×
محافظة المنطقة الشرقية

التسليف والادخار يعتمد تمويل 286 مشروعًا بقيمة تجاوزت 79 مليون ريال

صورة الخبر

كان‭ ‬امب‭ ‬حينها‭ ‬يواصل‭ ‬تعليمه‭ ‬المدرسي‭ ‬وتخرج‭ ‬من‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬علمت‭ ‬عائلته‭ ‬بموضوع‭ ‬ادمانه‭ ‬لكنهم‭ ‬فضلوا‭ ‬ان‭ ‬يتعاملوا‭ ‬مع‭ ‬ادمانه‭ ‬بتكتم‭ ‬شديد‭ ‬خشية‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع،‭ ‬وحاولوا‭ ‬ان‭ ‬يرسلوه‭ ‬الى‭ ‬العلاج‭ ‬فادمن‭ ‬على‭ ‬العلاج‭ ‬الذي‭ ‬يتلقاه،‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬يأس‭ ‬والده‭ ‬فقرر‭ ‬ان‭ ‬يوقف‭ ‬المصروف‭ ‬المالي‭ ‬عنه‭ ‬ليبدا‭ ‬م‭ ‬بسرقة‭ ‬مقتنيات‭ ‬اسرته‭ ‬وبيعها‭ ‬وشراء‭ ‬المخدرات‭.‬ يقول‭ ‬امب‭ ‬بدات‭ ‬اسرق‭ ‬من‭ ‬عائلتي‭ ‬ما‭ ‬تقع‭ ‬عليه‭ ‬يدي،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬والدتي‭ ‬تنهمر‭ ‬في‭ ‬البكاء‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬يتوجب‭ ‬عليه‭ ‬فعله،‭ ‬كانت‭ ‬تحاول‭ ‬تساعدني‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬كيف‭ ‬تساعدني،‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تخشى‭ ‬ان‭ ‬تبلغ‭ ‬والدي‭ ‬بما‭ ‬اقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬سرقة‭ ‬حاجيات‭ ‬المنزل،‭ ‬وأنا‭ ‬اجدت‭ ‬استغلال‭ ‬خوفها‭ ‬واستمريت‭ ‬بالسرقة‭ ‬والادمانب‭. ‬ ويضيف‭ ‬اكنت‭ ‬احاول‭ ‬ان‭ ‬اتوقف‭ ‬عن‭ ‬المخدرات‭ ‬وادخلت‭ ‬الوحده‭ ‬وخرجت‭ ‬منها‭ ‬وعدت‭ ‬للادمان‭ ‬وكررت‭ ‬ذلك‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬دون‭ ‬فائدة،‭ ‬لم‭ ‬اكن‭ ‬اعطي‭ ‬لنفسي‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬للتعافي،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬دخلت‭ ‬الى‭ ‬الزمالة‭ ‬وشعرت‭ ‬انهم‭ ‬اناس‭ ‬بالفعل‭ ‬جادين‭ ‬وتمكنوا‭ ‬من‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬المخدرات،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬كنت‭ ‬انسان‭ ‬مكسور‭ ‬من‭ ‬داخلي‭ ‬لا‭ ‬املك‭ ‬اي‭ ‬عزم،‭ ‬كنت‭ ‬اقول‭ ‬لنفسي‭ (‬ربما‭ ‬هولاء‭ ‬لم‭ ‬يتعاطوا‭ ‬الكميات‭ ‬التي‭ ‬تعاطيها‭ ‬وبالتالي‭ ‬نجحوا‭ ‬بالتعافي‭) ‬و‭(‬ربما‭ ‬هولاء‭ ‬لا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الادمان‭ ‬النشط‭ ‬الذي‭ ‬اعاني‭ ‬منه‭ ‬وبالتالي‭ ‬تعافوا‭) ‬او‭ (‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬اعيش‭ ‬بدون‭ ‬مخدرات‭ ‬وسوف‭ ‬ابقى‭ ‬اتعاطى‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬اموت‭) ‬جميعها‭ ‬اعتقادات‭ ‬خاطئة‭ ‬دفعتني‭ ‬لمغادرة‭ ‬الزمالة‭ ‬واطالة‭ ‬عمر‭ ‬ادماني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سبباً‭ ‬بعدم‭ ‬اكمال‭ ‬تعليمي‭ ‬الجامعي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬خسارة‭ ‬وظيفتيب‭.‬ عاد‭ ‬امب‭ ‬الى‭ ‬الادمان‭ ‬ولم‭ ‬يصل‭ ‬سوى‭ ‬الى‭ ‬اليأس‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يقرر‭ ‬ان‭ ‬يعود‭ ‬للزمالة‭ ‬ويقابل‭ ‬بذات‭ ‬الحب‭ ‬والاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬قوبل‭ ‬به‭ ‬اول‭ ‬مرة‭ ‬قصدهم‭ ‬بها،‭ ‬يصف‭ ‬م‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يجده‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬اسره‭ ‬بمفتاح‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬ابعد‭ ‬نقطة‭ ‬داخل‭ ‬ذاته‭.‬ يقول‭ ‬امب‭ ‬الزمالة‭ ‬منحتني‭ ‬الاحساس‭ ‬بقيمتي‭ ‬كإنسان،‭ ‬ادخلوني‭ ‬مرة‭ ‬اخرى‭ ‬الى‭ ‬المجتمع،‭ ‬لقد‭ ‬منحوني‭ ‬حريتي‭ ‬التي‭ ‬سلبها‭ ‬الادمان‭ ‬مني،‭ ‬اصبحت‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬الاختلاط‭ ‬بالناس‭ ‬والتحدث‭ ‬اليهم‭ ‬بعدما‭ ‬فقدت‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي،‭ ‬الزمالة‭ ‬علمتني‭ ‬ثقافة‭ ‬الحوار‭ ‬والاصغاء،‭ ‬علموني‭ ‬لغة‭ ‬الجسد،‭ ‬اصبحت‭ ‬انسان‭ ‬طبيعي،‭ ‬استطيع‭ ‬ان‭ ‬اقرر‭ ‬ان‭ ‬اذهب‭ ‬اليوم‭ ‬معكم‭ ‬لتناول‭ ‬القهوة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬عام،‭ ‬او‭ ‬اقرر‭ ‬ان‭ ‬اذهب‭ ‬لمشاهدة‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬الادمان‭ ‬يصادر‭ ‬مني‭ ‬ابسط‭ ‬حقوقي‭ ‬بالاختيار،‭ ‬اشعر‭ ‬بالسعادة‭ ‬لانني‭ ‬اخترت‭ ‬معركة‭ ‬التعافي‭ ‬وليس‭ ‬هزيمة‭ ‬الادمانب‭.‬ يعيش‭ ‬اليوم‭ ‬م‭ ‬مع‭ ‬عائلته‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬علاقته‭ ‬بهم‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬جيدة،‭ ‬ويحظى‭ ‬بحسب‭ ‬تأكيده‭ ‬باهتمام‭ ‬والده‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬ان‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مأساة‭ ‬امب‭ ‬كانت‭ ‬بسببه‭.‬ يقول‭ ‬امب‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬والدي‭ ‬شيء‭ ‬ولن‭ ‬اصارحه‭ ‬بانه‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬بما‭ ‬تورطت،،تعاملت‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬انني‭ ‬مصاب‭ ‬بمرض‭ ‬وكان‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬ادرك‭ ‬طبيعة‭ ‬مرضي‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2013‭ ‬واليوم‭ ‬انا‭ ‬تحررت‭ ‬من‭ ‬الادمان‭ ‬النشط‭ ‬وأصبحت‭ ‬اسيطر‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬واعرف‭ ‬كيف‭ ‬احصل‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬نفسية‭ ‬من‭ ‬رفاقي‭ ‬من‭ ‬الزمالة،‭ ‬واتطلع‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬اكمل‭ ‬تعليمي‭ ‬الجامعي‭ ‬وان‭ ‬اصبح‭ ‬محامي‭ (‬رجل‭ ‬قانون‭) ‬كي‭ ‬اترافع‭ ‬عن‭ ‬المدمنيين‭ ‬واساعدهم،‭ ‬لانني‭ ‬ادرك‭ ‬تماماً‭ ‬مرضهم،‭ ‬وعندما‭ ‬سألناه‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬قال‭ ‬اعندما‭ ‬التحقت‭ ‬بالزمالة‭ ‬تجنبت‭ ‬العلاقات‭ ‬العاطفية‭ ‬لانني‭ ‬لم‭ ‬اكن‭ ‬مستعداً‭ ‬لها‭ ‬نفسياً‭ ‬ولا‭ ‬استطيع‭ ‬ان‭ ‬اسيطر‭ ‬على‭ ‬وضعي،‭ ‬زيادة‭ ‬فرص‭ ‬الانتكاسات‭ ‬ليست‭ ‬بالخيار‭ ‬الامثل‭ ‬لمن‭ ‬ينوون‭ ‬التعافي،‭ ‬لكن‭ ‬اليوم‭ ‬لدي‭ ‬تخطيط‭ ‬لمشروع‭ ‬زواج‭ ‬بإذن‭ ‬اللهب‭.‬ قبل‭ ‬ان‭ ‬نودع‭ ‬محديثنا‭ ‬سألناهم‭ ‬عن‭ ‬ماذا‭ ‬منحهم‭ ‬الادمان‭ ‬فاجاب‭ ‬احمد‭ ‬افي‭ ‬طفولتي‭ ‬كنت‭ ‬مثل‭ ‬امب‭ ‬لدي‭ ‬امنية،‭ ‬كنت‭ ‬اتمنى‭ ‬ان‭ ‬اصبح‭ ‬ضابط‭ ‬طيار‭ ‬والادمان‭ ‬منحني‭ ‬شهادة‭ ‬الادمان‭!! ‬يصمت‭ ‬ويكمل‭ ‬بنبرة‭ ‬ثقةب‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تسألوه‭ ‬ماذا‭ ‬منحنا‭ ‬التعافي؟‭ ‬التعافي‭ ‬منحنا‭ ‬محبة‭ ‬الله‭ ‬ورعايته،‭ ‬منحني‭ ‬فرصة‭ ‬اكمال‭ ‬تعليمي‭ ‬الجامعي‭ ‬وتبوأ‭ ‬وظيفية‭ ‬محترمة‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬مرموقة،‭ ‬منحني‭ ‬زوجه‭ ‬وأبناء،‭ ‬منحني‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬والالتقاء‭ ‬بخيرة‭ ‬الناس‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬منحني‭ ‬العودة‭ ‬لممارسة‭ ‬هوايتي‭ ‬الرياضيةب‭. ‬فيما‭ ‬اجاب‭ ‬امب‭: ‬االادمان‭ ‬منحني‭ ‬الهزيمة‭ ‬والتعافي‭ ‬منحني‭ ‬قيمة‭ ‬الذات،‭ ‬تركت‭ ‬الهزيمة‭ ‬وقاتلت‭ ‬الادمان‭ ‬وانتصرت‭ ‬عليهب‭.‬