×
محافظة الرياض

3126 ناخبا وناخبة و 18 مرشحا ومرشحة في محافظة الدوادمي

صورة الخبر

ما من شك بأن مصابنا كبير وحزننا عميق على من توفوا أو أصيبوا في سقوط رافعة إنشاءات الحرم نتيجة للعاصفة (المفاجئة) التي ضربت المنطقة. الملك حفظه الله شخصيا، تعبيرا عن عمق هذا المصاب وهذا الحزن، تفقد بنفسه نتيجة الحادث واطمأن على المصابين في موقف سعودي واضح بأن مصاب ضيوفنا هو مصابنا وعلى أعلى مستويات التعبير عن هذا الموقف. في طبيعة الحادث نفسه أفهم أن يسجل بعض الناس مواقف حادة من باب أنه لو كان هناك كذا أو كذا لما حدث ما حدث، لكن مثل هذه الحوادث تسجل يوميا في أصقاع متعددة من العالم، بما فيها العالم المتقدم الذي يتنبأ بالأحوال الجوية ولا (يفاجأ) في الغالب، ويحتاط للسلامة بكل الإمكانيات. ولذلك فإن ما يفترض أن نفتش فيه، بعد أن حصل ما حصل، هو هل فعلا كانت احتياطات السلامة في موقع إنشاءات ضخم مثل هذا كانت على قدر حجم هذا المشروع ومسؤولياته ووجود الناس تحت رافعاته وجدرانه في كل مكان.؟! هل استهان شخص ما أو مجموعة أشخاص في جزء من احتياطات سلامة منشآت المشروع ولم يقدر للاحتمالات والمفاجآت قدرها وهول كوارثها إن حصلت؟! وهل سيكون هناك دروس مستفادة من هذا الحادث بطريقة النقد الذاتي قبل أية طريقة أخرى أم أننا سننسى ونعود إلى طبائعنا في التراخي والتوكل، أو التواكل، قبل أن نعقلها.؟! هذا هو ما أعتقد أن علينا الانشغال به خلال الأسبوعين القادمين؛ لكي ننتقل من حالة جلد الذات المستعرة بعد هذا الحادث المؤلم إلى حالة التعلم منه واستيعاب دروسه القاسية. هذه الدروس التي يمكن إجمالها على هذا النحو: - أن لدينا قصورا مزمنا في ثقافة السلامة في كل شؤون حياتنا، ويزيد تأزم هذا القصور إذا تعلق الأمر بإنشاءات قريبة من الناس أو فوق رؤوسهم. - أن المشاريع الإنشائية، أيا كان حجمها، تتطلب اشتراطات واحتياطات سلامة مكلفة وعدم إعطاء هذه الكلفة حقها من الانتباه يؤدي إلى حدوث كوارث مريعة. - أن محاسبة المقصرين، كما قال الملك، هي من بين الضمانات الأكيدة التي تقطع الطريق على التراخي أو الاستسهال من بعض المسؤولين عن إنشاء المشاريع، فإن وجد مقصر في اشتراطات سلامة مشروع الحرم فلا بد أن يعاقب وتنشر عقوبته علنا. - درس آخر، أخير ومهم، وهو أن يكف الناس في مثل هذه الحوادث عن ترويج الآراء (القاطعة) بأن ما حدث لم يكن ليحدث لو كان كذا وكذا؛ فليس أسهل من أن تفتي، وأنت ممدد في بيتك، دون أن تعرف الأسباب الحقيقية لما حدث ودون أن تدرك ما قد تحمله الطبيعة فعلا من مفاجآت.