الأحساء هذه البقعة المستلقية على كثبان الربع الخالي، والواضعة رأسها عليه وممدة رجليها على شاطئ الخليج العربي، وبشكل خاص على شاطئ العقير العريق، والتي كانت تستقبل البضائع والأغذية من رز وطحين وزبيب وما يصلها من الهند وما حولها وترسله الى بقية الجزيرة العربية بنكهة أحسائية، الأحساء كانت قبل عدة عقود من الزمان يتسامر على رملها نجوم العلم ويصحو على نسمات فجرها كواكب الأدب والثقافة. الأحساء أم العلم والعلماء وبلد التاريخ والشعراء ومخزن الثقافة التي تأتيها من الهند وفارس ومصر والشام ومن كل الأنحاء. والعلم كما يعلم الجميع في علو مستمر وصعود دائم أو كما قال الشاعر: علمت شيئا وغابت عنك أشياء .. وتطبيقا لهذه القاعدة الراسخة لا بد أن تواكب العلم.. وتحث الخطى وتسارع لتلحق بمن سبقها. والعلم لا منتهى له. لذلك جاء في الأثر.. أطلب العلم من المهد إلى اللحد. ومع ذلك لن تأخذ من العلم إلا ما يأخذه اصبعك لو غمسته في البحر. وأذكر أنني كتبت في هذه الجريدة في رمضان مقالا يتحدث عن (أسرة أحسائية منتجة) وهو دعوة لأبناء هذه المحافظة إلى اللحاق بركب سبق في مجال العلم وهو عبارة عن توسيع مفهوم تعليم الكبار. من محو الأمية إلى التعلم مدى الحياة الذي ينفذة مركز تعليم الكبار من النساء الكبيرات منهن والصغيرات وتطوير الذات بالقراءة والكتابة والتدرب على الحاسب الآلي ومعرفة اللغة الإنجليزية، أضف إلى ذلك الصناعات الغذائية والمهارات الحرفية اليدوية، وكل عمل منتج ويتناسب مع سوق العمل. مشروع يحث على العمل وذلك في مركز (تعليم كبار) ويرفع الرأس عاليا؛ لأنه ينحو إلى الاكتـفاء الذاتي والاعتماد على النفس. والوصول إلى المستقبل الزاهر بخطى ثابتة وقوية ومواكبة التطور الحضاري والمدني. والجدير ذكره، أن التسجيل لهذه الدورات من بداية ذي القعدة هذا العام 1436 هـ، والذي سيستمر لمدة شهر كامل.. وذلك في مركز الحي حسب ما علمته من المسؤولات عن هذه الدورات. الأحساء هذه الواحة الزاهية خضرة وعلما وثقافة وأدبا وتمراً وكثيراً من الثمار ومأرزاً للعلم والعلماء من زمن موغل في القدم استيقظت هذه الأيام على قفزة أو قل طفرة من طفرات العلم الحديث، فلحق بعض أفراد المحافظة بهذه الطفرة. وبعضهم لم يلحق بعد وإني أدعو كل من يهمه الأمر وقرأ هذه السطور من أبناء هذه المحافظة الغالية إلى عدم التأخر في التسجيل ليلحق من سبقوه. هذه إدارة التعليم تشمر عن سواعد الجد لتضيئ مصابيح العلم والثقافة المعاصرة لأن الأمية العصرية ليست متوقفة على عدم فك الحروف وقراءتها أو كتابتها فقط، بل هناك علوم تخرج عن هذا النطاق.. فالكمبيوتر وملحقاته ومشتقاته تفرض علينا التسارع في اللحاق. الأحساء منذ القديم وهي خزينة العلم ومأوى المتعلمين يأتونها من الجهات الأربع لينهلوا من علم علمائها في الأربطة الواقعة في المساجد والمزارع والبيوت والحوزات العلمية، وسترجع مكانتها العلمية الماضية بإذن الله.