×
محافظة مكة المكرمة

القوات المسلحة تستحدث مراكز متخصصة بـ«المشاعر» لمعالجة ضربات الشمس

صورة الخبر

عندما اندلعت الأزمة السورية في العام (2011م) كانت المملكة العربية السعودية أول المتحدثين عن ضرورة حماية الشعب السوري، وضرورة الوقوف معه بشتى الوسائل من اجل أن يتخطى الازمة التي يمر بها، فقد خاطبت المملكة العالم بهدف حماية الشعب السوري، فالسعودية كانت تدرك المخاطر التي يمكن أن تنطوي عليها هذه الازمة التي تقترب اليوم من دخول عامها السادس والشعب السوري يتعرض لمزيد من التشريد والتهجير القسري، ولقد كانت استجابة المملكة إنسانياً لمواجهة الازمة التي يمر بها الشعب السوري ولازالت مستمرة خلال السنوات الماضية وحتى هذه اللحظة. العلاقات السعودية بالشعب السوري ليست جديدة فالشعب السوري بكل فئاته واطيافه متواجد في المملكة منذ عشرات السنين وما يربط الشعب السعودي بالشعب السوري اكثر من كونه علاقات طارئة فرضتها الازمة ، بل إن هناك علاقات اجتماعية وعلاقات عائلية وامتدادا قبليا وتاريخيا وتراثيا يجمع الشعب السعودي بأخيه الشعب السوري ، وعندما اندلعت الازمة السورية كان يعيش في المملكة في تلك الفترة مئات الآلاف من العاملين السوريين في المملكة وبمجرد اندلاع الازمة لم تلجأ السعودية الى الضغط على تلك العمالة للعودة الى بلادها بل قامت بإصدار قوانين تمنع ترحيل أي من العمالة السورية الى بلادها، كما أصدرت السعودية العديد من القوانين التي منحت العاملين السوريين ميزات قانونية جعلتهم قادرين على استقدام عائلاتهم الراغبة في مغادرة سورية بحثا عن الامن وهروبا من بطش النظام هناك. المملكة من أوائل الدول في المنطقة التي أولت الجانب الإنساني في الازمة السورية أهمية كبرى، وقد فتحت المملكة أبوابها للسوريين منذ اندلاع الازمة دون قيد أو شرط، ولم تكن راغبة في التعامل مع هذه الازمة تعاملاً يوحي بأي تمميز ضد اخوانها العرب من السوريين، وفتحت السعودية أبوابها لكل راغب دون ان يكون هناك ضجة إعلامية بل دون أن يكون تعاملا يخل بالاخوة او يجرح كرامة الوافد العربي السوري الى المملكة ، فلم تلجأ المملكة الى افتتاح ملاجئ او مركز إيواء لهذه الفئات بل عملت على دمجهم مع المجتمع مستتفيدين من خبرة الكثير من العاملين من الجنسية السورية في المملكة. لقد كانت المملكة تدرك وبشكل كبير ان الازمة السورية سوف تساهم في دفع الكثيرين من أبناء الشعب السوري نحو الذهاب الى المملكة وهذا ما عملت السعودية عليه فقد فتحت أبوابها على مر السنوات الماضية من اجل استقبال الاعداد الكبرى من ابناء هذا الشعب، ولم يتوقف الدعم السعودي عند هذا الحد بل ذهبت السعودية الى مراكز إيواء اللاجئين في الدول المجاورة في الأردن وسورية ولبنان وتركيا وغيرها من الدول وقدمت الكثير من الأموال والمساعدات التي وصلت قيمتها ما يقارب 700 مليون دولار أي مايقارب اكثر من ملياري ريال ، ولم تلجأ السعودية الى اتخاذ الكثير من الدعاية الإعلامية كونها ترى ان تقديم هذه المساعدات هو واجب انساني قبل أن يكون حملة إعلامية ، فالمملكة حرصت على أن يكون الفرد السوري في المملكة او خارجها معتزا بكرامته لا يمن عليه انسان يقدم له المعونة أو المساعدة. لقد ادركت المملكة أن الشعب السوري الذي يتعرض لكل أنواع القتل سوف يغادر بلده حفاظا على حياته بالدرجة الأولى وبحثا عن ملاذ آمن، لذلك ساهمت المملكة في مد يدها من اجل مساعدة الاخوة من أبناء الشعب السوري ومنحهم الكثير من الميزات للإقامة والدخول الى السعودية دونما إهانة لهم او وضعهم في ملاجئ او تسليط الضوء عليهم في الاعلام من اجل كسب موقف دولية للمملكة العربية السعودية. لقد حرصت المملكة على أن يكون الفرد السوري في الداخل السعودي يتمتع بحريته من حيث الإقامة والعمل وكسب الرزق وتعليم الأبناء في المدارس التي استوعبت جميع أبناء الاخوة السوريين، وكذلك الجامعات السعودية حتى اصبح الفرد السوري في المجتمع يحصل على ذات المميزات التي يتمتع بها الفرد من أبناء المجتمع. هذه النبذة التاريخية عن بعض ما قدمته المملكة نصرة لإخوتها من أبناء الشعب السوري ليست للتفاخر او الكسب الإعلامي ولكنها رد على تلك الحملات المغرضة التي تحاول أن تطمس الحقائق ولعل من اهم هذه الحقائق التي يعملها الكثير هو وجود "مليونين ونصف المليون مواطن سوري، حرصت -المملكة-على عدم التعامل معهم كلاجئين، أو تضعهم في معسكرات لجوء، حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة التامة". المملكة العربية السعودية اعتادت أن تعمل من اجل اشقائها من خلال منهجية تحفظ لهم مكانتهم ولم ترغب السعودية أن تعلن أنها الأكثر استقبالا للإخوة من الجالية السورية في المنطقة، حيث عملت على دمج هذه الفئة في المجتمع السعودي بكل يسر ولم توظف كاميرات الاعلام او قنواتها الفضائية من اجل اعلان دعائي يوحي بأن المملكة ترغب في اظهار مواقفها مع الاخوة السوريين، وقد احتوى بيان وزارة الخاجية مبررات إنسانية عظيمة تعكس هذا الموقف النبيل من القيادة السعودية تجاه الاشقاء السوريين. إن المملكة العربية السعودية وعبر تاريخها الطويل كانت ولازالت في مقدمة اشقائها العرب في تقديم العون والوقوف بكل اخلاص مع كل من يحتاج الى المساعدة او تقديم أي شكل من اشكال العون المادي او السياسي أو الاقتصادي، ليس في العالم العربي فقط ولكن في العالم كله ولعل الكثير من الحقائق اثبتت أن المملكة سباقة في هذا المجال والتاريخ يشهد للمملكة مثل هذه المواقف الإنسانية. إن إثارة قضية اللاجئين السوريين امام الرأي العالمي بهذه الصورة تعكس مدى التعامل السلبي مع هذه القضية، وخاصة في الدول التي عملت على استثمار سياسي أو حزبي من هذه القضية، وهذا ما لم يحدث في المملكة التي عملت بصمت خلال السنوات الماضية ولكنها اضطرت امام هذه المواقف الدولية السلبية، أن تقول للعالم من حولها إنكم لم تقدموا ولو جزءاً يسيراً مما قدمته السعودية لأشقائها خلال السنوات الماضية، حيث خلت المملكة من أي ملجأ او معسكر للإخوة السوريين بل اصبحوا جزءاً من مكونات المجتمع السعودي يتمتعون بما فيه مثلهم مثل اخوتهم السعوديين، وهذه هي المواقف النبيلة التي اعتادت المملكة بقياداتها عبر التاريخ ووصولا الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، فهذا الكيان السعودي نذر نفسه من اجل خدمة الإسلام والمسلمين والعرب والعالم اجمع دون بحث عن مكاسب اعلامية او سياسية.