×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة بولونيا الإيطالية تنشئ كرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية

صورة الخبر

منافسات مختلفة ضجت بها الدورة المنصرمة من مهرجان الشباب العربي، الذي أقيم بمنطقة أبوقير بمدينة الإسكندرية المصرية تحت شعار مهارة - تنمية - إبداع برعاية وزارة الشباب والرياضة المصرية بالتعاون مع جامعة الدول العربية. تنافس المشاركون من 11 دولة عربية في عدة مجالات فنية وثقافية وفلكلورية، وكانت مشاركة الوفد الإماراتي استثنائية للغاية، إذ تمكن من حصد جائزتين في الفنون التشكيلية وأخرى في التقنية، إضافة إلى إقامته لفعالية اليوم الوطني التي قدم الشباب الإماراتي المشارك من خلالها عروضاً تراثية متنوعة تمثل إمارات الدولة المختلفة. مثل هذه الملتقيات الشبابية تعتبر بمثابة القمم الشبابية العربية التي يتعرف من خلالها شباب الوطن العربي إلى بعضهم بعضاً، الأمر الذي يساعدهم على تبادل التجارب والخبرات المعرفية والفنية والثقافية، ما يعينهم على التميز. وتحرص الهيئات الشبابية في جميع الدول العربية على اختيار أفضل العناصر التي تمثل البلد بالطريقة المثلى، وهو ما كان بالنسبة للوفد الإماراتي الذي اختارته الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة وترأسه أحمد العبدولي ومحمد الملا. المشاركة في المؤتمر تنوعت بين المسابقات والمنتديات الفكرية، حسب عائشة عبدالله أحمد الخالدي، وهي موظفة في هيئة دبي للثقافة والفنون، شاركت ضمن الوفد الشبابي في المهرجان، وتشير الخالدي إلى أن مشاركتها انقسمت إلى مرحلتين، الأولى شاركت فيها بتطبيق ذكي تابع للهيئة وهو يروي قصة تحول حكومة دبي من ورقية إلى ذكية. وتلفت إلى أنها عكست هذه الصورة عن طريق التطبيق الذي شاركت به في مسابقة تقنية المعلومات، وتضيف: طبعاً تعتبر هذه المشاركة الأولى بالنسبة لي خارج الدولة، لكن كانت هنالك أمور عديدة ساعدتني، وقدمت تطبيق دبي للثقافة وهو يجسد كل ما يتبع لدبي، وأنجزه فريق عمل إدارة تقنية المعلومات بالهيئة بقيادة موزة السويدان، ويتناول كل التطبيقات التابعة للهيئة، التراث والفنون، وكيفية الحصول على المعلومات عنها والوصول إلى المواقع التراثية، من خلاله بينت للجنة التحكيم ووفود الدول الأخرى المشاركة التطور الذي وصلت إليه الدولة في ما يتعلق بالحكومة الذكية، وكانت هنالك منافسة قوية من 12 متسابقاً من 5 دول هي: السودان، ومصر، والسعودية، ولبنان، والإمارات، ولم تكن هنالك مراكز، بل فائز واحد وحصلت على المركز الأول، وكرمني وزير الشباب والرياضة المصري. تتابع الخالدي، إنها وزملاءها المشاركين كانوا يعملون كفريق عمل واحد يساند كل منهم من يمثل الفريق في منافسة ما، مؤكدة أنها تلقت دعماً غير محدود من زملائها في فريق الإمارات الأمر الذي ساعدها في المنافسة والحصول على الجائزة، وتضيف أن مشاركتها لم تقتصر على المسابقة فقط بل تعدتها إلى مشاركة خاصة بالشعر النبطي، كما قدمت رسالة ترحيبية من الإمارات لمصر في المسابقة واليوم التراثي الخاص بالإمارات، وتشير إلى أنها نالت كذلك شرف تمثيل الشباب العرب المشاركين في المهرجان وتقديم كلمة توصيات الشباب العربي، وترى الخالدي أن الفائدة الكبرى التي جنوها من المهرجان هي تمثيل بلادهم، وخلق علاقات متميزة مازالت متصلة مع رصفائهم من بقية الدول العربية. في الاتجاه ذاته، تمضي حمدة عتيق الحمادي، من شرطة دبي، التي شاركت في مسابقتين في التصوير الفوتوغرافي والفنون التشكيلية عبر 6 صور تبين معالم التراث الإماراتي، و9 رسوم عبارة عن زخارف على ورق عادي ضمت تشكيلات مختلفة بدرجات تلوين متباينة. تقول الحمادي، التي حازت جائزة الفنون التشكيلية في المهرجان بعد منافسة قوية مع 15 مشاركاً من 10 دول عربية، إنها لم تكن تتوقع الفوز في المسابقة، مشيرة إلى أن المنافسة كانت على أشدها، وتضيف: سألوني عن التعليم الذي تلقيته في مجال الفنون، فقلت لهم إنني لم أتلق دراسة أكاديمية، وإن الأمر بالنسبة لي يعتبر شغفاً بما أسميه الشخابيط وولعاً بالتفصيلات الصغيرة، وبينت لهم أن كل لوحة تعبر عن حالة أو وضع نفسي مزاجي ما، وسردت مجموعة من القصص التي تبين دوافعي الفنية في كل حالة، ففي حالات الضغط في العمل وأوقات الفراغ، أخرج طاقتي في الرسومات. وتوضح الحمادي أنها أحرزت المركز الأول في مجال الرسم، وكذلك شاركت في مسابقة التصوير بلقطات تحكي معالم التراث الإماراتي، التقطت إحداها في قرية التراث بمنطقة الشندغة في دبي، وأخرى في مدينة كلباء تروي قصة امرأة وطفلها على البحر، إضافة إلى معالم المدينة نفسها وصورة لامرأة كبيرة بكامل زيها التقليدي، وأخرى لمسجد الشيخ زايد في أبوظبي. وتشير الحمادي إلى أن جميع هذه الصور وجدت تجاوباً كبيراً من وفود الدول العربية المشاركة ولجنة التحكيم، وتروي كذلك قصة مشاركتها في اليوم الوطني عبر البرنامج التراثي للدولة، مبينة أنه كان الأميز بين برامج الدول، وأنه لم يكن يوماً للإماراتيين فقط، بل كان يوم جميع الدول الخليجية المشاركة التي تدافعت لمساعدتهم ومشاركتهم في تقديم فقراته، ومنها العروض والفقرات والوجبات التراثية الإماراتية التي قوبلت بتفاعل كبير من الجمهور. في مجال الغناء، كان حمد إبراهيم الشحي، وهو فنان هاوٍ من رأس الخيمة، حاضراً، ويعرب عن سعادته بالمشاركة، مشيراً إلى أنها مثلت له فرصة كبيرة، كون المهرجان ملتقى للشباب العربي من المحيط إلى الخليج، ويبين أن مثل هذه الملتقيات تعتبر سانحة جيدة لتطوير القدرات الذاتية بالنسبة للشباب بمختلف مجالاتهم الإبداعية لما توفره من فرص للاحتكاك. ويضيف الشحي أن دعم الدولة للشباب يتمثل في إتاحة مثل هذه الفرص، مبيناً أن الفائدة المباشرة والشخصية التي جناها من المشاركة هي التخلي عن الانطوائية من خلال الأجواء التي وفرها المهرجان، حيث تمكن من المشاركة مع زملائه بشكل فعال، ليخلق علاقات اجتماعية واسعة تعدت الوفد الإماراتي للوفود الأخرى. ويرى الشحي أن مشاركته الغنائية باسم الدولة، وجدت تجاوباً كبيراً، إذ قدم على المسرح أغنية قام بجميع التجهيزات لها في اليوم نفسه، وهي أغنية مضناك جفاه مرقده للفنان محمد عبدالوهاب. ويشير إلى أنه، وعلى الرغم من أن هذا النمط من الأغنيات، يعتبر جديداً بالنسبة له، الأمر الذي شكل تحدياً كبيراً، إلّا أنه تمكن من تقديمها بطريقة وجدت قبولاً كبيراً من الناس، حتى لجنة التحكيم التي دعاه أعضاؤها لمصافحتهم عقب الفراغ من الأداء مباشرة، ويبين الشحي أن المنافسة كانت كبيرة جداً وسط مشاركة عدة دول هي السودان والجزائر وتونس وفلسطين والسعودية ولبنان، وكان الكأس من نصيب مصر. المشاركة الإماراتية في المهرجان كانت موثقة بطريقة احترافية، فبحوزة الوفد صور وفيديوهات لجميع الأنشطة التي شاركوا فيها بعدسة عبدالله البلوشي، مصور الوفد، الذي أشار إلى أنه تولى توثيق جميع المشاركات وشارك كذلك في فعاليات اليوم التراثي للإمارات في المهرجان عبر تقديم رقصة اليولة، كما قام بدور المساعد في المعرض التراثي الذي نظموه ضمن فعاليات اليوم الوطني. ويرى البلوشي أنه وفق في نقل هذه المشاركة للداخل، وتمكن من اكتساب خبرات كبيرة في التصوير لما وفره المهرجان من احتكاك مع مشاركين آخرين. يقول مصعب أحمد الحمادي، طالب في المعهد البترولي في أبوظبي، إن مشاركته في بداية الأمر كانت عامة لا تركز على جانب معين، حتى أتى الوقت الذي طلب فيه من جميع الوفود المشاركة، تنظيم فعاليات يوم وطني خاص بها، ويصف الحمادي المشاركة قائلاً: كنت أتولى التقديم، وكان لزميلي أحمد إبراهيم صاحب الأدوات التراثية التي أقمنا بها المعرض دور كبير في إنجاحه، ويمكنني أن أقول بلا تردد إن اليوم الوطني الإماراتي كانت ملتقى لجميع الدول المشاركة، وقدمناه على عدة محاور أبرزها العلاقة مع مصر والدول العربية واستعرضنا مشاركات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في حرب أكتوبر/تشرين الأول، عبر عرض بصري، واستعرضنا كذلك أبرز الإنجازات بكل إمارة، وفي ختام اليوم الوطني قدمنا عرساً تراثياً أبرزنا فيه العادات والتقاليد الإماراتية في الزواج، وحظي بإعجاب لجميع، وتلقينا دعماً معنوياً كبيراً من إخواننا الخليجيين، وشاركنا في ندوات حول تنمية الذات. المعرض التراثي يقول أحمد إبراهيم، طالب من الشارقة، إن مشاركته تلخصت في المعرض التراثي الذي أقيم في اليوم الوطني، مشيراً إلى أنه جهزه بإيعاز من عبد الرحمن بن ياس، مسؤول مراكز الشباب بالشارقة. وأشار إلى أن المعرض تضمن عدداً من المقتنيات التراثية والأدوات التراثية وهي على بساطتها، كانت كافية للتعريف بالتراث الإماراتي وجذب الجمهور مع باقي أعضاء الفريق. ويضيف إبراهيم أنهم استخدموا هذه المقتنيات مثل المندوس، والسحارة، والبرقع، والأزياء التراثية في فعاليات اليوم الوطني والعرس الإماراتي، مبيناً أنهم استعانوا بالوفود العربية الأمر الذي خلق فرصة للتواصل مع الآخرين.