يمتلك بطل الكونغ فو ورياضات الدفاع عن النفس علي العتيق، موهبة فطرية في حركات الجسد والسيطرة على العقل، ولذلك تناغم مع مبادئ رياضة الكونغ فو التي تعتبر أم رياضات الدفاع عن النفس، وأصبح من بين الأشهر عالميا فيها، إذ يعتبر السعودي وربما العربي الوحيد الذي تلقى تدريباته في هذه الرياضة على يد المدربين الصينيين الذين منحوه أسرارها كاملة من الألف الى الياء. في هذا الحوار يكشف العتيق خبايا رياضات الدفاع عن النفس، والمنجزات التي حققها خلال مسيرة طويلة من التدريب والتعلم بدأها من الخامسة من عمره، ووصل الى استحقاق 370 شهادة من مختلف أنحاء العالم ليس من بينها شهادة سعودية، حيث وجد صعوبات في نشر ثقافة الدفاع عن النفس بسبب المعوقات البيروقراطية امام هذه الألعاب، فيما يستعد حاليا للحصول على أحدث إنجازاته التي يقدمها باسم بلاده السعودية. ما الهواية التي تمارسها؟ لعبة الكونغ فو ومنشؤها الصين بدأتها منذ عمري خمس سنوات، وكذلك لدي التايكوندو والكاراتيه، والكونغ فو هي الأكبر في العالم، كما أنها الأساس في رياضات الدفاع عن النفس، وهو كان معبد للتعبد والتأمل والخبراء تعلموا فيه، ومنذ ذلك الوقت أمارس هذه الهواية، وهي ليست مجرد رياضة للدفاع عن النفس وإنما التدريب العقلي والتحكم في القوى الداخلية. وكيف كانت بدايتك؟ بدأت أساسا في التايكندو ثم الكاراتيه وبعد ذلك بسبع سنوات اتجهت للكونغ فو في الصين للتدرب عليه في العام 1998م. وهل من يحصلون على الحزام الأسود لا يصلحون كمدربين؟ هناك أحزمة مزورة كثيرة، سواء في الخليج أو غيره، وبعضهم لا يدربون التدريب الحقيقي. ماذا يعني مصطلح الكونغ فو؟ الكونغ فو له مسميات كثيرة، ولكن مسماه الحقيقي بحسب اللغة الصينية هو وو شو وهي القبضة والتحكم وهي كلمة مركبة، رياضة للدفاع عن النفس ولكنها الأخطر في العالم، فأساليبها حيوانية مثل أسلوب النمر والقرد وغيرها، وكل أسلوب يستغرق عشر الى عشرين سنة، أما الكاراتيه فيمكن الوصول الى آخر حزام 9 دان بعد أربعين سنة، ولكن الكونغ فو يبدأ منذ ان تولد ولا ينتهي أبدا، لذلك تجد احتراما لها من الجميع، فهي ليست للضرب فقط، ولذلك يتجه الكثيرون الى المعبد الصيني لمعرفتها بما فيهم رؤساء دول، حيث تتوفر بها حركات قاسية للتحكم في الجسد كالوقوف على أصبعين. مثل هذه الحركات في الكونغ فو كالوقوف على اصبعين بعض الناس يعتقد أنه نوع من السحر. السحر واضح، وهذا ليس سحرا، ومجلة مثل ناشيونال جيوغرافيك قدمت ما يحدث في المعبد ووثقته ولم يكن به سحر وإنما أساليب صعبة للتحكم والسيطرة، ولا يمكن أن يلتحق به أي أحد، وأنا السعودي الوحيد الذي تدربت في هذا المعبد. وكيف كانت ظروف تدريبك في المعبد؟ من خلال نشر اللعبة في السعودية والخليج عن طريق ألعاب ومنظمات واتحادات ويسمعون عني، ويفترض أن يخدمني الآخرون للقيام بذلك ولكني لم أجد أي مساعدة، وإنما الأجانب هم الذين فعلوا بإيصال طموحي في اللعبة للصين، وبالفعل عن طريق صديق أمريكي استقبلوني كمواطن عادي، وذلك في معبد آخر وليس المعبد الأساسي، وللأسف هي ليست بحسب الصورة المعروفة وإنما نشاط فكري، وكانوا يقومون بإيقاظي صباحا لصلاة الفجر حيث يحترمون أديان الآخرين، ومستحيل على المدرب الخارجي أن يعطي أسرار هذه اللعبة لمن يدربهم، ولكن في الصين أعطوني كل الأسرار من الألف للياء، وتخصصي معروف في حيوان معين. وما هو هذا التخصص؟ هذا أحد أسراري ولا يمكن أن أكشفه، ولكن في حال مهاجمتي من قبل كونغ فو آخر سيعرف ذلك. وهل تصارعت مع حيوان؟ لا أبدا، هذا سؤال غريب. وهل لديك استعداد لذلك؟ لا اتوقع، لأن الحيوان لا يمكن أن يفهمك. هل لديك استعداد لتدريب الشباب السعودي على هذه اللعبة؟ الى الآن دربت 12 ألف شاب، منذ 1997م وحتى 2011م في دورات خاصة بالأندية وتنظيم بطولات على حسابي الخاص، حتى الاتحاد السعودي كان يشارك في بطولاتي، والإقبال ممتاز، ولكن في مجال الدفاع عن النفس وليس الكونغ فو، وعرضت الأمر على الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب السابق في باريس ورحب به وقابلته مرتين، ولكن عند مراجعتي المسؤولين هنا تبدأ البيروقراطية، وشبابنا لديهم الحماس والاستعداد لتقديم شيء للوطن، ففي العام 2008م أرسلت للرئاسة العامة لرعاية الشباب بموجب نصيحة شخص للمشاركة في أولمبياد 2008م في الصين التي شاركت فيها أول سعودية، في وقت أبدت فيه الصين وهي دولة عظمى استعدادها لمشاركتي باسمها، ولكني لم أرض بذلك ورفضت، فوطني أولى، وفي انتظار رد رعاية الشباب جاءني خطابهم من رئيس الاتحاد السعودي للكاراتيه وهو أصلا يلعب الكونغ فو، وللأسف وجه الرئاسة بأن هذه اللعبة غير مسجلة لدينا ولا اتحاد لها، بمعنى عدم جدوى مشاركته فيها، رغم أنه كان بإمكانه أن يدعم ذلك على سبيل التجربة، ولكن سأقدم ملفا جديدا للرئاسة بخصوص هذه اللعبة. هل تشجع تخصيص حصص للرياضة للمرأة؟ بالتأكيد اتمنى ذلك، فالرياضة بشكل عام مفيدة صحيا، وليس هناك ما يمنع ذلك، ولكن حتى الآن في التعليم العام لا توجه مهم لذلك، رغم المكاسب على صعيد الصحة والفكر وحماية النفس، وانا على ثقة لو أن السعوديين تدربوا على رياضات الدفاع عن النفس سيحصلون على المراتب الأولى عالميا، وليس شرطا أن يكون ذلك خاصا بالكونغ فو رغم أنه ليس خطيرا بحسب الانطباع العام الخاطئ، وعموما نحتاج الى تغيير في الفكر لأن الدولة لا تقصر عن دعم جميع الأنشطة، ونحتاج كوادر جديدة من الشباب تفكر بصورة تواكب الواقع. ما الشهادات والأوسمة التي حصلت عليها خلال مسيرتك في هذه الألعاب؟ لدي 370 شهادة عالمية وليس منها ولا واحدة من السعودية أو الخليج، أبرزها من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش كأول سعودي يحصل على إنجازات عالمية وبشرف، غير البطولات التي شاركت فيها، واتقدم بشكري العميق لصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال الذي قدّم لي دعما معنويا بالدرجة الأولى لن أنساه طيلة عمري. من خلال لعبة الكونغ فو.. ما حلمك؟ حلمي أن ألهم الجيل القادم لتقديم كل خير في حياته وأهله ورياضته. العتيق في أحد التدريبات له