمات نفسها هي التي نؤسس عليها مرحلة جديدة نواكب فيها العصر ملتزمين برؤى وتوجهاته حفظه الله ورعاه. وجاءت كلمة د.خالد المدفع، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، مؤكدة ان قوة الإيمان بقيمة هذه الإذاعة العريقة ودورِها في مسيرة تطور الدولة، والحضور الثقافي والإنساني للشارقة التي رسمت لنفسها صورة حضارية قوامُها التشبث بالقيم والجذور، والانفتاحُ الواعي على منجزات البشرية هو من أسمى الأهداف التي نطمح إليها، وأنه مهما تعاقبَ مسؤولون، وتوالتْ دوراتٌ برامجيةٌ، وتعددتْ أسماءُ البرامج ِ والمذيعين، إلا أن النهج سيبقى واحداً. وقال: هو نهجٌ رسمه صاحبُ السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضوِ المجلسِ الأعلى حاكمِ الشارقة بتوجيهاته السديدة، وينهل من رؤى سموه التي تستهدف بناء شخصية شديدة الارتباط بمجتمعها، ومنفتحة في الوقت نفسه على كل ما يحيط بها من بشر وحضارات وقيم. ووصف المهمة بالصعبة التي تكللت بالنجاح، مشيراً إلى الشهادات والإحصاءات التي تشهد لمن غرس بالإخلاص وسداد الرؤى، ولمن يتعهد الغرس برعايته بالالتزام وبذل الجهد. وأضاف:نحتفي اليوم بهذا الصرح الذي تأسس مستضيئاً بنور الوطن المتحد، مدركاً قيمة الكلمة الصادقة في بناء شخصية الإنسان، وها هو اليوم يرفع شعار معنا لوقتك معنى ملخصاً جوهر رسالته. شعار إذاعة إمارتنا عاصمة السياحة العربية والثقافة الإسلامية هو تأكيد جديد منها على أنها تعمل بجد لإنتاج محتوى يعزز حضور القيم المختلفة للإمارات ويعكس ما بلغته من تقدم، ويدعم توجهات الأسرة والمجتمع. وأكد المدفع إننا لم نركن إلى أن إذاعتنا هي الخيارُ المفضل للأسرةِ، بل نواصل الجهد مع الانطلاقة الجديدة لتبقى كذلك وتنطلق إلى آفاق أرحب بما تبثه يومياً من برامج منوعة، إضافة إلى فواصل ترويجية جديدة ومتميّزة تحمل الكثير من المعاني والرسائل والقيم الصحية والثقافية والاجتماعية، خاتماً كلمته بتقديم الشكر والعرفان والتحية لكل من سبقوا في مسيرة هذه الإذاعة العريقة، إذ كان هدفهم، كما هو هدفنا، وهدف من يأتي بعدنا، ترجمة توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة التي صنعت النجاح. برامج وفواصل جديدة ينطلق مع الدورة الإذاعية الجديدة 24 برنامجاً مميًزاّ، تتبايّن في مواضيعها ما بين الرياضة، والتاريخ، والطب، والفن، والدين، والثقافة، والتواصل مع المستمعين، إلى جانب التركيز على المنحى الإنساني المعهود، والفواصل الترويجية الجديدة. ومن البرامج الجديدة، البرنامج الاجتماعي موهوبون ولكن، من إعداد وتقديم د. هنادي السويدي، ويُبث لمدة ساعة من مساء كل اثنين، وذلك في تمام الساعة الثامنة والنصف، إلى جانب الأوائل، الذي يتناول سيرة من منحتهم الحياة لقب أول عبر سير تاريخية متعددة يرويها من عايشهم، ويسلط البرنامج الضوء على أوائل الإمارات، ثم يمر بأوائل الوطن العربي والعالم، كما يروي قصص الأوائل من الأشياء والأمكنة، مثل قصة أول مطار، أو أول صحيفة، وهكذا. ويُعد البرنامج ويقدمه شيخة المطيري، ويكون موعد بثه الساعة الثامنة والنصف مساء الثلاثاء، وإعادته صباح الأربعاء، في العاشرة صباحاً، ومن فئة البرامج الاجتماعية الصبغة كذلك برنامج دفتر الحياة للدكتور سعد العريفي. أما عن فئة البرامج المُنوعة، فيتربع على عرش الباقة البرامجية أحلى الألحان، من تقديم وإعداد أحمد الغنيمي، ويُذاع الساعة الثامنة والنصف مساء الجمعة، إذ يسعى البرنامج لنشر الفن الهادف، وإعطائه مزيداً من الحياة والرونق، وذلك من خلال استضافة نجوم المجال الإنشادي، بالإضافة إلى البرنامج الصحي نمط حياة، الذي يُذاع في الثامنة والنصف مساء السبت، وهو من إعداد وتقديم ميسون الشاعر، وجاسم العلي. ويُضاف إلى ذلك البرامج التاريخية التالية: رجالات في التاريخ، وسلطان الشرق العظيم سليمان القانوني، من إعداد وتقديم شريف سباق، وعن الفئة الدينية تأتي سلسلة البرامج التالية: سيد الايام للدكتور عبدالسميع الأنيس، ونداءات القرآن للدكتور عزيز بن فرحان العنزي، ومشروع العمر للدكتور مشعل الفلاحي، علاوةً على عجائب الجنة إعداد وتقديم عمر السعداني، وقيم نبوية عن الفئة عيّنها، وهو من تقديم فيصل بن جذيان العتيبي، الذي يستضيف الشيخ بدر بن نادر المشاري، كضيف دائم. وهناك البرنامج القصصي المُنوع قصص الشعوب، الذي تعده وتقدمه إلهام آل شنان، والبرنامج الهندسيّ يوميات مهندس، من إعداد وتقديم المهندس طارق الحمادي، ويذاع يومياً. جامعة إذاعية كان يقف بجانب معداته يتابع بشغف وحب فقرات الحفل مستمعاً متأملاً لكل الكلمات النبيلة التي قيلت في حق فريق عمل الإذاعة إلى أن استدعاه مديرها حسن يعقوب، واصفاً إياه بأقدم العاملين فيها. هو صفوت زكي، فني الصوت الذي عمل بالإذاعة منذ يوم مولدها وتدرج في الوظائف إلى أن وصل إلى منصب مسؤول قسم الصوت. على هامش الحفل، تحدث الرجل بصوت هادئ ربما يكون مرتعشاً قليلاً من رهبة الموقف إلا أن صدق كلماته القليلة لخصت مدى الحب لهذا الصرح. وقال: أتذكر أول يوم التحقت فيه بالعمل في الإذاعة يوم 25 أغسطس/آب 1972 وكانت بداية البث التجريبي، ومنذ هذا التاريخ لم أفارقها، والحقيقة أنني أعشق الإذاعة وتعلمت منها الكثير. وإذاعة الشارقة ساهمت في تعليم الكثيرين من المواطنين والوافدين، فمعظم نجوم الإذاعة في عالمنا العربي تدربوا وعملوا هنا وهذا ما يجعلني لا أبالغ عندما أقول إنها ليست مدرسة فحسب بل جامعة علمت الكثيرين من كل الجنسيات. ما يحلم به صفوت زكي للإذاعة وهي تحتفل بذكرى انطلاقتها ال 43 أن تصل إلى العالمية وتكون ناطقة بلغات عديدة خاصة أن إمارة الشارقة تحمل طابعاً فريداً وخاصاً، فهي عاصمة السياحة العربية والثقافة الإسلامية. حسن يعقوب: مضمون الخط المباشر ثابت الشارقة - هاجر خميس: في تصريح خاص لالخليج، أكد حسن يعقوب المنصوري، مدير إذاعة الشارقة، أن برنامج الخط المباشر الذي يعد من أهم حلقات الوصل بين صاحب السمو حاكم الشارقة ومواطنيها لن يتغير في مضمونه ولكن سيشهد تغييرات جوهرية في الأداء الصوتي والديكورات وسيقدم من استوديوهات جديدة وحديثة، مشيراً إلى نية إعادة فقرة الملخص. وتحدث عن الشعار الجديد لإذاعة الشارقة والمعاني التي يحملها المتمثلة في السهم الذي يُدلل على الاستمرارية والتقدم اللامحدود، مع سهم آخر، يشكل ما يشبه الترددات الإذاعية المُتتابعة، والمُنطلقة كانطلاق السهمين معاً، فيما يُشير المثلث الأبيض المفتوح في الوسط إلى التركيز على المواضيع المُجتمعية المهمة، مؤكداً بذلك رسالة الإعلام الهادف وشعار الإذاعة معنا لوقتك معنى. وقال: كذلك، يعطي شكل المثلثين المتصلين تمثيلاً مبسطاً لزر التشغيل المعروف، وهو ما يعني أن إذاعة الشارقة ستستمر في تقديم المحتوى الإعلامي الإذاعي المتميز، ووضعت كلمة إذاعة على المثلثين للتركيز على المحتوى التوعوي، فيما امتدت كلمة الشارقة على امتداد الشعار، الذي يغلُب على تصميمه اللون الأزرق؛ ليعود بالذاكرة لأول شعار خاص بإذاعة الشارقة، فيما أدخل اللونان الأصفر والبرتقالي للتدليل على طابع الحداثة، وإعطاء إيحاء بالاستمرارية والتنوع الدائم بين درجات هذين اللونين على وجه الخصوص.