في أحد المنتديات قام أحد المتحاورين بالثناء والتقدير لموقف أحد المسؤولين الحكوميين من ذوي المناصب الرفيعة، والذي لجأ إلى القنوات الرسمية للمطالبة بحقّه، ولم يستغل منصبه، وما إن قام ذلك المحاور بالإشادة بالمسؤول إلاَّ وفوجئ بهجوم عارم من قِبل عدد من المتحاورين يحتجون على هذا الثناء، ولا يرون له حق وبعضهم رآه بأنه وسيلة رخيصة للتزلف والتسلّق، والبعض الآخر وجد بأن هذا الأمر طبيعي ولا داعي لمدح أو ثناء لمن يتبع الوسائل النظامية، وهكذا تواصلت الاحتجاجات على الثناء على ذلك المسؤول الحكومي. بصفةٍ عامة نجد بأن الرضا عن إنجاز المسؤولين الحكوميين من قبل المراجعين يُعد انطباعًا سلبيًّا عند الغالبية، ولا تكاد تجد مسؤولاً حكوميًّا تشعر أن الأغلبية تشيد بأدائه، وبما يُقدِّمه من إنجاز، وذلك على الرغم من اجتهاد بعض المسؤولين في مهامهم وحرصهم بالارتقاء بمستوى الأعمال الموجودة في دوائرهم، وذلك من خلال وضع مقاييس واضحة وشفّافة تُبيِّن إنجاز كل دائرة حكومية موجودة في تلك المنطقة، إلاّ أن الصورة لا تزال غير واضحة عن مستوى الرضا والانطباع لا يزال في أغلبه سلبي. لا شك بأن هناك ظروفًا صعبة وعوائق تقف أمام البعض وتمنعه من الإنجاز، سواء كانت تلك العوائق هي الصلاحيات أو الاعتمادات المالية أو الكوادر البشرية المؤهلة، والتي يمكن أن ينجز العمل من خلالها، ومع ذلك فالبعض يبذل جهده ويحاول أن ينجز بما لديه، وفي المقابل هناك مسوؤلون فرحوا بذلك المنصب، وخلدوا إليه ولم يُحرِّكوا ساكنًا وتفرغوا لمواجهة الكاميرات عن مواجهة أصحاب المعاملات، ولا تكاد تشعر بأي تغيير إيجابي لهم منذ تقلدهم لمنصبهم. إننا في حاجة إلى أن نعيد الاعتبار أولاً للوظيفة الحكومية وما تحمله من قيمة مهمّة للناس، كما أننا في حاجة ماسّة أن نكون منصفين في تقييمنا للمسؤولين، فنحكم عليهم من خلال مقاييس أداء منصفة ومحايدة تُرفع سنويًّا، وتدخل في معايير تجديد مناصبهم، كل ذلك مهم حتى لا يتم التعميم على أن جميع المسؤولين لا يستحقون الثناء، أو أن جميعهم قد أصبحوا فوق الثناء. Ibrahim.badawood@gmail.com