×
محافظة المدينة المنورة

إندونيسيا تبحث تعزيز الشراكة الاستثمارية مع غرفة المدينة

صورة الخبر

قال طارق عزيز في آخر لقاء له بثته قناة العربية في 20 إبريل من العام الحالي: «إن صدام حسين غزا الكويت وهو يعاني من مرض نفسي». هذه الجملة يمكن لجميع المحللين بمختلف مجالاتهم أن يتوقفوا عندها، ويستخرجوا منها الكثير؛ فهو تصريح مثير وعجيب وغريب و(وصادق). في قراءتي لهذه الجملة، وبمقارنتها بسلوك قادة سياسيين، مثل: القذافي، وهتلر، وموسوليني.. يتأكد لي أن التصرفات (المجنونة) لا بد أن يحركها (اضطرابات نفسية عميقة) مهما كانت المبررات, تنتج سلوكاً (قهرياً) لدى القائد السياسي، لا يستطيع مقاومته، ويتصرف على أساسه. هكذا يمكن أن نبرر (الجنون السياسي) في العالم، وهو أكثر منطقية من سلوك (المؤامرة) الذي يعتقد به خلق كثير. احتلال الكويت أمر لا يصدقه عقل, وتجاهل النتائج الحتمية لهذا الفعل مثل: القتل، والتشريد، والدمار، والهلع، والخوف، أمر يعرفه الصغار قبل الكبار، فما بالك بسياسي كصدام، مر بهذه التجارب ذاتها وعاشها ليالي طويلة؟ مهما كانت المبررات السياسية التي جعلت صدام يقدم على هذا العمل فإنها تبقى في محيط الدبلوماسية، والزمن كفيل بإيجاد الحلول لها, ولكن عندما يعترف طارق عزيز بأن صدام احتل الكويت وهو في حالة (اضطراب نفسي) فبالنسبة لي أرى أن هذا سبب وجيه إلى حد كبير، وقابل للنقاش؛ لأن (الفعل) الذي شاهده العالم لن يقبل غير الجنون تفسيراً، ولن نطلب من طارق عزيز إثبات كلامه؛ لأن الاحتلال بهذه الطريقة يغني عن أي دليل. الشعوب التي ثارت ضد (رؤسائها) لم تفكر بالبديل, إن كان شخصية متزنة (نفسياً وعقلياً)؛ لأن هذا المعيار هو الخطوة الأولى لوصول قيادي غير (مجنون) يتصرف بعقل ومنطق وعدل وحب وسلام، يثير الطمأنينة والأمن في نفوس الشعوب. النتائج في بلدان الثورات غير مشجعة، في مصر رجل غير (منطقي) عزلوه. وفي سوريا رجل يتبع أسلوباً مجنوناً (عليّ وعلى وأعدائي)، ولا يزال حتى تحوَّل البلد إلى مدن أشباح. وفي تونس (نفسية الاستحواذ) منتشرة لدى الفرقاء. وفي اليمن رجل اختزل الدولة في شخصه، ذهب، وذهب معه البلد، وبات يصارع التنمية حتى هذه اللحظة. nlp1975@gmail.com