×
محافظة المنطقة الشرقية

فتح جامعة الدمام باب التسجيل لبرنامج التجسير الموازي للطلاب والطالبات

صورة الخبر

يعرف الإمساك المزمن بأنه صعوبة التخلص من الفضلات بصورة طبيعية إما لكسل في عضلات القولون تعيق عمله الحركي الطبيعي لطرد الفضلات أو لوجود تضيقات ناتجة عن تشوهات خلقية في مجرى القولون أو المستقيم، ولا يمكن إطلاق هذه التسمية على الإمساك الحاد الذي ربما يصيب شخصاً بصورة عارضة نتيجة تناوله وجبة تحتوي على كمية كبيرة من المعجنات أو قلة ما يتناوله من السوائل أو الماء. يصيب الإمساك المزمن كل الأعمار ولا يفرق بين الجنسين، وفي بعض الحالات يولد الطفل مصاباً بهذا النوع من الإمساك ما يتطلب اكتشافه مبكراً وعلاجه بواسطة طبيب متخصص، كما يمكن أن يصيب الشباب إذا تأخرت علامات كسل القولون إلى سن المراهقة، إلا أنه سهل التشخيص إذا قام المريض بسرد تاريخه المرضي بوضوح. ومرضى الإمساك المزمن لا يستطيعون تفريغ محتويات المستقيم من الفضلات إلا كل ثلاثة أو أربعة أيام، وربما أكثر من ذلك، ويعانون في ذلك أشد المعاناة، ويستخدم بعضهم الملينات الهضمية كالأقراص أو النقط الطبية، أو الموضعية، مثل التحاميل أو الحقن الشرجية، ولا تنتظم لديهم عملية الإخراج مثل غيرهم من الناس نتيجة تعسر حركة القولون ما يتطلب جهداً و(حزقاً) للتخلص من الفضلات، وفي أحيان نادرة يؤدي الإمساك المزمن إلى الإصابة بتعكر الحالة المزاجية أو الاكتئاب. وينتج كسل القولون عن أسباب وراثية متعارف عليها في الأسرة الواحدة، أو عوامل مكتسبة مثل عدم تناول الخضراوات الطازجة أو العزوف عن أكل الألياف الطبيعية وعدم شرب كميات وفيرة من الماء خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، علاوة على تناول الأطعمة التي تتماسك خلال دورة الهضم وتصل إلى المستقيم جافة تماماً، ما يصعب حركتها في اتجاه القناة الشرجية للخروج من الجسم، كما تسهم مشكلة كسل القولون في تراجع إفرازاته المخاطية التي تساعد على ترطيب هذه الفضلات لطردها من القناة بصورة مريحة، بينما تعاني الحوامل الإمساك في شهور الحمل الأخيرة بسبب ضغط الرحم بمحتواه على القولون، إلا أن ذلك النوع لا يعتبر من صور الإمساك المزمن لأنه يزول بمجرد الولادة. من النادر حدوث إمساك للأطفال الذين يرضعون طبيعياً، أما الذين يتغذون على الحليب الصناعي فهم الأكثر عرضة للإصابة بالإمساك، فحليب الأم أسهل في الهضم من الصناعي والذي يجعل البراز صلباً فيصعب على الطفل إخراجه، بعكس حليب الأم الذي يتميز بسهولة إخراجه. أما أغرب أسباب وأكثرها شيوعاً فهو تجاهل تنبيه الجهاز العصبي الذي يخطر بوجود فضلات تحتاج إلى دخول الحمام، وعدم الاستجابة الفورية لهذه الإشارة نتيجة عدة عوامل منها مثلاً الانشغال بمقتضيات الوظيفة أو التواجد في اجتماع مهم أو عدم توافر حمامات نظيفة يثق بها الشخص، ويندرج كذلك تحت هذه العوامل لجوء بعض الأطفال أو المراهقين إلى كبت الشعور بالحاجة إلى تفريغ الفضلات لما يترتب على ذلك من شعور يعتقد بعضهم أنه ممتع، وفي كل الحالات السابقة تصل الفضلات إلى قناة المستقيم، فيقوم العصب المسؤول عن التفريغ بإرسال إشارة إلى المخ تفيد وجود فضلات وبالتالي يقوم المخ بإرسال تنبيه إلى الشخص بضرورة التوجه إلى الحمام لتفريغ الفضلات، وإذا أحسن الشخص الاستجابة وتوجه من فوره إلى الحمام لا يعاني أي مشكلات، أما لو تجاهل الأمر وكبت الشعور فإن الفضلات تتراكم في قناة المستقيم ويعيد القولون امتصاص المياه منها فتتحول إلى كتل جافة متماسكة كريهة الرائحة يصعب التخلص منها، وربما يصاحب خروجها آلام شديدة ونزف في بعض الأحيان، وفي هذه الحالة لا تعاود الشخص رغبة في التوجه إلى الحمام على اعتباره مكان مؤلم من الناحية اللاشعورية، فينسى الأمر، وبعد أيام يتذكر أنه لم يستخدم الحمام منذ أيام فيتوجه إلى الصيدلية لشراء الملينات التي تقوم بدورها ولكنه فعلياً لا يحتاج إليها لأنه لا يعاني عملياً سوء الهضم، بل على العكس تماماً، المشكلة في سوء استجابته وبالتالي يحتاج إلى إجراء موضعي مثل تحاميل الجلسرين أو حقنة شرجية تضخ بعض الماء الدافئ إلى قناة المستقيم فتنتهي المشكلة، إلا أنها حلول مؤقتة لا يجب اللجوء إليها إلا عند الضرورة. وبالإضافة إلى بعض أنواع الأطعمة التي تسبب الإمساك، يمكن لبعض العقاقير ترك الأثر نفسه لدى من يتداوى بها لفترات طويلة مثل المسكنات القوية والتي تندرج تحت المخدرات مثل الكودايين ومضادات الاكتئاب ومكملات الحديد ومكملات الكالسيوم، كما تصيب بعض أمراض الجهاز العصبي المركزي بالإمساك المزمن، وتساعد قلة الحركة على تفاقم المشكلة، ويعاني كبار السن ومصابي الأمراض المزمنة الأعراض ذاتها، خاصة إذا ترافقت مع تاريخ مرضي في الجهاز الهضمي. كما تعتبر سوء عملية التمثيل الغذائي الناتجة عن عدم التوازن في وظائف الجسم أحد أسباب الإصابة، والذي يحدث في الأغلب بسبب الإصابة بمرض السكري أو وجود خلل بالزيادة أو النقصان في النسب الطبيعية للكالسيوم في الدم أو في إفراز الغدة الدرقية. وعلاوة على كل الأسباب السابقة يمكن لمجموعة من الأعراض الطبية أن تسبب الإمساك المزمن، مثل الأورام الحميدة والخبيثة التي تتسبب في ضيق وأحياناً انسداد القولون أو ظهور فتق الشرج أو المستقيم أو خراج سقوط أو ضيق الأمعاء أو الإصابة بالتهاب المرارة أو القولون العصبي أو وجود اعتلال في فتحة الشرج أو المستقيم. وينصح الأطباء المرضى من أصحاب التاريخ المرضي الطويل مع الإمساك المزمن ضرورة مراجعة الطبيب على فترات بشكل دوري لإجراء الفحوص اللازمة للتأكد من سلامة القولون والمستقيم والشرج من أي أمراض أو مشكلات أو عوارض طارئة، كما ينصح البعض منهم بإجراء تنظير سنوي على القولون والمستقيم حيث إن الذين يعانون مشكلة الإمساك المزمن معرضون بنسبة ضئيلة للإصابة بسرطان المستقيم، علاوة على المشكلات الجراحية الاعتيادية مثل البواسير والناسور الشرجي. للوقاية من الإمساك المزمن ينصح بشرب ما لا يقل عن 4 لترات من الماء بشكل يومي، واتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والتي تتوافر بكثرة في الخضراوات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة، مع تجنب تناول الأطعمة التي تتسبب في الإمساك، ولو لفترة مؤقتة حتى اكتمال العلاج، ومن أهم هذه الأطعمة منتجات الألبان والأغذية الغنية بالسكريات والدهون والزيوت بالإضافة إلى الحلويات والبيض المسلوق والأرز والخبز الأبيض، كما يجب تجنب تناول العديد من الأطعمة والأغذية غير الضرورية كالشبسي والأطعمة المثلجة والكوكيز والآيس كريم والبصل والدونات واللحم الأحمر والموز غير مكتمل النضوج، مع مراعاة تحديد وقت كل يوم لدخول الحمام حتى من دون الشعور بالرغبة في التخلص من الفضلات، فغالباً هذه الفضلات موجودة ولكن العصب المسؤول عن التنبيه لا يقوم بدوره نتيجة تجاهل الإشارات السابقة ما ترتب عليه اعتلال وظيفي في أدائه، بينما يساعد تحديد الوقت على تعويد الأمعاء على التفريغ اليومي في نفس الوقت، وأفضل الأوقات لذلك في الصباح بعد تناول وجبة الإفطار بنصف ساعة. ويعتقد أن أحماض أوميغا 3 الدهنية تلعب دوراً في عدد كبير من وظائف الجسم، بما في ذلك عملية الهضم، وأظهرت بعض الدراسات أن أحماض أوميغا 3S يمكن أن تكون مفيدة في التخلص من التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، والذي من أعراضه الإمساك المزمن، يعتبر زيت السمك، والذي يمكن الحصول عليه إما من الغذاء أو في شكل مكملات غذائية على شكل أقراص، مصدراً غنياً بهذه الأحماض الدهنية، خاصة أسماك المياه الباردة مثل السلمون والماكريل والهلبوت والسردين والتونة والرنجة والتي تحتوي على حامض الدهني (EPA) وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، تحتوي مكملات زيت السمك أيضاً على EPA و DHA. الجانب السلبي الآخر لاستخدام زيت السمك كعلاج الإمساك هو أنه يسبب الغازات والانتفاخ، وفي بعض الحالات الإسهال، ومن المهم أن نعرف مصدر زيت السمك قبل استخدامه لعلاج الإمساك، لأنه ربما تحتوي بعض الأسماك على المعادن الثقيلة مثل الزئبق والملوثات الأخرى.