كان امب حينها يواصل تعليمه المدرسي وتخرج من الثانوية العامة وفي نفس الوقت علمت عائلته بموضوع ادمانه لكنهم فضلوا ان يتعاملوا مع ادمانه بتكتم شديد خشية نظرة المجتمع، وحاولوا ان يرسلوه الى العلاج فادمن على العلاج الذي يتلقاه، الى ان يأس والده فقرر ان يوقف المصروف المالي عنه ليبدا م بسرقة مقتنيات اسرته وبيعها وشراء المخدرات. يقول امب بدات اسرق من عائلتي ما تقع عليه يدي، فيما كانت والدتي تنهمر في البكاء دون معرفة ما يتوجب عليه فعله، كانت تحاول تساعدني لكنها لا تعرف كيف تساعدني، كانت في نفس الوقت تخشى ان تبلغ والدي بما اقوم به من سرقة حاجيات المنزل، وأنا اجدت استغلال خوفها واستمريت بالسرقة والادمانب. ويضيف اكنت احاول ان اتوقف عن المخدرات وادخلت الوحده وخرجت منها وعدت للادمان وكررت ذلك عدة مرات دون فائدة، لم اكن اعطي لنفسي فرصة حقيقية للتعافي، في عام 2006 دخلت الى الزمالة وشعرت انهم اناس بالفعل جادين وتمكنوا من التخلص من المخدرات، لكن في نفس الوقت كنت انسان مكسور من داخلي لا املك اي عزم، كنت اقول لنفسي (ربما هولاء لم يتعاطوا الكميات التي تعاطيها وبالتالي نجحوا بالتعافي) و(ربما هولاء لا يعانون من حالة الادمان النشط الذي اعاني منه وبالتالي تعافوا) او (لا يمكن ان اعيش بدون مخدرات وسوف ابقى اتعاطى الى ان اموت) جميعها اعتقادات خاطئة دفعتني لمغادرة الزمالة واطالة عمر ادماني الذي كان سبباً بعدم اكمال تعليمي الجامعي ومن ثم خسارة وظيفتيب. عاد امب الى الادمان ولم يصل سوى الى اليأس قبل ان يقرر ان يعود للزمالة ويقابل بذات الحب والاهتمام الذي قوبل به اول مرة قصدهم بها، يصف م هذا الحب الذي لم يجده في كنف اسره بمفتاح الوصول الى ابعد نقطة داخل ذاته. يقول امب الزمالة منحتني الاحساس بقيمتي كإنسان، ادخلوني مرة اخرى الى المجتمع، لقد منحوني حريتي التي سلبها الادمان مني، اصبحت قادراً على الاختلاط بالناس والتحدث اليهم بعدما فقدت القدرة على الحديث مع الناس بشكل طبيعي، الزمالة علمتني ثقافة الحوار والاصغاء، علموني لغة الجسد، اصبحت انسان طبيعي، استطيع ان اقرر ان اذهب اليوم معكم لتناول القهوة في مكان عام، او اقرر ان اذهب لمشاهدة فيلم في السينما بعدما كان الادمان يصادر مني ابسط حقوقي بالاختيار، اشعر بالسعادة لانني اخترت معركة التعافي وليس هزيمة الادمانب. يعيش اليوم م مع عائلته التي باتت علاقته بهم اكثر من جيدة، ويحظى بحسب تأكيده باهتمام والده الذي لم يعرف حتى الان ان جزء كبير من مأساة امب كانت بسببه. يقول امب لا يعرف والدي شيء ولن اصارحه بانه كان السبب بما تورطت،،تعاملت مع الوضع كما لو انني مصاب بمرض وكان يجب ان ادرك طبيعة مرضي منذ العام 2013 واليوم انا تحررت من الادمان النشط وأصبحت اسيطر على نفسي واعرف كيف احصل على مساعدة نفسية من رفاقي من الزمالة، واتطلع الى ان اكمل تعليمي الجامعي وان اصبح محامي (رجل قانون) كي اترافع عن المدمنيين واساعدهم، لانني ادرك تماماً مرضهم، وعندما سألناه عن المرأة في حياته قال اعندما التحقت بالزمالة تجنبت العلاقات العاطفية لانني لم اكن مستعداً لها نفسياً ولا استطيع ان اسيطر على وضعي، زيادة فرص الانتكاسات ليست بالخيار الامثل لمن ينوون التعافي، لكن اليوم لدي تخطيط لمشروع زواج بإذن اللهب. قبل ان نودع محديثنا سألناهم عن ماذا منحهم الادمان فاجاب احمد افي طفولتي كنت مثل امب لدي امنية، كنت اتمنى ان اصبح ضابط طيار والادمان منحني شهادة الادمان!! يصمت ويكمل بنبرة ثقةب لكن السؤال الذي يجب ان تسألوه ماذا منحنا التعافي؟ التعافي منحنا محبة الله ورعايته، منحني فرصة اكمال تعليمي الجامعي وتبوأ وظيفية محترمة في مؤسسة مرموقة، منحني زوجه وأبناء، منحني الانفتاح على المجتمع والالتقاء بخيرة الناس هنا في البحرين، منحني العودة لممارسة هوايتي الرياضيةب. فيما اجاب امب: االادمان منحني الهزيمة والتعافي منحني قيمة الذات، تركت الهزيمة وقاتلت الادمان وانتصرت عليهب.